تعليق ((شينخوا)): بث الفرقة بين البلدان ليس طريقا نحو استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ

  • 6/13/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كان ينبغي أن يكون حوار شانغريلا، الذي اختتم أعماله هنا يوم الأحد، منصة مثالية لتعزيز التعاون من أجل السلام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومما يدعو للأسف أن الولايات المتحدة وحلفاءها استغلوها لتأجيج المواجهة وإجبار دول المنطقة على سياسة احتواء الصين. من خلال الترويج لشعار "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة" لإخفاء الغرض الحقيقي المتمثل في الحفاظ على الهيمنة العالمية للولايات المتحدة، كشفت الدول الغربية عن عدم القدرة على الارتقاء إلى مستوى التوقعات الإقليمية للتعاون. يجب على المنطقة أن تظل يقظة تجاه إستراتيجيات واشنطن الجيوسياسية المنافقة. وقبل ذلك كله، فإن تأليب البلدان ضد بعضها البعض لا يمكن أن يخلق مستقبلا أفضل لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. إن التركيز الذي وضعه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على زمر مثل "أوكوس" و"كواد" في خطابه يثبت أن واشنطن لا تجيد سوى التشدق بالألفاظ مع وعود جوفاء بأنها لن تسعى إلى الانقسام أو الصراع في المنطقة. وطلب أوستن من دول المنطقة "تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد". بيد أن بلاد أوستن نفسها هي التي تجاهلت القانون الدولي في كثير من الأحيان، وانسحبت بشكل تعسفي من الآليات والمعاهدات المتعددة الأطراف، وفرضت عقوبات أحادية الجانب ضد البلدان التي لا تعجبها، وتدخلت في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة. يبدو من السخف أن تدعي الولايات المتحدة أنها تدافع عن نظام عالمي قائم على القواعد. وفي الوقت نفسه، يشعر مراقبون في رابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان) بالقلق من أن مجموعتي "أوكوس" و"كواد" ستعرقلان المركزية الإقليمية، وأن ما يسمى بالإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ من شأنه أن يعطل الترتيبات الاقتصادية القائمة مثل منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك). وخلال منتدى إقليمي عقد مؤخرا، حذر رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد من أن الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ يهدف إلى عزل الصين ولن يفيد النمو الاقتصادي الإقليمي. والواقع أن أي آلية بناءة ينبغي أن تسهم في تحقيق السلام والاستقرار والمصالح المشتركة للجميع على الصعيدين العالمي والإقليمي، بدلا من تأجيج العداء انطلاقا من دوافع مصلحية ذاتية لبعض البلدان. وكما قال الوفد الصيني في حوار شانغريلا، فإن إستراتيجية واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لن تؤدي إلا إلى الانقسام، والتحريض على المواجهة، وتقويض السلام في آسيا والمحيط الهادئ. ومع عودة الأحادية إلى الظهور وعقلية الحرب الباردة، فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تخاطر بالعودة إلى الانقسام والمواجهة. وأشار عضو مجلس الدولة الصيني وزير الدفاع وي فنغ خه في خطابه خلال الحوار إلى أن الطريق إلى الأمام يتمثل في دعم وممارسة التعددية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. وقد اتخذت الصين إجراءات ملموسة لحماية السلام في المنطقة وخارجها من خلال اقتراح مبادرة الأمن العالمي، التي تقدم للمجتمع الدولي حلولا وحكمة صينية للتصدي للتحديات المشتركة. وقال كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية في الأكاديمية الملكية الكمبودية، إن الصين تتمسك باستمرار برؤية للأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، لذا "تلعب دورا أكثر أهمية في حماية السلام والاستقرار العالميين والإقليميين". وتعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي القوة الاقتصادية الأكثر حيوية ووعدا في العالم. وينبغي للبلدان أن تدعم السلام والاستقرار الإقليميين معا للسعي إلى إقامة مجتمع ذي مستقبل مشترك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

مشاركة :