رجال شرطة يقومون بواجباتهم خلال فعاليات حوار شانغريلا الـ19 في سنغافورة في 10 يونيو 2022.(شينخوا) سنغافورة 12 يونيو 2022 (شينخوا) كان ينبغي أن يكون حوار شانغريلا، الذي اختتم أعماله هنا يوم الأحد، منصة مثالية لتعزيز التعاون من أجل السلام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومما يدعو للأسف أن الولايات المتحدة وحلفاءها استغلوها لتأجيج المواجهة وإجبار دول المنطقة على سياسة احتواء الصين. من خلال الترويج لشعار "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة" لإخفاء الغرض الحقيقي المتمثل في الحفاظ على الهيمنة العالمية للولايات المتحدة، كشفت الدول الغربية عن عدم القدرة على الارتقاء إلى مستوى التوقعات الإقليمية للتعاون. يجب على المنطقة أن تظل يقظة تجاه إستراتيجيات واشنطن الجيوسياسية المنافقة. وقبل ذلك كله، فإن تأليب البلدان ضد بعضها البعض لا يمكن أن يخلق مستقبلا أفضل لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. إن التركيز الذي وضعه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على زمر مثل "أوكوس" و"كواد" في خطابه يثبت أن واشنطن لا تجيد سوى التشدق بالألفاظ مع وعود جوفاء بأنها لن تسعى إلى الانقسام أو الصراع في المنطقة. وطلب أوستن من دول المنطقة "تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد". بيد أن بلاد أوستن نفسها هي التي تجاهلت القانون الدولي في كثير من الأحيان، وانسحبت بشكل تعسفي من الآليات والمعاهدات المتعددة الأطراف، وفرضت عقوبات أحادية الجانب ضد البلدان التي لا تعجبها، وتدخلت في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة. يبدو من السخف أن تدعي الولايات المتحدة أنها تدافع عن نظام عالمي قائم على القواعد. وفي الوقت نفسه، يشعر مراقبون في رابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان) بالقلق من أن مجموعتي "أوكوس" و"كواد" ستعرقلان المركزية الإقليمية، وأن ما يسمى بالإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ من شأنه أن يعطل الترتيبات الاقتصادية القائمة مثل منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك). وخلال منتدى إقليمي عقد مؤخرا، حذر رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد من أن الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ يهدف إلى عزل الصين ولن يفيد النمو الاقتصادي الإقليمي.
مشاركة :