تفش مقلق لـ'البرقان' في طرابلس اللبنانية

  • 6/15/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس (لبنان) – في ظل انقطاع الأدوية واللقاحات المدعومة بسبب أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها البلاد، تشهد مدينة طرابلس اللبنان تفش غامض لمرض "اليرقان" أو "التهاب الكبد الفيروسي أ"، الامر الذي دفع الى تصاعد مطالبات بإعلان حالة طوارئ صحية. وأعلن برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة في تقرير له االثلاثاء، أن "عدد حالات مرض التهاب الكبد الفيروسي الألفي المبلغ عنها في لبنان منذ بداية العام 2022 وحتى تاريخه وصلت الى 555 حالة معظمها في البقاع (217) والشمال (202) حالة". والاثنين، انتشرت مطالبات بإعلان حال الطوارئ الصحية في البلاد، جاء أبرزها على لسان نقيب الصيادلة، جو سلوم، الذي أشار إلى حجم تفشي المرض في طرابلس وانتشاره في عدة مناطق من المدينة وجوارها، داعيا المستشفيات للبقاء في حالة تأهب لاستقبال المرضى. وتأتي تصريحات النقيب بعد زيارة قام بها لمعاينة الوضع ميدانيا بعد شيوع رصد الإصابات، وأصدر بعدها بياناً أشار فيه إلى أن اللقاحات الوقائية للمرض مفقودة، وهناك تأخر كبير في استيرادها، فيما اللقاح يعتبر السبيل الوحيد للوقاية منه. وناشد سلومة المعنيين في السلطة وكذلك الشركات المستوردة الإسراع في تأمين اللقاح للصيدليات وإطلاق أكبر عملية تطعيم للحد من انتشاره والحفاظ على صحة المواطنين. من جهته حذر نقيب أطباء لبنان، بيروت يوسف بخّاش، الإثنين، من "سرعة انتشار المرض وضرورة توفير اللقاح المضاد وحصر تفشّي العدوى". وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قد أعربوا عن قلقهم من تفاقم الوضع الصحي، وسط الأزمة المعيشيّة الخانقة وتدهور القطاعَين الطبي والاستشفائي في البلاد. وطُرح تساؤل: "كيف للمواطن أن يؤمّن المياه النظيفة أو أن يغليها، وهو بالكاد يستطيع شراء قارورة غاز؟ وكيف له أن ينعم وأطفاله بالصحة، وحقوقه البديهيّة من مياه وكهرباء وغذاء ودواء مهدورة منذ سنوات عديدة؟".  وظهر المرض في طرابلس على مراحل، حيث بدأ رصد الحالات في الأول من شهر مايو/ايار، وذلك بالتزامن مع عيد الفطر، بحسب ما يؤكد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة العامة، جوزيف الحلو، الذي زار الأحياء التي سجلت إصابات مرتفعة، وعاين الظروف الصحية والاجتماعية للمرضى، ووضع عائلاتهم.  ووفق الحلو، وبحسب ما نقل الناس لمجموعة الترصد الوبائي التابعة للوزارة التي عاينت أماكن التفشي وأجرت كشفاَ ميدانياً، تبين أن رصد هذه الحالات بدأ في الثاني من مايو/ايار الماضي، "وهذه فترة حضانة الفيروس الممتدة من 7 إلى 50 يوما، لذلك فإن الأرقام منخفضة ثم ارتفعت بالتزامن في الأيام الماضية وبلغت ذروتها." وكانت وزارة الصحة بدأت بتقصي الحالات المرصودة بعدما بلغ عددها 49 حالة، حيث تبين أنها تتوزع على أحياء "ضهر المغر/ القبّة"، وهي المنطقة التي سجلت النسبة الأعلى من الإصابات، إضافة إلى أحياء في "باب التبّانة، الميناء، البدّاوي وباب الرمل"، إلا أن أرقام الإصابات ارتفعت إلى 174 وفق بيان صادر عن وزارة الصحة الاثنين.  وذكرت الوزارة بأنها واكبت هذا الموضوع منذ ظهوره، وهي لا تزال تأخذ العينات وتجري التحقيقات اللازمة لتبيان سبب انتشار الالتهاب الذي "لم يحسم بشكل نهائي بعد." وكانت فرق الوزارة تواصلت مع المصابين من أجل تحديد كيفية التعرض للإصابات والخصائص المرضية والوبائية للحالات، كما جمعت عينات لفحص مياه الشرب بالتعاون مع مصلحة مياه الشمال.  ويلقي سكان طرابلس باللائمة على المياه، باعتبارها مصدر التلوث. واتفقت جميع الحالات المرصودة من قبل وزارة الصحة على الرواية نفسها تقريباً، بحسب ما يؤكد الحلو، "كلهم يحملون المسؤولية لنوعية المياه، هناك من يتحدث عن لون ورائحة وطعم غريب للمياه المستخدمة في المنزل."  وكانت الكهرباء قد انقطعت عن طرابلس لنحو 10 أيام متتالية، توقفت معها مضخّات المياه عن العمل في طرابلس، مما دفع الناس إلى استهلاك خزانات المياه خاصة في منطقة القبة حتى أخر قطرة مع ما فيه من ترسبات وملوثات، ثم أضطر الناس لشراء المياه من الصهاريج فيما بعد.. يذكر ان الاتهاب الكبدي أ يؤدي إلى التهاب جزئي في الكبد، ونادرًا ما يوصل إلى التهاب كلّي وفشل كبدي.

مشاركة :