الإعصار القادم في الاقتصاد العالمي

  • 6/14/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كما‭ ‬توقعت‭ ‬في‭ ‬مقابلات‭ ‬وتصريحات‭ ‬نشرت‭ ‬سابقًا،‭ ‬لقد‭ ‬دخل‭ ‬العالم‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬Stagflation‭ ‬أي‭ (‬Stagnation‭ & ‬Inflation‭) ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬تزامن‭ ‬الركود‭ ‬مع‭ ‬التضخم،‭ ‬وهو‭ ‬مزيج‭ ‬غريب‭ ‬وصعب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يسود‭ ‬الكساد‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬من‭ ‬سلع‭ ‬وخدمات‭ ‬يرافق‭ ‬ذلك‭ ‬غلاء‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬البضائع‭.‬ وما‭ ‬دمنا‭ ‬دائما‭ ‬نؤمن‭ ‬بما‭ ‬يأتينا‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإنني‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬كلام‭ ‬جيمي‭ ‬ديمون،‭ ‬رئيس‭ ‬أكبر‭ ‬بنك‭ ‬أمريكي‭ ‬وهو‭ (‬JP‭ ‬Morgan‭) ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬إعصار‭ ‬قادم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وطمأن‭ ‬العملاء‭ ‬بأن‭ ‬بنكه‭ ‬إذ‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يود‭ ‬أن‭ ‬يطمئن‭ ‬الجمهور‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأنه‭ ‬يستعد‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الإعصار‭.‬ واللافت‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬جيمي‭ ‬ديمون،‭ ‬فيما‭ ‬أعلنه‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬مالي‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬حرفيا‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬السحب‭ ‬الرعدية‭ ‬ولكنني‭ ‬الان‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬بتصحيح‭ ‬ذلك،‭ ‬فهنالك‭ ‬إعصار‭ ‬قادم‮»‬‭ ‬ونصح‭ ‬المحللين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬بالتمسك‭ ‬بالسياسات‭ ‬المتحفظة‭ ‬جدا‭. ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬علي‭ ‬الأمانة‭ ‬وحب‭ ‬الحقيقة‭ ‬أقول‭ ‬‮«‬إنها‭ ‬خير‭ ‬نصيحة‭ ‬أن‭ ‬تعترف‭ ‬بوجود‭ ‬المشكلة‭ ‬وأن‭ ‬تواجهها‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الممكنة‮»‬‭.‬ أما‭ ‬البنك‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬المعروف‭ (‬Quantitative‭ ‬easing‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالتسهيل‭ ‬الكمي‭ ‬سينخفض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشديد‭ ‬الكمي‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬95‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬شهريا‭. ‬ويقول‭ ‬السيد‭ ‬جيمي‭ ‬ديمون‭ ‬‮«‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬تشديد‭ ‬تشهده‭ ‬امريكا‭ ‬منذ‭ ‬قيامها‭ ‬وسيكون‭ ‬حدثا‭ ‬تاريخيا‭ ‬سيتم‭ ‬تثبيته‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الخمسين‭ ‬القادمة‮»‬‭.‬ أقول‭ ‬هذا‭ ‬لأن‭ ‬الحكمة‭ ‬تقضي‭ ‬بأن‭ ‬نعترف‭ ‬بالحقيقة‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬مواجهتها‭ ‬بجرأة‭ ‬وصراحة‭. ‬ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النصيحة‭ ‬يجوز‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يسميها‭ ‬تشاؤما‭ ‬أو‭ ‬إساءة‭ ‬للسمعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬إحباطا‭ ‬لنفوس‭ ‬المواطنين،‭ ‬بل‭ ‬توجها‭ ‬حمائيا‭ ‬لما‭ ‬سيحصل‭ ‬حسب‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أخترعها‭ ‬بل‭ ‬كتلميذ‭ ‬يدرسها‭ ‬ويحللها‭.‬ سمعنا‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬تحليلات‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الإعصار‭ ‬المتوقع‭ ‬كما‭ ‬سماه‭ ‬جيمي‭ ‬ديمون‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الروسية‭ ‬‮«‬الأوكرانية‮»‬‭ (‬مقالتي‭ ‬بتاريخ‭ ‬1‭/‬3‭/‬2022‭). ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬اوروبا‭ ‬تأثيرها‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬للعقوبات‭ ‬الأحادية‭ ‬التجارية‭ ‬المتبادلة‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬بعضها‭.‬ نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬دون‭ ‬نظام‭ ‬أو‭ ‬قيادة‭ ‬عالمية‭ ‬تُحترم وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجودي‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬خبراء‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للتجارة‭ (‬WTO‭) ‬قد‭ ‬ركزنا‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬عقوبات‭ ‬تجارية‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إلا‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وأن‭ ‬يحكمها‭ ‬الجهاز‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬وهو‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة‭ (‬Dispute‭ ‬Settlement‭ ‬Body‭) ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تقرر‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬أحادية‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬دفع‭ ‬التعويضات‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الناتجة‭ ‬من‭ ‬إجراءاته‭ ‬الأحادية‭. ‬وقد‭ ‬حذرت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬بأن‭ ‬الإهمال‭ ‬الكامل‭ ‬للنظام‭ ‬التجاري‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬اتفقت‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬الموقعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬حكومات‭ ‬العالم،‭ ‬يهدف‭ ‬الى‭ ‬تدمير‭ ‬النظام‭ ‬التجاري‭ ‬العالمي‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أصبحنا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬دون‭ ‬نظام‭ ‬يطبق‭ ‬ودون‭ ‬قيادة‭ ‬عالمية‭ ‬تحترم‭.‬ أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دراستها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للتجارة‭ ‬فإنني‭ ‬كنت‭ ‬منفردا‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬خبرائها‭ ‬في‭ ‬معارضتي‭ ‬لجدواها‭ ‬لأنها‭ ‬سريعة‭ ‬العطب‭. ‬ففي‭ ‬الحين‭ ‬الذي‭ ‬نجد‭ ‬فيه‭ ‬فوائد‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬التوفير‭ ‬في‭ ‬تكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إنتاج‭ ‬أي‭ ‬منتج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وبحيث‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تقدم‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬جودة‭ ‬الإنتاج‭ ‬متكاملا‭ ‬وتكلفته‭ ‬الكلية‭,‬‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬التجارية‭ ‬الأحادية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يفرضها‭ ‬أحد‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬تحدث‭ ‬شللا‭ ‬في‭ ‬المنتج‭ ‬بكامله،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الروسية‭ ‬الحالية‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬كاملة‭. ‬وهنا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬العقوبات‭ ‬الأحادية‭ ‬أنها‭ ‬تنتج‭ ‬آثارا‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬وعلى‭ ‬غيرها‭.‬ على‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬صياغة‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد وأرى‭ ‬من‭ ‬واجبي‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬أنني‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بكل‭ ‬قلق‭ ‬إيجابي‭ ‬لأن‭ ‬القلق‭ ‬الإيجابي‭ ‬يدفع‭ ‬إلى‭ ‬المعالجة‭ ‬بدل‭ ‬الاستسلام‭ ‬للقلق‭ ‬السلبي‭. ‬وعليه‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬سماه‭ ‬رئيس‭ ‬بنك‭ (‬JP‭ ‬Morgan‭) ‬الإعصار‭ ‬سيزداد‭ ‬شدة‭ ‬وستزداد‭ ‬معه‭ ‬الحروب‭ ‬قسوة‭ ‬وشمولا‭ ‬للعالم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬عند‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬منتصر‭ ‬بينهم‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة‭ ‬هذه‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬الصين‭ ‬وروسيا‮»‬‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬عليهم‭ ‬صياغة‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬تخرج‭ ‬منه‭ ‬قيادة‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة‭. ‬وأقول‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬تقديري‭ ‬لما‭ ‬قدمته‭ ‬امريكا‭ ‬للعالم‭ ‬لأن‭ ‬قبولها‭ ‬لنظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مصلحتها‭ ‬قبل‭ ‬غيرها‭.‬ الإعصار‭ ‬سيزداد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقتنع‭ ‬الكبار‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬منتصر‭ ‬بينهم وأقول‭ ‬لمن‭ ‬يتهمني‭ ‬بالتشاؤم‭ ‬والإحباط‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬طلال‭ ‬أبوغزاله‭ ‬العالمية‭ ‬تعمل‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬المناسبة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإعصار‭ ‬وأنني‭ ‬شخصيا‭ ‬أومن‭ ‬بنعمة‭ ‬القلق‭ ‬الإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬علينا،‭ (‬وهنا‭ ‬أخاطب‭ ‬زملائي‭ ‬في‭ ‬مؤسساتنا‭) ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬دائما‭ ‬قلقين‭ ‬إيجابيا‭ ‬ويوميا‭ ‬وباستمرار‭ ‬لأن‭ ‬لكل‭ ‬مرحلة‭ ‬ولكل‭ ‬يوم‭ ‬إجراءات‭ ‬واجبة‭ ‬لمواجهته‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬النجاح‭. ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬ان‭ ‬ننتظر‭ ‬وقوع‭ ‬الحدث‭ ‬بل‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬لمواجهته‭ ‬لتحقيق‭ ‬أقل‭ ‬الخسائر،‭ ‬بل‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬والاستفادة‭ ‬منه‭. ‬وأكرر‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬دائما‭ ‬بأنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬تتوفر‭ ‬هنالك‭ ‬فرص‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭.‬ ولذلك،‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الشهري‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬كل‭ ‬مدراء‭ ‬النشاطات‭ (‬وعددهم‭ ‬مائتان‭) ‬على‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬مسؤولية‭ ‬القلق‭ ‬الإيجابي‭ ‬بذكر‭ ‬التحديات‭ ‬القادمة‭ ‬المتوقعة‭ ‬واقتراحاته‭ ‬الاستباقية‭ ‬لمواجهتها‭.‬

مشاركة :