ابن بطوطة المعاصر يجوب العالم على دراجة هوائية

  • 6/15/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل سبعة أعوام، اختار الشاب المغربي عادل بودراع أن يجوب العالم على دراجة هوائية في مغامرة محفوفة بالمخاطر والمفاجآت على خطى الرحالة الشهير ابن بطوطة. واشتهر أبوعبدالله محمد بن عبدالله (ابن بطوطة) برحلات طويلة بدأها في يونيو 1325 ميلادية من مسقط رأسه مدينة طنجة، واستغرقت حوالي 30 عاما. وجال ابن بطوطة بلدانا في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والشام والعراق وفارس والهند والصين وبلاد التتار وشرق أوروبا والأندلس بلغ عددها 44 دولة. عندما وصل عادل إلى سن 24 عاما راودته فكرة القيام برحلة طويلة، ليبدأ بتجربة قادته إلى دكار عاصمة السنغال، انطلاقا من مدينته القنيطرة شمالي المغرب. وقال عادل (يبلغ حاليا 30 عاما) “قبل انطلاق هذه الرحلة منذ 7 سنوات، خضت تجارب أخرى”. عادل بودراع يخوض تجارب عديدة وأحداث غريبة تختلف باختلاف الأماكن والبشر وبعد عودته من السنغال، استأنف عادل الرحلات داخل المغرب راجلا أو على دراجته الهوائية، ثم فكر في رحلته الحالية التي زار خلالها حتى الآن 40 دولة. الاستعداد الدائم نفسيا وبدنيا لمواصلة الرحلة هو عنوان عادل في الحياة، والذي خبر الكثير من العلاقات الإنسانية والتجارب مع مختلف الحضارات، قال “حاليا أقطن في معبد بتايلاند ريثما أتدبر أمري في الرحيل بسبب بقاء بعض التعقيدات في إجراءات السفر”. ولا تخلو الرحلة من صعوبات، حيث قال “تعرضت للتوقيف والسجن 3 أيام بسبب دخولي زامبيا دون تأشيرة”. كما أوقفته الشرطة النيجيرية على الحدود مع تشاد، وتدخلت السفارة المغربية في نيجيريا وتم الإفراج عنه، وتعرض لمخاطر طبيعية منها مطاردة فيل له في أدغال أفريقيا. وكثيرا ما تواجه عادل عراقيل على الحدود، كما حدث له على حدود السعودية، إذ لم يستطع دخول المملكة لعدم تمكنه من الحصول على تأشيرة، لكن ما هي إلا أيام ووصلته من صديق تذكرة طيران فسافر من مصر إلى إندونيسيا، لتبدأ مغامراته الآسيوية. ولتوفير لقمة العيش يمتهن عادل عددا من الأعمال في الدول التي يزورها مثل مزاولته التجارة مع موريتاني في غينيا كوناكري، إلا أن هذه الأعمال لا تدوم طويلا. وأوضح “رغم أني أجد عملا في عدد من البلدان، إلا أن تجوالي الدائم يحول دون ذلك لأن هدفي هو الرحلة وليس الاستقرار، والعمل مرتبط في الكثير من الأحيان بالاستقرار”. وأردف “في عدد من البلدان الآسيوية، أقوم بتدريب الكيغ بوكسينغ والموتاي، حيث عملت مدربا في فيتنام لهذه الرياضة خلال عامي كورونا بعد أن أُغلقت الحدود”. وأضاف،“في تايوان قمت بإجراء مباراتين احترافيتين في موتاي”. وقال إنه كان يمتلك صفحة متخصصة على “فيسبوك” وأغلقها بسبب انتقادات كانت تطاله، واكتفى بصفحته الشخصية، حيث ينشر خواطر وصور الرحلة. وبالرغم من أنه زار 40 دولة، إلا أن عادل يتطلع إلى زيارة المزيد من بلدان آسيا، ثم الانتقال إلى أميركا اللاتينية، قبل العودة إلى بلاده ليدون رحلته الطويلة في أصقاع المعمورة. وكتب عادل على صفحته بالفيسبوك حين كان في فيتنام: وعدّد بعض مميزات السفر بقوله “تجارب عديدة وأحداث غريبة تختلف باختلاف الأماكن والبشر، وجدت في هذا الكون عطاء غير محدود، أماكن للاسترخاء أمام مناظر خلابة، وديانا وأنهارا وسط الجبال كأنها لي وحدي”. وأردف: “وكذلك فاكهة في الطريق بالمجان، ماء يتدفق من الجبال ويقدم لي نفسه لأروي عطشي، حطب لأضرم النار وخلوة مع الطبيعة تدفع بي للتفكر والتبصر بما يحيط بي في هذا العالم الفريد كأستاذ يحثني على التعلم”. ومن تايلاند، كتب “حظيت بأصدقاء جدد كانوا لي عونا في بعض الأحيان بل صادفت أناسا آخرين في الطريق كان لهم الفضـل في تشجيعي على مواصلة رحلتي”.

مشاركة :