تمكنت إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي من إلقاء القبض على عصابة مكونة من ستة أشخاص يحملون جنسية إحدى دول أوروبا الشرقية، سطت على محل للصرافة في منطقة الكرامة في بردبي. أعلن ذلك سعادة اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر القيادة العامة بحضور اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، والعقيد سالم خليفة الرميثي، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري، وعدد من الضباط والإعلاميين. وأشاد سعادة اللواء خميس مطر المزينة بسرعة إنجاز عناصر الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لمهمتهم وإلقاء القبض على منفذي الجريمة في أقل من 24 ساعة من تلقى البلاغ وضبط السلاح المستخدم في الجريمة واستعادة الأموال المسرقة والتي تقدر بـ 700 ألف درهم، على الرغم من عدم توفر أي أدلة تدل على هويتهم، حيث أنهم قاموا بالسطو على المحل وهم يرتدون الأقنعة لإخفاء ملامحهم. تفاصيل القضية وأوضح سعادة اللواء خميس مطر المزينة أن تفاصيل القضية تعود إلى ورود بلاغ إلى مركز القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات يفيد بقيام مجموعة من الأشخاص بالسطو المسلح على أحد محلات الصرافة بمنطقة الكرامة في بردبي، وعلى الفور تم الإنتقال إلى مكان الحادث، ولقاء الشهود الذين أفادوا بقيام أربعة أشخاص مقنعين باقتحام المحل، وإلقاء الغاز المسيل للدموع أثناء عملية الاقتحام تحت تهديد السلاح، وسرقوا المبالغ التي كانت توجد في المحل وغادروا المكان مقنعين خلال ثلاث دقائق، دون أن يخلفوا ورائهم أي أثر يدل عليهم. ولفت اللواء خميس مطر المزينة، إلى أن الأسلوب الذي استخدم في التخطيط والتنفيذ لإرتكاب الجريمة يوحى بأن منفذيها من العصابات الإجرامية المتخصصة في مثل تلك الجرائم، ويدل أسلوبهم الإجرامي على إحترافية عالية في هذا المجال، وذلك من خلال الكيفية التي تم فيها التخطيط لارتكاب الجريمة وإختيار الموقع والوقت والطريقة التي تم بها اقتحام المحل وما تبعه من إستخدامهم للغاز والأسلحة والإخفاء التام للوجوه، وتجنب كاميرات المراقبة وعدم النظر إليها وعدم التواجد في الأماكن التي توجد بها كاميرات، مما يوحى بأنهم قد قاموا بدراسة الموقع جيداً قبل تنفيذ الجريمة. المتابعة والضبط من جانبه أوضح اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري أن الإدارة العامة للتحريات، فور تلقي البلاغ شكلت فرق عمل وحددت الاختصاصات لكل فريق حسب الخطة التي تم وضعها، ومن خلال عملية التمشيط السريع التي تمت في المنطقة تم العثور على سيارة من نوع (بي ام دبليو) المستخدمة في عملية السرقة وهي في حالة اشتعال، حيث قاموا بإيقافها على بعد ستة شوارع من محل الصرافة، ولم يتمكنوا لاحقاً من إستقلالها، مما دفع أحد أفراد العصابة الذي كان بانتظارهم في السيارة بإلقاء مادة مشتعلة داخل السيارة لاحراقها بعد أن غادرها، كما تبين أن لوحات الأرقام المثبتة عليها مسروقة من سيارة منتهية ملكيتها من أكثر من عام وصاحبها خارج الدولة، كما تبين أن السيارة قد تم شراؤها من سوق السيارات بمنطقة العوير بمستندات مزورة، حيث غادر المتهمون بسيارة مسروقة أخرى كانت في انتظارهم. سيناريوهات محتملة وقال اللواء المنصوري إن فرق العمل عملت على مختلف السيناريوهات المحتملة، حيث تولت مجموعة مراقبة منافذ الدولة وإحكام السيطرة عليها حتى لا يتمكن الجناة من المغادرة، وعمل فريق آخر على جمع المعلومات وحصر المشبوهين الذين من المحتمل تورطهم في مثل تلك الجرائم في بلدانهم، كما تم حصر الاشتباه في عدد من الأشخاص من جنسية إحدى دول أوروبا الشرقية، ومن خلال المتابعة والتقصي تمكنت الفرقة المكلفة بمراقبة المنافذ من القبض على أحد أفراد العصابة لدى محاولته مغادرة الدولة، إلا أنه أنكر صلته بالحادث ورفض الإدلاء بأي معلومات عن الجريمة. وأضاف اللواء المنصوري إن فريق العملإاستطاع خلال ذلك الوقت من تحديد الأماكن التى يشتبه أن يتواجد بها الأشخاص الآخرين المتورطين في ارتكاب الجريمة الذين كانوا يقيمون في أماكن مختلفة في إمارة دبي، وبعد مراقبتهم والتأكد من تواجدهم جميعاً في الأماكن التي يقيمون فيها، تمت مداهمة مقرات سكنهم بتوقيت وأحد، وتم إلقاء القبض عليهم جميعاً وبحوزتهم المبلغ الذي إستولوا عليه من محل الصرافة، والذي كان قد تم توزيعة بينهم لإخراجه من الدولة بطريقة منفردة. تنسيق ودقة وأوضح العقيد سالم خليفة الرميثي أن العصابة التي تتكون من ستة أشخاص، اإبعت التنسيق والدقة أثناء تنفيذها عملية السطو، فقد قام أربعة منهم باقتحام محل الصرافة وإلقاء الغاز المسيل للدموع وسلب الأموال من الصرافة تحت تهديد السلاح، بينما تولى المتهم الخامس قيادة السيارة وانتظارهم بعد تنفيذ الجريمة، وقد حاول التخلص من السيارة بحرقها نتيجة لأحكام الشرطة السيطرة على مخارج المنطقة، أما المتهم السادس فقد تولى مهمة المراقبة أثناء عملية التنفيذ، وقد استطاع فريق العمل القبض على جميع المتهمين المشار إليهم وضبط المبلغ المالي المسروق بحوزتهم وإفساد مخططهم في عملية الهروب بطريقة احترافية بعد توزيع المال المسروق والخروج بشكل انفرادي من مختلف منافذ الدولة، ولكن اليد الحديدية لرجال الشرطة أفسدت مخططهم لتكون ضربة أخرى توجهها شرطة دبي لتلك التنظيمات الإجرامية الدخلية على مجتمعنا.
مشاركة :