قمة باريس ترسم خارطة التقدم إلى المستقبل

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في قمة الأرض في ريو دي جانيرو قبل 23 عاماً،تبنت دول العالم معاهدة وعدت بخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يفضي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنها فشلت بشكل مطلق في ذلك. وفي باريس التقى المفاوضون من جميع أنحاء العالم للمرة الواحدة والعشرين،أخيراً، في محاولة التحرك من مجرد التطلع إلى عمل شيء ما. وبينما الجموع الغفيرة من الدبلوماسيين وأنصار البيئة وجماعات الضغط يواصلون عملهم في جميع أنحاء العالم، تعالت تصريحات بشأن المحادثات الحادية والعشرين الدولية عن المناخ في باريس، مثل أنه مؤتمر يعتبر نقطة تحول تاريخية وفشلاً تاريخياً عميقاً. كلا الادعاءين صحيح بحسب نطاق المرجع. وللمرة الأولى،حتى قبل افتتاح المؤتمر، فإن أكثر من 180 دولة كبيرة وصغيرة قدمت خططاً، فقيرة نوعاً ما، للتحول عن مشاريعها القائمة على ثاني أكسيد الكربون كالعادة. الولايات المتحدة والصين تعهدتا قبل عام مضى في بكين بمواصلة التقدم بعد أكثر من عقد على الخلاف بشأن من يبدأ أولاً، مقدمين خططاً مفصلة لخفض نسبة الانبعاثات. الظاهرة الناتجة عن مثل هذه الالتزامات حفزت عشرات الدول، بالإضافة إلى البنك الدولي ومؤسسات مؤثرة أخرى، للتعهد بخفض الإعانات المالية للوقود الأحفوري. وبالإضافة إلى ذلك، وبينما ترى الدول الفقيرة كمية التخفيض غير كافية، فإن الدول الغنية بما فيها الصين (التي اختبأت كثيراً خلف وضعها كدولة نامية) تعهدت بتقديم المال والمساعدات التقنية للمساعدة على حماية المجتمعات الأكثر ضعفاً من المخاطر المناخية والساحلية. وللمرة الأولى، أعلنت 20 حكومة ومجموعة من أصحاب المليارات التي يقودها بيل غيتس عن خططها لتكثيف الاستثمارات التي طال التلكؤ فيها في مجال البحوث الأساسية والتطوير المتعلقة بالوقود النظيف. الحاجة إلى دعم البحث كانت على الدوام مجال اهتمام نشطاء المناخ، الذين ألحوا على أن العامل الوحيد المفقود هو الإرادة السياسية للتحرك قدماً. ما الذي سيدفع بالقادة إلى العمل من أجل الأجيال المقبلة حتى عندما تنصب جل اهتماماتهم الرئيسية على الحالي والآتي؟ البابا فرانسيس،الذي ينشط في قضايا المناخ بشكل جزئي بسبب الجدول الزمني لمعاهدة التغير المناخي، مقدماً إجابة في رسالته عموماً بشأن البيئة والفقر وفي الخطابات المتعلقة بعلم البيئة والطاقة والمناخ، أوضح أن القرار الذي سيؤخذ مستقبلاً ستتم قولبته عبر القيم. ولطالما لاقى فرانسيس ترحيباً من كثيرين بسبب انتقاداته الرأسمالية الاستهلاكية. إلا أن ما كان مفقوداً هو دعوته المهمة لقبول التنوع في المناهج الرامية إلى معالجة مشكلة التغير المناخي. وكتب فرانسيس يقول: ليس هناك من طريق واحد للحل. هذا يجعل من المقترحات المتنوعة أمراً ممكناً، وبإمكان الجميع أن يدخل في الحوار بوجهة نظر لتطوير حلول شاملة. وهكذا بالضبط تمت صياغة مخرجات باريس وكيف سيتقدم العالم،عبر الإلحاح والصبر والنجاح والفشل،إلى الأمام. التزامات اقتصرت التزامات باريس بشأن الانبعاثات على الفترة بين 2020 و 2030، بينما تشير الاحتياجات إلى الطاقة ومعدلات السكان في الدول النامية إلى أن هناك كميات أكبر من غازات الدفيئة ستصل إلى الغلاف الجوي ، ما لم تصبح التقنيات المضادة للتلوث أرخص وأسرع بكثير.

مشاركة :