نجح ثلاثة طلاب فلسطينيين من قطاع غزة في اختراع أول روبوت ذكي يساعد فرق الإنقاذ في الوصول إلى المصابين المتواجدين تحت الأنقاض بسرعة أكبر للتقليل من فرص المخاطرة بحياتهم. وعلى مدار أشهر طويلة، عمل كل من الأخوين راما وأحمد إبراهيم، ويوسف عقل، جميعهم في المرحلة الثانوية، على صناعة الروبوت الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي باستخدام أدوات إلكترونية بسيطة متوفرة في بيئتهم. وأطلق الشبان الثلاثة اسم "روبوت الإنقاذ" على اختراعهم الذي حمل شكل صندوق صغير يسير على عجلات ويحمل لوحة إلكترونية تساعد على التحكم به عن بعد عن طريق "البلوتوث" من خلال تطبيق مثبت على الهاتف النقال. وما ان يصل الروبوت، المزود بكاميرا وصافرة إنذار، إلى المصاب العالق تحت الأنقاض، يصدر أصوات صافرات متواصلة فيما تصل إشعارات على الهاتف النقال الذي يستعمله رجال الإنقاذ أثناء المهمة بحسب المخترعين الثلاثة. وتقول راما إبراهيم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الفريق حصل على فكرة اختراع الروبوت بعد انتهاء موجة التوتر الأخيرة على قطاع غزة في مايو من العام الماضي، حيث فقد العشرات من المدنيين "حياتهم بينما كانوا عالقين تحت الأنقاض". وتضيف راما، بينما كانت تراقب عمل الروبوت على شاشة الكمبيوتر الخاص بها، أن فريق الإنقاذ وطواقم الدفاع المدني "واجهت صعوبة شديدة في الوصول إلى المصابين والضحايا في وقت قياسي بسبب القصف وانقطاع التيار الكهربائي المستمر". وفي مايو العام الماضي، شن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية واسعة النطاق على القطاع استمرت 11 يوما، وذلك بعد إطلاق الفصائل الفلسطينية المسلحة وابلا من الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية، ردا على استفزازات المستوطنين ضد الفلسطينيين في المسجد الأقصى والقدس الشرقية. واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية نسبة كبيرة من البنى التحتية في القطاع بذريعة استهداف "مترو الأنفاق" التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما تسبب بانهيار العشرات من المنازل المدنية فوق رؤوس ساكنيها حيث قتل غالبيتهم تحت الأنقاض. وأدت موجة التوتر إلى مقتل أكثر من 260 فلسطينيا، غالبيتهم من المدنيين، وإصابة الآلاف، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مقابل 14 إسرائيليا قتلوا نتيجة سقوط صواريخ فلسطينية على البلدات والمدن الإسرائيلية. وتقول راما إن تلك الظروف غير المتوقعة ساهمت بشكل كبير في ارتفاع عدد الضحايا، سواء كانوا من المدنيين أو حتى العاملين في فرق الإنقاذ الذين كانوا يعرضون حياتهم للخطر أثناء دخولهم تحت الأنقاض لانتشال المصابين. ولذلك، أصبحت لدى الفريق الثلاثي رغبة كبيرة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وصناعة روبوت يساعد على إيجاد حلول تمكن فرق الإنقاذ الوصول إلى المصابين بأسرع الوقت. وتوضح "قمت أنا وزملائي بدراسة فكرة صناعة الروبوت ووضع خطة زمنية لذلك، حيث اعتمدنا على استعمال أدوات إلكترونية متاحة لنا والتي غالبيتها هي من بقايا ألعاب إلكترونية تالفة أو أدوات كهربائية لا يتم استعمالها". من جهته، يقول يوسف عقل لـ ((شينخوا)) "للأسف الشديد أننا نعيش في منطقة نزاع تشهد حروبا باستمرار ما يعني أنه يجدر بنا أن نتحضر لمثل هذه الظروف القاسية في المستقبل". ويضيف عقل، بينما كان يقود الروبوت باستخدام ريموت كونترول، "هناك نسبة ليست بسيطة من الضحايا ماتوا بسبب الاختناق تحت الأنقاض، وليس بسبب القصف"، مشيرا إلى عدم وجود فتحات مناسبة لإخراجهم. وأوضح أن ما يميز الروبوت أنه يتمكن من الوصول إلى الضحايا من خلال فتحات ضيقة لا يستطيع الإنسان الدخول منها، معتبرا أن مثل هذا الاختراع يساهم بشكل كبير في حماية رجال فرق الإنقاذ من التعرض للخطر. وواجه الطلاب الثلاثة صعوبات أثناء تصنيع الروبوت في ظل عدم توفر كافة المواد اللازمة لصناعته من بينها كاميرا كواد كابتر الدقيقة وصغيرة الحجم، بالإضافة إلى غلاء ثمن المواد الأخرى، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام مواصلة عملهم. ويقول أحمد "رغم المعوقات كان لدينا إصرار على صناعة الشكل الأولي للروبوت"، مشيرا إلى أن الفريق يعمل حاليا على تطوير شكل الروبوت ليصبح على شكل "أفعى تستطيع الوصول إلى أكثر المناطق ضيقا".
مشاركة :