الـتـكـنـولـوجـيـا الـحـديثة صنعـت جيلا غير مسؤول

  • 6/15/2022
  • 09:23
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صاحبة أول مركز تدريبي من نوعه لغرس المفاهيم والقيم الإنسانية عن طريق تنمية المواهب التربوية زينب نعمة الهاشمي لـ«أخبار الخليج»: يقول‭ ‬المفكر‭ ‬الأمريكي‭ ‬زيغ‭ ‬زيغلر‭ ‬‮«‬سوف‭ ‬يجعلك‭ ‬التفكير‭ ‬الإيجابي‭ ‬تفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬قدراتك‭ ‬الحقيقية‭ ‬كامل‭ ‬الحرية‭ ‬والتصرف‮»‬‭!‬ كي‭ ‬تصبح‭ ‬رائد‭ ‬أعمال‭ ‬ناجح‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملك،‭ ‬يستدعي‭ ‬الأمر‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬الابتكار‭ ‬والبراعة،‭ ‬وامتلاك‭ ‬مهارة‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق،‭ ‬أي‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬الإطار‭ ‬التقليدي،‭ ‬والتحلي‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والذكاء‭ ‬والتفكير‭ ‬الإيجابي‭ ‬المنطقي‭ ‬العميق،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬مشروعا‭ ‬تدريبيا‭ ‬للأطفال‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بالبحرين‭.‬ التربوية،‭ ‬سيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬زينب‭ ‬نعمة‭ ‬الهاشمي،‭ ‬صاحبة‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬سمائي‮»‬‭ ‬لغرس‭ ‬المفاهيم‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬لدى‭ ‬النشء،‭ ‬والذي‭ ‬أطلقته‭ ‬بعد‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استشعرت‭ ‬مدى‭ ‬حاجة‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الاطار‭ ‬التقليدي‭ ‬التعليمي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬نافعا‭ ‬أو‭ ‬جاذبا‭ ‬له‭.‬ لقد‭ ‬وهبت‭ ‬نفسها‭ ‬لتأدية‭ ‬رسالتها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬والتي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬الحياتية‭ ‬المختلفة‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬تصقل‭ ‬من‭ ‬مواهبهم‭ ‬المتنوعة،‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬تطور‭ ‬للمجتمع‭ ‬ولا‭ ‬نمو‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬تقدم‭ ‬إلا‭ ‬بالابتكار‭ ‬والثورة‭ ‬على‭ ‬المألوف‭.‬ حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المتفردة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬   ‭*‬ما‭ ‬فكرة‭ ‬مشروعك؟ ‭- ‬فكرة‭ ‬المركز‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬وغرس‭ ‬المفاهيم‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب،‭ ‬وقد‭ ‬تأسس‭ ‬المشروع‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬كإدارية،‭ ‬حيث‭ ‬أدركت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭ ‬مدى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الإطار‭ ‬التقليدي‭ ‬للتعليم،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أتمتع‭ ‬بمواهب‭ ‬عديدة‭ ‬ساعدتني‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬فكرتي‭.‬ ‭*‬مواهب‭ ‬مثل‭ ‬ماذا؟ ‭- ‬لقد‭ ‬فكرت‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أتمتع‭ ‬بمواهب‭ ‬عديدة‭ ‬كالرسم‭ ‬والخط‭ ‬وعزف‭ ‬البيانو‭ ‬وغيرها،‭ ‬وشعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أستطيع‭ ‬توصيل‭ ‬مفاهيم‭ ‬كثيرة‭ ‬للأطفال‭ ‬بطرق‭ ‬سهلة‭ ‬ومبسطة،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬وحقائب‭ ‬تدريبية‭ ‬تنمي‭ ‬وتصقل‭ ‬من‭ ‬شخصيتهم‭.‬ ‭*‬وما‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬القيم؟ ‭-‬أنا‭ ‬أركز‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مفاهيمنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬وعلى‭ ‬مهارات‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬الروح‭ ‬القيادية‭ ‬لدى‭ ‬النشء،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬مجديا‭ ‬أو‭ ‬كافيا‭ ‬أو‭ ‬نافعا،‭ ‬فالأطفال‭ ‬عامة‭ ‬يجذبهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭ ‬ومبدع‭ ‬ومبتكر،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أنا‭ ‬أتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬ذلك‭ ‬لهم،‭ ‬وبرغبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المواهب‭ ‬والفنون‭ ‬المتنوعة،‭ ‬ويعد‭ ‬مشروعي‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ ‭*‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬عملك‭ ‬السابق؟ ‭- ‬لقد‭ ‬عملت‭ ‬قبل‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروعي‭ ‬لدي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وذلك‭ ‬مدة‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬تقريبا،‭ ‬اكتسبت‭ ‬خلالها‭ ‬خبرات‭ ‬طويلة‭ ‬رغم‭ ‬عملي‭ ‬الإداري‭ ‬وتعرفت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬وبعدها‭ ‬قررت‭ ‬التفرغ‭ ‬لمشروعي‭ ‬الخاص،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعريف‭ ‬به‭ ‬وإيصال‭ ‬فكرته‭ ‬ومفهومه‭ ‬الجديد‭ ‬غير‭ ‬المألوف‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬قد‭ ‬استغرق‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا،‭ ‬وشيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬بدأ‭ ‬يتمتع‭ ‬بسمعة‭ ‬طيبة،‭ ‬وحظي‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬الناس،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬ ‭*‬أصعب‭ ‬تحدٍ؟ يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أصعب‭ ‬تحد‭ ‬واجهني‭ ‬كان‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬عامل‭ ‬الوقت،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أم‭ ‬وزوجة‭ ‬وموظفة‭ ‬وصاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬خاص،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المسؤوليات‭ ‬المتعددة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬واجهت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬للإيفاء‭ ‬بواجباتي‭ ‬المتشعبة،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬شعرت‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الارتياح‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬ ‭*‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا؟ ‭- ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أزعم‭ ‬بأن‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬تفرغت‭ ‬خلالها‭ ‬للتدريب‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الورش،‭ ‬كما‭ ‬مثلت‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لي‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬وإلى‭ ‬حدوث‭ ‬تعاون‭ ‬أوسع‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬حتى‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أنفسهم‭ ‬تفاعلوا‭ ‬معنا‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬إلمامهم‭ ‬بتقنية‭ ‬التعلم‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬تلك‭ ‬الجائحة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أصبحوا‭ ‬مهيأين‭ ‬لذلك،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬نظمت‭ ‬ورش‭ ‬خاصة‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬الأطفال‭ ‬وآباؤهم‭ ‬يحضرونها‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭.‬ ‭*‬ما‭ ‬أهم‭ ‬ورشة؟ ‭- ‬أذكر‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ورشة‭ ‬نظمتها‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬حوالي‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬جمعت‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار،‭ ‬وكانت‭ ‬تطوعية‭ ‬وبعنوان‭: ‬‮«‬عطلة‭ ‬صيفية‭ ‬فارقة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬متعطشا‭ ‬للمعرفة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البعض،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬كبير‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬وكانت‭ ‬فرصة‭ ‬لكل‭ ‬المربين‭ ‬أن‭ ‬يتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة،‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬أو‭ ‬برنامج‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬متكامل‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وقد‭ ‬خرج‭ ‬الأطفال‭ ‬منها‭ ‬بمواهب‭ ‬فارقة،‭ ‬وبتحصيل‭ ‬لافت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬التخطيط‭ ‬لذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭.‬ ‭*‬في‭ ‬رأيك‭ ‬ماذا‭ ‬يهدد‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬اليوم؟ ‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المفتوحة‭ ‬هي‭ ‬الخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬أبناءنا‭ ‬اليوم،‭ ‬فهي‭ ‬تمثل‭ ‬نافذة‭ ‬شاسعة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬حصرها‭ ‬أو‭ ‬مراقبتها،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬صنعت‭ ‬جيلا‭ ‬مختلفا‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬العمل‭ ‬كثيرا،‭ ‬وبحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيمنا‭ ‬ومبادئنا‭ ‬الأصيلة‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬غرس‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬نفوسهم،‭ ‬بحيث‭ ‬يصبحون‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬خياراتهم‭ ‬وقرارتهم،‭ ‬وأن‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وفي‭ ‬قدراتهم،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬الأسري‭ ‬الذي‭ ‬غاب‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬بسبب‭ ‬الحاجز‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬بين‭ ‬الآباء‭ ‬والأبناء،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬افتراضي‭ ‬خاص‭ ‬به‭.‬ ‭*‬ما‭ ‬نصيحتك‭ ‬للآباء‭ ‬عند‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم؟ لعل‭ ‬أكبر‭ ‬خطأ‭ ‬يرتكبه‭ ‬الآباء‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أبنائهم‭ ‬هو‭ ‬انشغالهم‭ ‬عن‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وترك‭ ‬الفرصة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التربية‭ ‬الأخرى‭ ‬للقيام‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬فيهم‭ ‬كالخادمة،‭ ‬أو‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬وغيرها،‭ ‬فالطفل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬واهتمام‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وأنا‭ ‬أناشد‭ ‬كل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭ ‬أن‭ ‬يستثمرا‭ ‬الوقت‭ ‬مع‭ ‬أبنائهما،‭ ‬فكل‭ ‬طفل‭ ‬يمثل‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬سماء‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬تحوي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬والطموحات‭ ‬والقيم،‭ ‬وعلى‭ ‬الأبوين‭ ‬أن‭ ‬يطلقا‭ ‬ما‭ ‬بداخل‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬مواهب،‭ ‬ومساعدته‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬شغفه،‭ ‬وتحديد‭ ‬هدف‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬بمساعدتهما‭. ‬ ‭*‬هل‭ ‬أثرت‭ ‬طفولتك‭ ‬على‭ ‬أرائك‭ ‬تلك؟ ‭-‬نعم‭ ‬لقد‭ ‬أثرت‭ ‬طفولتي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتي‭ ‬ورؤيتي‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل،‭ ‬فقد‭ ‬عشت‭ ‬طفولة‭ ‬سوية‭ ‬وسعيدة،‭ ‬وكان‭ ‬والداي‭ ‬يقضيان‭ ‬معي‭ ‬أوقاتا‭ ‬طويلة،‭ ‬ويقدمان‭ ‬لي‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬لخدمة‭ ‬مواهبي‭ ‬وكذلك‭ ‬مع‭ ‬إخوتي،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية،‭ ‬وكانا‭ ‬يضعان‭ ‬دوما‭ ‬خطة‭ ‬أو‭ ‬مشروعا‭ ‬لكل‭ ‬إجازة،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنهما‭ ‬قد‭ ‬وفرا‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمورهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساعدني‭ ‬كثيرا‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتي،‭ ‬ونمى‭ ‬لدي‭ ‬مواهب‭ ‬عديدة،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬دراستي‭ ‬فقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬إحصاء‭ ‬وبحوث‭ ‬العمليات،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬مباشرة‭ ‬توظفت‭ ‬كمدير‭ ‬تحرير‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المجلات‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭. ‬ ‭*‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬لديك؟ ‭- ‬لقد‭ ‬التحقت‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الكورسات‭ ‬والدورات‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬الكوتشينج‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وبتعليم‭ ‬الأطفال،‭ ‬بالتعلم‭ ‬الذكي‭ ‬وغيرها‭ ‬وذلك‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬خارجية‭ ‬مختلفة،‭ ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬ومعارض‭ ‬داخلية‭ ‬متنوعة،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭ ‬بدأت‭ ‬أحدد‭ ‬شغفي،‭ ‬وهدفي،‭ ‬وطموحي،‭ ‬وبعد‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الوظيفة،‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬حصرت‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬روتيني‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬والتطوير،‭ ‬وتولد‭ ‬بداخلي‭ ‬رغبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬شخصيات‭ ‬الأطفال،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يوفره‭ ‬إطار‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬انطلقت‭ ‬فكرة‭ ‬مشروعي‭.‬ ‭*‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المنافسة؟ ‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬موجودة،‭ ‬ولكني‭ ‬لا‭ ‬أهتم‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬أتوقف‭ ‬عندها،‭ ‬بل‭ ‬جل‭ ‬تركيزي‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومبتكر،‭ ‬وعموما‭ ‬الحياة‭ ‬مليئة‭ ‬بالتحديات‭ ‬وقد‭ ‬خلقنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهتها‭ ‬والانتصار‭ ‬عليها،‭ ‬والمهم‭ ‬ألا‭ ‬نستسلم‭ ‬أو‭ ‬ننكسر،‭ ‬وهي‭ ‬تمنحنا‭ ‬القوة‭ ‬حين‭ ‬نتخطاها‭ ‬بنجاح،‭ ‬وتبني‭ ‬شخصيتنا‭ ‬وتصقلها،‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬بإخفاقات‭ ‬وإحباطات،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توقفنا‭ ‬عن‭ ‬المسيرة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬نرفع‭ ‬رأسنا‭ ‬نحوه‭ ‬ولا‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‭ ‬مطلقا‭.‬ ‭*‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الداعمين‭ ‬لك؟ ‭- ‬زوجي‭ ‬شريك‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬خطواتي‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬داعم‭ ‬لي،‭ ‬وأبنائي‭ ‬هم‭ ‬كل‭ ‬حياتي،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أراهم‭ ‬عناصر‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬مجتمعهم‭ ‬وأن‭ ‬يؤمنوا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وبقدراتهم،‭ ‬ويكون‭ ‬لهم‭ ‬بصمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬حولهم،‭ ‬وأتوجه‭ ‬هنا‭ ‬بالشكر‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬المركز‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬أهلا‭ ‬أو‭ ‬شركاء‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭.‬ ‭*‬هدفك‭ ‬الحالي؟ ‭- ‬أسعى‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬غرس‭ ‬المفاهيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الراقية‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬وأن‭ ‬أساعدهم‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬بقوة‭ ‬وسعادة‭ ‬ورضا،‭ ‬وهناك‭ ‬أفكار‭ ‬كثيرة‭ ‬لمشروعي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أطبقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وأن‭ ‬تصل‭ ‬رسالتي‭ ‬وجهودي‭ ‬إلى‭ ‬أطفال‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

مشاركة :