ينظم رواق الفن المعاصر محمد الدريسي بمدينة طنجة المغربية معرضا تشكيليا للفنانة نجوى الهيثمي، يقدم تجربة جديدة مثيرة للاهتمام وتجسد التحول في أفكار وأسلوب الفنانة في التعاطي مع قضايا الحياة. ويشكل هذا المعرض فرصة للاطلاع على آخر أعمال الفنانة الطنجاوية ومقارباتها الفنية المتجددة التي تسبر أغوار الحياة بطريقة فنية ذات رمزية إنسانية عميقة. وتتضمن رسومات نجوى الهيثمي، التي بصمت على مشاركات ناجحة ومتميزة في عدد من المعارض الفنية الفردية والجماعية داخل المغرب وخارجه، عوالم خاصة ومجردة ونظرة “متأنية” للحياة و”أسفار الذات” في عالم متحول قلما تتوافق فيه الآراء وتتقاطع فيه الأفكار ووجهات النظر. ولا تحصر لوحات الفنانة نجوى الهيثمي العصامية نفسها في المتداول من التيمات الفنية والفنون الأكاديمية المعتادة، فلوحاتها تعبر عن “الأنا الفنية” دون الالتزام بنمط فني معين أو ضوابط وقواعد. وتنسجم هذه “الأنا الفنية”، كما تقول الفنانة، مع تطور إدراكها النفسي والإنساني ومع رسائلها الرمزية والهادفة. وقد شبهت الناقدة والكاتبة مويل كويلود نجوى الهيثمي بالفنانة الكيميائية التي تحول طاقتها الفنية إلى إبداع حقيقي، ليس فقط على مستوى السند واللوحة، وإنما يتجاوز ذلك إلى أعمالها النحتية التي تجعل منها أيقونات؛ فأعمالها مرادف جمالي للضوء والنور، وهو ما يلمسه فعلا زائر معرض الفنانة.
مشاركة :