أهم مميزاتها الجدية والالتزام والاعتماد على الذات. إيمانها بموهبتها وثقتها في قدراتها جعلاها ترفض أن تكون مذيعة عادية، فوضعت التميز هدفاً وشرطاً أساسياً بمسيرتها المهنية، فهي تملك طموحاً بلا حدود وإرادة قوية لتحقيقه. دراستها للغة الإنجليزية سهلت مهمتها في متابعة أخبار الوكالات الإخبارية من كل أنحاء العالم. إنها المذيعة الشابة ميسون بركة مقدمة برنامج استوديو الآن بقناة الآن الإخبارية، والتي تفتح لنا قلبها وعقلها في هذا الحوار. } حدثينا عن ملامح نشأتك وطفولتك، وكيف أثرت بشخصيتك؟ - تربّيت في منزل عنوانه حب وطيبة والفضل الكامل لأمي. وأعتقد أن وفاة أبي أثرت في شخصيتي كثيراً. } ما هي دراستك وكيف أفادتك بمجال الإعلام؟ - تخصصت في مجال الأدب الإنجليزي وقد استفدت منه بعملي كثيراً، فتمكني وإجادتي للغة الإنكليزية سهل علي مهمة متابعة كافة الوكالات الإخبارية الأجنبية، خاصة أنها غالباً أسرع في إيصال الأخبار العاجلة. واستفدت في الترجمة طبعاً لأن عملي يتطلب بجزء منه إجادة الترجمة وهو ما أفادني في إعداد نبض العرب وهو الاستفتاء الخاص بتلفزيون الآن، والذي يصلني من شركة بحوث كنصوص أجنبية وأرقام وإحصائيات ومن خلاله أعدّ تقارير خاصة بالقناة. } لماذا اخترت العمل بمجال الإعلام؟ - أحببت أن أكون مذيعة، وكنت دائماً أشعر أنني إما سأكون عادية أو أقل، وسأنسحب حينها، أو سأكون مميزة وأفرض نفسي، وأتمنى أن يكون الخيار الثاني هو الذي حدث. كانت بداياتي في قناة العربية حيث تدربت لمدة ستة أشهر وأعددت مجموعة كبيرة من التقارير الإخبارية، ما أكسبني خبرة أفادتني فيما بعد في حياتي المهنية. } ما هي فكرة برنامجك استوديو الآن وبماذا يتميز؟ - استوديو الآن برنامج يومي سياسي يناقش كل الملفات الساخنة والتي تهم المنطقة والعالم مع محللين سياسيين وخبراء استراتيجيين ومع مراسلين من مواقع الحدث. يتميز بأنه يسلط الضوء، بشكل موسع وفي الوقت نفسه غير مطوّل أو مملّ، على أهم حدث يتابعه أغلب الناس و يشغل الرأي العام، لنقدم من خلاله تفاصيل أكثر ونجيب عن الأسئلة التي يطرحها أي مواطن في منزله. } هل تشاركين بالإعداد والبحث لبرنامجك أم أن المذيع يقتصر دوره على التقديم؟ - بالطبع أشارك، ومن المهم جداً أن ينخرط المذيع بالإعداد، فبهذه الطريقة يكون قد دخل إلى تفاصيل الحدث وكل ما جاء فيه حتى من قبل مناقشته. أشارك في الإعداد واختيار أولوية الأخبار، وأعدّ تقارير أحياناً أو كليبات لضيوف رئيسيين تحدثوا معي مثلاً عن موضوع يكون ملفاً رئيسياً في هذا اليوم. } قمت بتغطيات وإعداد تقارير إخبارية خارج الاستوديو، ما أهمها بنظرك؟ - الوثائقي الذي أعددته عن قتل معاذ الكساسبة كان صعباً للغاية وتطلب مني جهداً كبيراً وإعداداً جيداً، خاصة أنني حرصت على أن يكون مهنياً وأن أقدم للناس ما لم يعرفوه عن معاذ وعائلته، وفي الوقت نفسه أردت أن يكون إنسانياً جداً وبعيداً كل البعد عن أي سبق صحفي. } قمت مؤخراً بتقديم وثائقي بعنوان رئيس جمهورية المقابر، من أين جاءت الفكرة وما صعوبات تنفيذها؟ - أردنا أن نسلط الضوء على الرئيس السوري بشار الأسد ومن خلال أناس عاشوا معه وعملوا معه، كيف وصل إلى هذه المرحلة؟ وكيف يتصرف مع حلفائه قبل أعدائه؟ بعد مرور نحو خمس سنوات على الأزمة في سوريا، وهل هو اليوم يحرّك الوضع في بلده أم أنه مجرد أداة؟ الصعوبات أنني أردت انتقاء ضيوفي بدقة واختيار ضيوف رفيعي المناصب وعرفوا بوجودهم إلى جانب بشار الأسد. فاستضفت وزير الثقافة السوري الأسبق د. رياض نعسان الآغا، وعضو مجلس الشعب السابق محمد حبش، ومعارضين سياسيين منفيين منذ سنوات، ومنتهى الأطرش ابنة سلطان باشا الأطرش. } ما المواقف التي صادفتك أثناء العمل خارج الاستوديو وكيف تغلبت عليها؟ - رغم أنني لم أعمل كثيراً خارج الاستوديو، ولكنني الحمد لله نجحت في هذا المجال رغم صعوبته، وأنا فخورة بهذا وبصدد التحضير لعمل أكبر، فالعمل خارج الاستوديو يتطلب جهداً وتركيزاً كبيرين، ومهارة في التعامل مع الناس والفريق على الأرض، وتولي كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من أجل ضمان أن يكون العمل جاهزاً ومهنياً، لأننا طبعاً لن نعود إلى المكان من جديد من أجل تحسين لقطة ما مثلاً. عندما ذهبت إلى الأردن لإجراء عدة مقابلات، أبرزها كان مع والدة معاذ الكساسبة، أكثر موقف إحراجاً كان مقابلة خالة معاذ لي فهي كانت رافضة تماماً للصحفيين والكاميرا وأعذرهم إذ كانوا قد تعرضوا لعدة مواقف أزعجتهم. ولكن بعد تفهمها وامتصاص غضبها كانت أكثر من رائعة هي وكامل أسرة معاذ، لهذا فالتعامل مع الناس على الأرض باختلاف أطيافهم وسلوكياتهم، يتطلب الكثير من الحكمة والتفهم وضبط النفس. } بعض مواقع التواصل الاجتماعي تروج أحياناً بعض اللقطات المحرجة أو الطريفة على الهواء للمذيعين وأنت منهم كيف ترين هذا؟ و هل يزعجك؟ - نعم أنزعج إذا كان الموضوع مفبركاً أو حدث بالفعل، فبرأيي لا داعي لأن يحمّل على مواقع التواصل خاصة لو كان لا يستحق الإشارة إليه أو المبالغة فيه، فيزعجني فقط لفكرة أنني إذا أردت أن أشاهد موقفاً ما لمذيعة فإما أن يكون مضحكاً بمعنى مهضوم، أو أن يكون لافتاً وليس عادياً أو أقل من عادي ويتم نشره فقط لمحاولة استغلال شهرة مذيع أو مذيعة لزيادة نسب المشاهدة. } هل استفدت من كونك ابنة عائلة إعلامية وأخت المذيع الشهير طاهر بركة؟ - أكيد استفدت أولاً بمساعدة طاهر لي، حيث تدربت في قناة العربية، وثانياً بأنه ساعدني كثيراً في بداية مشواري بسبب ملاحظاته ومتابعته لي دائماً فيما يتعلق باللغة والأداء والحوار.. وإلى يومنا هذا لا زلت ألجأ إليه وأستشيره بعدة أمور. وأكثر ما استفدت منه أن طاهر لم يكن يوماً يقوم بالعمل من أجلي، بل كان يعلمني كيف أقوم به ولهذا كنت أحتاج دائماً إلى أن يقول لي الملاحظة مرة واحدة فقط كي لا أكررها. } تتعرضين يومياً لأخبار الحروب والقتل والدمار، هل يؤثر هذا فيك؟ وما هي أدواتك للسيطرة على انفعالاتك أمام الكاميرا؟ - نعم يؤثر وبشكل كبير، وأثر فيّ هذا السؤال حقيقة لأنه ذكرني بما قيل لي في المنزل بأنني تغيرت منذ أن بدأت العمل بهذا المجال، وأصبحت أكثر صمتاً وجدية وحزناً، ربما وأقل ضحكاً بينما كنت دائماً أتميز بالمزاح والضحك والمرح.. ولكن طبيعة عملنا تصيبني بالإحباط وأحياناً من دون أن أكتشف أن هذا هو السبب.. ووسيلتي لتحقيق السيطرة على مزاجي الشخصي وحالتي النفسية هي محاولة الابتعاد عن هذه النوعية من الأخبار بعد مواعيد العمل، ومحاولة سماع أخبار إيجابية، والتركيز على زوايا جميلة بحياتي. } ماذا تمثل لك الأسرة؟ و هل يؤثر العمل بمجال الإعلام في الاستقرار والحياة الشخصية؟ - الأسرة أهم ما في حياتي وحياة الجميع أعتقد، ولها الأولوية دائماً، شخصياً لا يؤثر عملي كثيراً في علاقتي بأسرتي، ربما لكوني غير متزوجة وليس لدي أطفال، ولكن في حال وجود أولاد قطعاً سيؤثر، كون مجالنا متعب وعلينا أن نكون جاهزين بأي لحظة وفي حال وقوع أي حدث مهم، وفي الآونة الأخيرة الأحداث الصعبة للأسف كثيرة.
مشاركة :