استطاعت التشكيلية والنحاتة المغربية نجوى الهيثمي أن تقدم تجربة جديدة ولافتة في المنجز التشكيلي المغربي والعربي بتحويل أفكارٍ إلى أعمال فنية رامزة تأسر المتلقي، وتأخذه إلى ملكوت الجمال برؤية عميقة وبمفردات وتقاطعات لونية وعلاماتية قائمة على البساطة وقوة الإيحاء، سواء على السند أو على جسد المنحوتة التي تأتي بانسيابية مدهشة كأنها شلال من الضوء، معتمدة على رؤى معاصرة وكثافة عالية الدقة لتشكيل مجال بصري ينهل من التجريد، ويسبح في الشاعرية والجمال والأحاسيس المتدفقة من ضربات الريشة وحركاتها. الهيثمي أمام إحدى لوحاتها الهيثمي أمام إحدى لوحاتها وتُبرهن الهيثمي، التي قدمت أعمالها في معارض مغربية وعربية ودولية، على توازنٍ إبداعي ومُرونة كبرى في صياغة أعمال ضمن قوالب وأسس جمالية صارمة لطرح فكرتها ونظرتها للأشياء وللمحيط وصرختها الكامنة في الأعماق، لاستظهار عالم غني بالرموز والعناصر التي تغذي رؤيتها البصرية بدلالات ووعي جمالي يكشف عن ثراء دلالي وأيقوني يسبح خارج التيار وينصت لعناصر الطبيعة وأشكالها المختلفة كالدائرة لما لها من رمزية وبُعد تأويلي ورؤية مغايرة للمألوف في التشكيل المغربي، لأنها نابعة ومستمدة من مرجعيات قائمة على التبسيط والاختزال والتقشف في الألوان، لكنها أعمال ثرية بالرموز والأشكال الهندسية والإشارات ذات الأبعاد العفوية. وتقدم الهيثمي أعمالها الجديدة في رواق محمد الدريسي بطنجة والمنظم تحت رعاية وزارة الثقافة، ومما جاء في كتيب المعرض أن أعمال نجوى الهيتمي «تسبر أغوار الحياة بطريقة فنية ذات رمزية إنسانية عميقة.. في أعمالها كم من الأسئلة التي تستفز عين المتلقي والدارس، عوالم الأشكال والمساحات المجردة التي تمسك الجمال وتستنطقه وتقدمه للمتلقي الشغوف والعاشق للفن». وبحسب الناقدة والكاتبة مويل كويلود، فإن الهيثمي فنانة كيميائية تحول طاقتها الفنية إلى إبداع حقيقي، ليس فقط على مستوى السند واللوحة، وإنما يتجاوز ذلك إلى أعمالها النحتية، التي تجعل منها أيقونات ومرادف جمالي للضوء والنور.
مشاركة :