قدمت الفنانة التشكيلية المصرية لينا أسامة طوال عشرين يوما معرضا بعنوان “آلة الزمن” بغاليري بيكاسو بالقاهرة، وفيه مراوحة بصرية تجسّد الحياة في مصر بين الماضي والحاضر. واستكشفت الفنانة خلال معرضها الذي استمر من الحادي والعشرين مايو إلى غاية الحادي عشر يونيو الحالي سبل التأقلم الاجتماعي والنفسي مع العالم الذي أصبح سريع التغيّر. وفي لوحات معرض “آلة الزمن” يُرمز للأهل والأصدقاء بشخوص مصغرة باللون الذهبي كناية عن أهمية الدور الذي يلعبونه في الحياة في ظل قوانين الحظر التي اجتاحت العالم مؤخرًا، فأدخلته طوال عامين متتالين في حظر “صحي” لم يعتده بسبب جائحة كورونا. ويتقاطع الزمن في هذا المعرض بين مصر الفرعونية، ومصر في العصر الملكي التي يظهر علمها الأخضر بنجومه، وطرابيش رجالها الحمراء، والبراقع التي كانت سمة بارزة لإطلالة السيدات في هذا الوقت، وهناك أيضا الزمن المعاصر وموضة أزياء الثمانينات والتسعينات التي تظهر جميعها في تكوينات حركية لأبطال اللوحات. وتجمع الفنانة هذه الأزمنة المتفرقة من خلال توظيف لوني متدرج، مستعينة بخامات مختلطة تمنح اللوحات حيوات مختلفة تُحاكي الأزمنة والعصور المتتالية وكأنها نتاج للعبة آلة الزمن. ومن جانب آخر، فإن السحر الخاص بشوارع القاهرة القديمة يصور بشكل مبسّط كتصميمات مطبوعة لزهور مكررة مأخوذة عن المفروشات المنزلية وكذلك رسومات مصغرة لمعالم المدينة مثل مبنى التلفزيون المصري “ماسبيرو”، والمتحف المصري بساحة التحرير بالعاصمة، بالإضافة إلى سيارات قديمة. والفنانة لينا أسامة من مواليد العام 1986، درست فن التصوير في كل من مصر والنمسا، وأعقبته بدراسة إنتاج الأفلام والتنسيق الفني وعلم المصريات، وهي مجالات تبدو حاضرة بكثرة في معارضها الفنية لاسيما تأثرها بالفن المصري القديم، ومشاهد الحياة اليومية. كما أنها حاصلة على جائزة التصوير الأولى للتصوير في صالون محبي الفنون الجميلة عام 2015 وجائزة في التصوير بصالون الشباب الثامن عشر.
مشاركة :