تظاهر عشرات الفلسطينيين اليوم (الثلاثاء) قبالة مقر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام (الأونسكو) في مدينة غزة، احتجاجا على استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ العام 2007 ومطالبة المجتمع الدولي بالعمل على إنهائه. وجابت التظاهرة، التي جرت بدعوة من شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، شوارع المدينة بمشاركة فئات من المزارعين والصيادين والشباب والنساء والحقوقيين والأطفال وصولا إلى المقر الأممي غرب غزة بالتزامن مع حلول الذكرى الـ15 للحصار الإسرائيلي. ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "الصمت الدولي يساهم في استمرار الاحتلال والحصار" و "نطالب الأمم المتحدة بالعمل الجاد من أجل تنفيذ قراراتها بإنهاء الاحتلال والحصار". وأكد عضو الهيئة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية سعد الدين زيادة، في كلمة خلال التظاهرة ضرورة أن يرى العالم الحقيقة التي يمثلها واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، مشددا على تمسك الفلسطينيين بالقرارات الدولية التي تضمن الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف. ودعا زيادة المجتمع الدولي إلى التوقف عن سياسة "ازدواجية المعايير والعمل تجاه الضغط على إسرائيل لرفع الحصار بشكل كامل عن غزة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس". وحذر زيادة من التداعيات الخطيرة لاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة على الواقع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي والصحي، مشيرا إلى ارتفاع نسب البطالة والفقر وانعدام الأمن الغذائي إلى نسب غير مسبوقة. وبحسب مؤسسات فلسطينية تنشط في غزة، يحتاج 85 % من سكان القطاع، الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، إلى مساعدات، فيما يُعاني 64 % من السكان من انعدام الأمن الغذائي. ويصادف اليوم الذكرى الـ15 على فرض إسرائيل حصارها المشدد على قطاع غزة منذ يونيو العام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع في القطاع. ويقول مختصون فلسطينيون ل(شينخوا) إن الحصار الإسرائيلي خلف "كوارث" متعددة ولا حصر لها على حياة السكان، والذين يفيقون يوميا على أمل أن يتغير الحال نحو الأفضل. وبحسب المختصين، فإن فئة الشباب خاصة الخريجين هم أكثر الفئات تضررا، إذ بلغت نسبة البطالة في صفوفهم نحو 70 في المائة، مؤكدين ضرورة اتخاذ إجراءات حكومية تراعي تلك الزيادة وخلق فرص عمل لاستيعاب أكبر قدر منهم. يأتي ذلك فيما رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية يحمل إسرائيل المسؤولية عن "تدمير" الاقتصاد في غزة من خلال الحصار المتواصل منذ 15 عاما حرم فيه أكثر من مليوني نسمة من التواصل بحرية مع العالم في "انتهاك واضح وصريح للقوانين والأعراف الدولية". ودعت الحركة في بيان للناطق باسمها حازم قاسم، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني والعمل على إنهاء الحصار المفروض على القطاع وتسهيل حركة تنقل وسفر الفلسطينيين بحرية.