تظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة غزة اليوم (السبت) للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 16 عاما وتشغيل الميناء البحري نحو العالم الخارجي. وجرى تنظيم التظاهرة في "مرفأ ميناء غزة البحري" بدعوة من الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وهي مبادرة فلسطينية محلية لحشد المجتمع الدولي من أجل التحرك الفوري لرفع الحصار عن غزة. ورفع المتظاهرون علم فلسطين ولافتات كتب عليها "كسر الحصار حق إنساني" و"لن نقبل استمرار حصار غزة" و"يا دول العالم إلى متى هذا الحصار المفروض على غزة". وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سلامة معروف، خلال التظاهرة، إن قطاع غزة "سجن كبير" يضم أكثر من مليونين و300 ألف مواطن يخضعون للحصار. واعتبر معروف أن التظاهرة داخل مرفأ ميناء غزة البحري جاءت لما تمثله "الموانئ في كل الدول، فهي تعني حالة الانفتاح والحرية والخروج للعالم الخارجي الذي يمنعه الاحتلال الإسرائيلي بحصاره المستمر على القطاع". وأضاف أن الحصار المفروض على غزة "خلف تداعيات على جميع القطاعات، فطال القطاع الصحي، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 6000 مريض سنويا من الخروج للعلاج" عبر معبر بيت حانون / إيرز شمال القطاع. وتابع معروف أن الحصار تسبب بفقدان ما يقارب من 43 % من الأدوية داخل مستودعات وزارة الصحة في غزة وأكثر من 25 % من المستهلكات الطبية، إضافة للتسبب بمنع دخول عشرات الأجهزة التشخيصية والطبية. وأشار إلى تداعيات الحصار على القطاع الاقتصادي، حيث تسبب في تراجع إنتاج القطاع الصناعي في الناتج المحلي إلى نحو 1% فقط بعد أن كان يساهم بـ5.7 % من الناتج، لافتا إلى أن أكثر من 2500 منشأة ومصنع تم تدميرها بشكل كلي أو جزئي خلال السنوات الماضية. وبحسب معروف، فإن "الاحتلال الإسرائيلي يمنع أكثر من 1200 مادة من المواد الخام، إضافة لإعاقة حركة التصدير التي تمثل موردا مهما من موارد الاقتصاد الفلسطيني". وطالب برفع الحصار عن القطاع، داعيا منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للعمل على ذلك في ظل تقارير دولية وأممية تتحدث عن أن الواقع في غزة قارب لأن يصبح غير قابل للحياة. وقال معروف "لا تقفلوا أبواب الأمل في وجه الشعب الفلسطيني، نريد في قطاع غزة أن نكون رمزا للبناء والإسهام الحضاري كما كل المجتمعات والشعوب الحرة"، داعيا كافة الأطراف للضغط حتى يتم رفع الحصار عن القطاع. وجرى في نهاية التظاهرة تنظيم مسير بحري في عرض بحر غزة، بمشاركة عشرات المراكب وقوارب الصيد، التي أقلت فلسطينيين يرفعون الأعلام الفلسطينية في مسعى لتحدي الحصار المفروض. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه بالقوة في العام 2007، وبجانب ذلك شنت إسرائيل عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع تسببت بأوضاع إنسانية واقتصادية صعبة. وتأتي التظاهرة تزامنا مع عودة الاحتجاجات الشعبية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل شرق القطاع منذ عدة أيام، ما أدى لمقتل فلسطيني وإصابة العشرات بجروح مختلفة ودفع السلطات الإسرائيلية لإغلاق معبر بيت حانون / إيرز المخصص لعبور الأفراد.