كشف أطباء أميركيون أن عياداتهم استقبلت مؤخراً عدد كبير من الأطفال الذين عانوا من عدة فيروسات في آن واحد (وصلت إلى 3 أنواع مختلفة من الفيروسات)، فيما يعتقد الخبراء أن هذا الأمر ناتج عن تدهور جهاز المناعة لدى الأطفال بشكل عام، نتيجة إغلاق «كورونا» وارتداء أقنعة الوجه (الكمامات). ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن توماس موراي، خبير مكافحة العدوى والأستاذ المساعد لطب الأطفال في جامعة ييل، قوله أمس (الاثنين) إنه وزملاءه تعاملوا مع أطفال مصابين بفيروسين أو ثلاثة فيروسات من 7 فيروسات شائعة، هي الفيروس الغدي، والفيروس الأنفي، والفيروس المخلوي التنفسي، الفيروس البشري التالي لالتهاب الرئة (Human metapneumovirus)، والإنفلونزا، ونظير الإنفلونزا، وكذلك فيروس كورونا. وقال موراي «هذا ليس معتاداً في أي وقت من العام، ولم يكن منطقيا بالنسبة لنا أن يحدث في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، اللذين يتميزان بارتفاع درجة الحرارة». ولفت موراي إلى أن الفيروس الأنفي، أو ما يعرف باسم نزلة البرد، عادة لا يكون شديداً بدرجة كافية لإرسال الأشخاص إلى المستشفى، ولكنه الآن أصبح كذلك، خاصةً مع الأطفال. ومن جهته، قال مايكل مينا، عالم الأوبئة وكبير المسؤولين العلميين في منصة الصحة الرقمية eMed، إن هذه الزيادة في أعداد الأطفال المصابين بأكثر من فيروس في آن واحد نتجت في الأغلب عن إغلاق كورونا، الذي جعل الأطفال غير معرضين للفيروسات الشائعة، الأمر الذي خفض مناعتهم وجعلهم غير قادرين على مواجهة أي عدوى فيما بعد. وأضاف: «عندما يكون لديك الكثير من الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة من فيروس ما، فإن هذا الفيروس قد يتجاوز الحواجز الموسمية وينتشر في أي وقت من العام». وأيد بيتر هوتيز، عالم الفيروسات الجزيئية وعميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب في هيوستن، كلام مينا فائلا إن إغلاق كورونا غير جميع المعايير المعروفة فيما يخص عدوى الفيروسات، وأزال فكرة انتشار مرض ما في موسم معين فقط. أما إلين فوكسمان، عالمة الأحياء المناعية في كلية الطب بجامعة ييل، فقالت إن الأطفال الذين ولدوا أثناء الوباء يجب أن يكونوا محل اهتمام كبير من العلماء. وأضافت: «إجراءات الإغلاق وأقنعة الوجه منعت أولئك الأطفال من الإصابة بأنواع متعددة من العدوى، في مرحلة شديدة الأهمية لتطور رئتيهم، الأمر الذي سيؤثر على مناعتهم في المستقبل بشكل كبير». يذكر أن هناك دراستان حديثتان، تم نشرهما قبل حوالي شهر، أكدتا أن الأطفال الذين ولدوا أثناء وباء «كورونا» يعانون من صعوبات في التحدث وتطور الكلام، وأنهم معرضون أيضاً لخطر أكبر لـ(الفشل الأكاديمي)، نتيجة إغلاق كورونا وارتداء الكمامات. وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت جامعة يورك في المملكة المتحدة دراسة أظهرت أن الأقنعة تجعل من الصعب على الأطفال التعرف على الوجوه، وبالتالي يمكن أن تؤثر على قدرتهم على التواصل الاجتماعي وتكوين صداقات. بالإضافة إلى ذلك، أشار الكثير من خبراء الصحة منذ تفشي الوباء إلى أن أقنعة الوجه تمنع عقول الأطفال من التطور بشكل صحيح، مؤكدة أنهم يحتاجون لرؤية تعبيرات وجوه نظرائهم وآبائهم ومعلميهم حتى تتوسع مداركهم بصورة جيدة.
مشاركة :