السعودية لقيادة دولية في مكافحة التصحر - د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب

  • 6/13/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التصحر ظاهرة عالمية تعاني من تدهور الأراضي، مما يجعلها تقلل من الإمكانات الطبيعية للنظم الأيكولوجية، وتجعل سكان الريف عرضة لنقص الأغذية وتقلبات الطقس والكوارث الطبيعية، ويجب أن تشكل مكافحة التصحر جزءاً لا يتجزأ من برامج التنمية الاقتصادية، وبشكل خاص في السعودية باعتبارها بلداً صحراوياً. تهدف رؤية المملكة 2030 إعادة البيئة الطبيعية في السعودية إلى طبيعتها السابقة، ولم يقتصر اهتمام السعودية فقط على البيئة المحلية، بل تعدى إلى البيئة المحيطة بها، فأعلنت مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين تعززان الدور الريادي للسعودية إقليمياً وعالمياً في مجال حماية البيئة والمبادرات البيئية العالمية التي أطلقتها السعودية أثناء ترؤسها قمة العشرين في 2020، تقود السعودية من خلالها الحقبة الخضراء على مستوى المنطقة، التي تصل قيمة الاستثمارات في حزمتها الأولى إلى أكثر من 700 مليار ريال للمساهمة في الاقتصاد الأخضر، والوصول إلى الحياد الكربوني في 2060، بما يتوافق مع خطط السعودية التنموية وتمكين تنويعها الاقتصادي. تستهدف المبادرة الوصول إلى 1000 في المائة زيادة في نسبة الغطاء النباتي خلال العشر السنوات المقبلة، بهدف تعزيز حماية الغطاء النباتي، وإطلاق مبادرة التشجير، وتطوير المنتزهات الوطنية وتهيئتها، ومكافحة الاحتطاب الجائر، وتأهيل المراعي، وإنشاء 5 مراكز متخصصة في مجال البيئة والاستدامة، منها مراكز الغطاء النباتي. استطاعت السعودية زراعة 10 ملايين شجرة خلال 6 أشهر في 670 موقعاً في جميع مناطق السعودية ضمن حملة لنجعلها خضراء بهدف المساهمة في تنمية الغطاء النباتي والحد من آثار التصحر، وزيادة المساحة الخضراء في المناطق الحضرية بمدينة الرياض بنحو 7.5 ملايين شجرة. ومن أجل تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 حول الوصول إلى 1000 في المائة زيادة في الغطاء النباتي، استضافت السعودية في 2022/5/29 المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير بمشاركة أكثر من 90 متحدثاً و80 عارضاً من نحو 20 دولة ومنظمة عالمية خلال أكثر من 20 جلسة حوارية وورشة و50 ورقة علمية. أطلقت شركة نيوم في المؤتمر مبادرتها الخاصة لتنمية الغطاء النباتي بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وذلك بزراعة 100 مليون شجرة محلية متنوعة، وإعادة تأهيل 1.5 هكتار من الأراضي والمحميات الطبيعية وإصلاح موائل الحياة البرية في نيوم، لتكون نيوم نموذجاً عالمياً في حماية البيئات الطبيعية وتكريس استدامتها للأجيال المقبلة، بالشراكة مع المؤسسات البحثية المحلية والعالمية، إلى إيجاد حلول وابتكار تقنيات رائدة لتعزيز كفاءة التشجير والحد من استهلاك المياه وضمان الحلول الزراعية طويلة الأجل، من أجل تسريع وتيرة جهودها الرامية لمواجهة التحديات البيئية العالمية وحماية الطبيعة. تقدم نيوم نموذجاً عالمياً غير مسبوق في التنمية الحضرية بمحافظتها على 95 من مساحتها كمحمية طبيعية، وتشارك نيوم في هذا المنتدى باعتبارها الراعي الرئيسي، وذلك في إطار جهودها لإيجاد حلول مستدامة لمعالجة القضايا البيئية الأكثر إلحاحاً في العالم، والمساهمة في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء الرامية إلى زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء السعودية، من أجل المحافظة على الطبيعة وفي مقدمتها التغير المناخي وفقدان التنوع الحيوي. يهدف المعرض والمنتدى إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتقييم ومراجعة أهم البحوث والدراسات والتقنيات في مجال التشجير ومكافحة التصحر، وإبراز الدور الريادي للسعودية وأهمية المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وتقريب الخبرات العالمية، من أجل تعرف المعرض على نماذج النجاح المطبقة عالمياً، وسبل تطوير أدوات الاستدامة، ويستعرض المشاركون المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز المحافظة على الموائل الأرضية، والحوكمة والممكنات من منظور عالمي وعوامل النجاح والاستجابة لمعالجة تدهور الأراضي، وأهمية التشجير بوصفه حلاً طبيعياً لتقليل موجات الحر والفيضانات. يستعرض المعرض المحميات الطبيعية ودورها في تنمية الغطاء النباتي، وخزن الكربون في غابات المانغروف والأشجار والشجيرات السائدة في الجزيرة العربية، وتقنيات تقدير كفاءة النباتات في تثبيت الكربون، والاستثمار في المنتزهات والمحميات الطبيعية، واستخدام النباتات في الحد من زحف الرمال، وإعادة تأهيل الغابات.كما يناقش المنتدى تقنيات وأساليب حصاد المياه في المناطق الجافة، واستخدام تقنية الاستمطار الصناعي لتعزيز موارد المياه في المناطق الجافة، واستدامة موارد المياه للتشجير في المناطق الجافة، واستخدام المياه غير التقليدية في التشجير، والمقننات المائية للنباتات، والنباتات المعتمدة على المياه المالحة، وتجربة تأهيل المدرجات الزراعية، لتعزيز المحتوى المحلي من خلال استخدام المواد والمنتجات من المصانع المحلية.

مشاركة :