يتشارك المدرس حسن الرزي من غزة مع روبوت آلي تفاعلي في تعليم طلابه داخل الفصل الدراسي في إحدى مدارس المدينة في خطوة هي الأولى من نوعها. وتوصل الرزي (26 عاما) الذي يعمل مدرسا للعلوم الهندسية في مدرسة البسمة (الخاصة) غرب غزة مع اثنين من زملائه إلى ابتكار الروبوت الذي يحمل اسم (مستر روبوت) في محاولة لتسهيل العملية التعليمية لطلابه. ويقول الرزي بينما دخل الروبوت الفصل الدراسي ملقيا التحية على الطلبة بداخله لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الابتكار الحديث هي "طريقة إبداعية في محاولة لتسهيل العملية التعليمية للطلاب داخل المدرسة. ويضيف الشاب الذي يتحكم بالروبوت بواسطة روموت كنترول في يده أن حالة عدم الاستقرار السياسي والصحي في قطاع غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اضطر معظم الطلاب إلى ترك مقاعدهم المدرسية لعدة أسابيع. ويتابع الرزي بينما بدت السعادة على وجه الطلبة داخل الفصل لتواجد مستر روبوت معهم "لسوء الحظ تعرض الطلاب لبعض الأزمات النفسية وإغلاق المدارس بسبب انتشار مرض فيروس كورونا والتوتر العسكري بين غزة وإسرائيل". ويشير المعلم إلى أن الإغلاقات نتيجة حالة عدم الاستقرار عادة ما تترك أثرها سلبا على نفسية الطلبة الذين لا ينتبهون إلى دروسهم، بالإضافة إلى عدم معرفتهم كيف يمكن إعادة المشاركة في العملية التعليمية مرة أخرى. وتعيش الأراضي الفلسطينية منذ مارس 2020 في حالة الطوارئ وتتخذ إجراءات وقائية واحترازية صارمة لتلافي انتشار فيروس كورونا بين السكان، وسبق أن دفع ذلك وزارة التربية والتعليم في القطاع إلى إغلاق المدارس التعليمية عدة مرات أمام الطلبة. ونتيجة لذلك تم نقل نظام التعليم عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك تم إغلاق المدارس تماما مرة أخرى خلال موجة التوتر الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل التي جرت في مايو الماضي واستمرت 11 يوما. ولاحقا قررت السلطات المحلية إعادة فتح المدارس هذا العام، مما يسمح للطلاب بتلقي تعليمهم وجها لوجه. لكن المهمة لم تكن سهلة بالنسبة للمعلمين، خاصة بالنسبة للمناهج العلمية التي تعتمد على مزيد من الاهتمام الذي أثار إطراء المعلمين وكذلك الطلاب لأن كلاهما يعاني من فجوة في عملية التعليم. ولهذا يقول الرزي، قررت أنا وزملائي ابتكار روبوت تفاعلي من شأنه أن يساعد المعلمين في تنشيط واستعادة العملية التعليمية في داخل الفصول في محاولة لتشجيع الطلاب على الانتباه لدروسهم. وقضى الرزي واثنان من زملائه شهرين في صنع الروبوت الخاص بهم، اعتمادًا على نظرية الصواب والخطأ، حيث عانوا من نقص المواد التي يجب عليهم استخدامها في صنع اختراعهم. ومع ذلك، نجح إصرار المدرسين الثلاثة في نفس المدرسة في صنع أول روبوت لهم، وفقًا لما قاله عبد الرحمن عوض، أحد المخترعين، لـ((شينخوا)). ويقول عوض (26 عاما) وهو خريج هندسة ميكاترونيك إن المدرسة تعتمد على تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في نظام التعليم، مشيرا إلى أن الفجوة الكبيرة بين المعلمين والطلاب لم تمتلئ فكان هذا هو دافع رئيسي لصناعة الروبوت. في الصورة الملتقطة يوم 28 نوفمبر 2021، روبوت تفاعلي داخل فصل دراسي في مدرسة البسمة بمدينة غزة. (شينخوا) غزة أول ديسمبر 2021 (شينخوا) في الصورة الملتقطة يوم 28 نوفمبر 2021، ربوت تفاعلي يتواجد داخل فصل في مدرسة البسمة بمدينة غزة. ويستخدم حسن الرزي، مدرس للعلوم الهندسية، روبوتا تفاعليا لتعليم طلابه. ويقوم المعلمون بعمل نموذج أولي قبل قيام الروبوت بشرح درس للطلبة، حيث يتم إدخال البيانات النصية فيه وربطها بالبيانات الصوتية، ومن ثم يتم التحكم فيها من قبل المعلم. ويجري الروبوت محادثات مع الطلاب خاصة في المستويات الأول والثاني والثالث والرابع، فيما يتم نقله من فصل إلى آخر لتعليم الطلاب الذين يتفاعلون معه بشكل إيجابي ومع معلمهم. ويقول عوض بينما بدت الابتسامة على وجهه إن "الوضع التعليمي داخل المدرسة تغير بشكل دراماتيكي كما لو كان بالسحر، لافتا إلى أن الطلاب أصبحوا أكثر انتباها وتفاعلاً مع المعلم". ومن بين الطلاب الذين أصبحوا أكثر تفاعلا مع دروسهم عبد الله فراونة (7 أعوام) في الفصل الدراسي الثاني، معربا عن سعادته الكبيرة لوجود روبوت في مدرسته ويتحدث مع الطلاب كما لو كان إنسان. ويقول فروانة لـ((شينخوا))، "سعيد جدًا لأن لدي صديقا جديدا في المدرسة يشجعني على الدراسة أكثر وأن أحب مدرستي، مشيرا إلى أن الطلاب يستمعون في الحصة التعليمية بوجود مستر روبوت. كما أعربت زينة محمد الطالبة في المدرسة لـ((شينخوا))، عن سعادتها بوجود روبوت تفاعلي يمكنها التحدث إليه، مشيرة إلى أن الطلبة يشعرون كأنه معلم حقيقي يقدم لهم النصائح وليس روبوتا متحكما فيه. ولكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، فالمعلمون يخططون لتطوير الروبوت وتحويله إلى ذكي يمكنه التعلم بشكل مستقل، وكذلك التحكم فيه وتوجيهه، لكن تلك الخطوة تتطلب قدرات كبيرة في ظل المعوقات والحصار المفروض على قطاع غزة.■
مشاركة :