في أقل من 24 ساعة نجحت فرق التحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي في إلقاء القبض على 6 متهمين، جميعهم من جنسيات شرق أوروبية، ارتكبوا جريمة سطو على محل صرافة بمنطقة الكرامة في بردبي واستولوا على 700 ألف درهم وفروا هاربين، في سيارة ذات أرقام مزورة حاولوا حرقها لاحقا لإخفاء جريمتهم. وأشاد اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي بالتحرك السريع لفرق التحريات والمباحث الجنائية تحت قيادة اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي، الذي تبعه تطويق لتحركات المتهمين بعد تحديد هويتهم لمنع هروبهم لخارج الدولة، ومن ثم مداهمتهم في أماكن إقامتهم في إمارات عدة، وإلقاء القبض عليهم، وهم 6 متهمين نفذوا الجريمة، منهم اثنان أحدهما كان بحوزته المبلغ المسروق، والآخر وفر لهم السيارة المستخدمة في الجريمة. أكد اللواء المزينة أنه رغم الاحترافية العالية التي نفذ بها المتهمون الجريمة إلا أنهم لن يستطيعوا سرقة احترافية شرطة دبي ورجالها على الإطلاق، لافتاً إلى أنه تم إطلاق مسمى حلم السراب على تلك الجريمة، نظراً لأنها كانت حلماً لمنفذيها ولكنه لم يكتمل بسبب الكفاءة والحرفية العالية لرجال البحث الجنائي بشرطة دبي. مباغتة وأفاد اللواء المزينة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس، بحضور اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، ومساعده العقيد سالم الرميثي، والعقيد محمد عقيل مدير إدارة الملاحقة الجنائية، والمقدم عادل الجوكر مدير إدارة البحث الجنائي، والعقيد محمد راشد مدير إدارة المراسم والتشريفات، وبطي الفلاسي مدير إدارة الإعلام الأمني، بأن الجناة باغتوا محل الصرافة ملثمين، واستخدموا في تنفيذ جريمتهم مادة مسيلة وحارقة للعين، ومسدس لعبة هددوا به الموظفين بعد رشهم بتلك المادة، واستخدموا صواعق كهربائية ما أفقد رجل الأمن الخاص للمحل وعيه، وتمكنوا من سرقة المبالغ المالية في ثوان معدودة، مؤكداً أن محل الصرافة مرتبط بجهاز إنذار مع غرفة العمليات، إلا أنه لم يتم تشغيله بالسرعة المطلوبة من قبل الموظفين الذين تمت السيطرة عليهم من الجناة بطريقة خاطفة، كما أن المحل مراقب بالكاميرات، ولكن للأسف لم تكن هناك ملامح واضحة بسبب تلثمهم، ما ضاعف من الجهود المبذولة من قبل رجال التحريات والمباحث الجنائية لتحديد هوية الجناة، مؤكداً أنه في أقل من 24 ساعة من ارتكاب الجريمة ألقي القبض على أحد المتهمين. حرق المركبة وأضاف أنه بتكثيف عمليات البحث والتحري تم تحديد هوية بقية الجناة، حيث تبين أن بعضهم لديهم إقامات شرعية، والبعض الآخر من القادمين زيارة، لافتاً إلى أنه بعد الجريمة بدقائق ورد بلاغ من أحد المواطنين عن احتراق مركبة في منطقة قريبة من محل الصرافة المسروق، وأنه يحاول إطفائها إلا أن النيران تشب فيها، وبانتقال الأجهزة المعنية تبين أنها السيارة ذاتها المستخدمة في الجريمة، وتبين أن أرقامها مزورة، وهي من الموديلات القديمة التي كانت معدة للتصدير. وقال اللواء المزينة إنه تم ضبط المتهمين الستة كل واحد على حدة، حيث إنهم لم يكونوا متجمعين في سكن واحد، والمبلغ المسروق بعد أن تصرفوا في مبلغ 50 ألف درهم منه. أسلوب إجرامي وأكد المزينة أن الأسلوب الذي استخدم في التخطيط والتنفيذ لارتكاب الجريمة يوحي بأن منفذيها من العصابات الإجرامية المتخصصة في مثل تلك الجرائم، ويدل أسلوبهم الإجرامي على احترافية عالية في هذا المجال، من خلال الكيفية التي تم فيها التخطيط لارتكاب الجريمة واختيار الموقع والوقت والطريقة التي تم بها اقتحام المحل، وما تبعه من استخدامهم للغاز والأسلحة والإخفاء التام للوجوه، وتجنب كاميرات المراقبة وعدم النظر إليها وعدم التواجد في الأماكن التي توجد فيها كاميرات، ما يوحى بأنهم قاموا بدراسة الموقع جيداً قبل تنفيذ الجريمة. التفاصيل من جانبه، توجه اللواء خليل إبراهيم المنصوري بالشكر والتقدير للقائد العام اللواء خميس مطر المزينة على متابعته لحظة بلحظة لتحركات فرق البحث، ووضع خطة العمل التي تم تنفيذها وانتهت بضبط المتهمين جميعاً، لافتاً إلى أن جميع الفرق عملت باحترافية كبيرة في الاتجاهات كافة، بهدف إسقاط تلك العصابة ذات الاحترافية العالية في تنفيذ الجريمة، ومنع هروب الجناة لدولة مجاورة يتواجد فيها أصدقاء لهم. وأوضح اللواء المنصوري أن تفاصيل الواقعة تعود إلى ورود بلاغ إلى مركز القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات يفيد بقيام مجموعة من الأشخاص بالسطو المسلح على أحد محال الصرافة بمنطقة الكرامة في بر دبي، وعلى الفور تم الانتقال إلى مكان الحادث، ولقاء الشهود الذين أفادوا بقيام أربعة أشخاص مقنعين باقتحام المحل، وإطلاق الغاز المسيل للدموع أثناء عملية الاقتحام تحت تهديد السلاح، وسرقوا المبالغ التي كانت توجد في المحل، وغادروا المكان مقنعين خلال ثلاث دقائق، من دون أن يخلفوا وراءهم أي أثر يدل عليهم. المتابعة والضبط وأشار المنصوري إلى أنه فور تلقي البلاغ شكلت فرق عمل وحددت الاختصاصات لكل فريق حسب الخطة التي تم وضعها، ومن خلال عملية التمشيط السريع التي تمت في المنطقة تم العثور على سيارة من نوع (بي إم دبليو)، المستخدمة في عملية السرقة وهي في حالة اشتعال، حيث قاموا بإيقافها على بعد ستة شوارع من محل الصرافة، ولم يتمكنوا لاحقاً من استقلالها، ما دفع أحد أفراد العصابة الذي كان بانتظارهم في السيارة إلى إلقاء مادة مشتعلة داخل السيارة لإحراقها بعد أن غادرها، كما تبين أن لوحات الأرقام المثبتة عليها مسروقة من سيارة منتهية ملكيتها من أكثر من عام وصاحبها خارج الدولة، كما تبين أن السيارة تم شراؤها من سوق السيارات بمنطقة العوير بمستندات مزورة، حيث غادر المتهمون بسيارة مسروقة أخرى كانت في انتظارهم. وقال اللواء المنصوري إن فرق العمل عملت على مختلف السيناريوهات المحتملة، حيث تولت مجموعة مراقبة منافذ الدولة وإحكام السيطرة عليها حتى لا يتمكن الجناة من المغادرة، وعمل فريق آخر على جمع المعلومات وحصر المشبوهين الذين من المحتمل تورطهم في مثل تلك الجرائم في بلدانهم، كما تم حصر الاشتباه في عدد من الأشخاص من جنسية إحدى دول أوروبا الشرقية، ومن خلال المتابعة والتقصي تمكنت الفرقة المكلفة بمراقبة المنافذ من القبض على أحد أفراد العصابة لدى محاولته مغادرة الدولة، إلا أنه أنكر صلته بالحادث ورفض الإدلاء بأي معلومات عن الجريمة. وأضاف أن فريق العمل استطاع خلال ذلك الوقت تحديد الأماكن التي يشتبه أن يتواجد فيها الأشخاص الآخرون المتورطون في ارتكاب الجريمة الذين كانوا يقيمون في أماكن مختلفة في إمارة دبي، وبعد مراقبتهم والتأكد من تواجدهم جميعاً في الأماكن التي يقيمون فيها، تمت مداهمة مقرات سكنهم بتوقيت واحد، وتم إلقاء القبض عليهم جميعاً وبحوزتهم المبلغ الذي استولوا عليه من محل الصرافة. تنسيق ودقة وفي السياق ذاته، أوضح العقيد سالم خليفة الرميثي أن العصابة التي تتكون من ستة أشخاص، اتبعت التنسيق والدقة أثناء تنفيذها عملية السطو، فقد قام أربعة منهم باقتحام محل الصرافة وإلقاء الغاز المسيل للدموع وسلب الأموال من الصرافة تحت تهديد السلاح، بينما تولى المتهم الخامس قيادة السيارة وانتظارهم بعد تنفيذ الجريمة، وقد حاول التخلص من السيارة بحرقها نتيجة لإحكام الشرطة السيطرة على مخارج المنطقة، أما المتهم السادس فقد تولى مهمة المراقبة أثناء عملية التنفيذ، وقد استطاع فريق العمل القبض على جميع المتهمين المشار إليهم وضبط المبلغ المالي المسروق بحوزتهم وإفساد مخططهم في عملية الهروب بطريقة احترافية بعد توزيع المال المسروق والخروج بشكل انفرادي من مختلف منافذ الدولة، ولكن اليد الحديدية لرجال الشرطة أفسدت مخططهم .