العراق/ الأناضول نفى مصدر مقرب من "الحنّانة" مقر إقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في محافظة النجف جنوبي العراق، الأربعاء، الأنباء التي تحدثت عن تراجع نواب الكتلة الصدرية عن استقالتهم. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في اتصال مع الأناضول، إن "أعضاء الكتلة الصدرية تشرفوا بلقاء زعيم التيار الصدري مساء اليوم، وأدوا الصلاة مع سماحته وأكد لهم التمسك بالانسحاب من العملية السياسية والذهاب إلى المعارضة". وأضاف أن الاجتماع "استغرق نحو 25 دقيقة، استمعوا خلاله إلى توجيهات الصدر حول مرحلة ما بعد انتهاء مهلة الثلاثين يوما واستقالة نواب الكتلة الصدرية والتشديد على عدم المشاركة في عملية سياسية مبنية على محاصصة تؤسس لمزيد من الفساد في الدولة العراقية". وأردف المصدر، أن اللقاء "لا علاقة له بموضوع استقالة النواب الصدريين، وأن الاجتماع كان مقررا قبل أيام حيث يأتي بالتزامن مع انتهاء مهلة الثلاثين يوما التي أقرها الصدر لتحوّلهم إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن 30 يوماً، بعد ازدياد التكالب عليه من الداخل الخارج، وعلى فكرة حكومة أغلبية وطنية". ونشرت قنوات مقربة من التيار الصدري في موقع "تليغرام" تسجيلا مصورا لأكثر من ثلاث دقائق تضمن حديثا للصدر أمام النواب المستقيلين ذكر فيه أن هذه الجلسة هي "جلسة وداعية أبلغكم فيها أني قررت الانسحاب من العملية السياسية حتى لا أشترك فيها مع الفاسدين، وكذلك أنتم". وتوجه الصدر "بالشكر للنواب على طاعتهم له"، مؤكدا أنه "لن يشترك في الانتخابات المقبلة في حال شارك من أسماهم الفاسدون إلا في حالة إزاحة الفاسدين الذين نهبوا العراق وسرقوه وأوغلوا في الدماء". ودعا الصدر نواب الكتلة الصدرية، إلى "التمسك بوحدتهم والبقاء على أهبة الاستعداد ضمن الكتلة". وكان نائب سابق في مجلس النواب قد صرح للأناضول في وقت سابق اليوم، عن "اتصالات حثيثة يجريها سياسيون عراقيون مع قيادات في الكتلة الصدرية لحث الصدر عن التراجع عن قرار استقالة نواب الكتلة خلال الاجتماع في الحنانة، مقر إقامته بالنجف". وأكد النائب السابق، أن "مقربين من التيار الصدري تحدثوا إليه خلال الساعات الماضية مؤكدين له عزم رئيس التيار على البقاء في المعارضة وإعطاء القوى السياسية الأخرى فرصة تشكيل الحكومة". وفور انتهاء لقاء "الحنانة" غرّد النائب المستقيل عن الكتلة الصدرية حيدر ماضي العامري على حسابه بتويتر قائلا: "لا عودة مع الفاسدين وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان" في إشارة إلى المضي بقرار الاستقالة. ووفق قنوات "تليغرام" تابعة أو مقربة من التيار الصدري، فإن زعيم التيار الصدري أبلغ النواب المستقيلين أنه لا عودة إلى عملية سياسية تُبنى على المحاصصة، لا اتفاق مع الفاسدين، لا اشتراك في انتخابات مجدداً إذا ما بقي الحال على ما هو عليه. والأحد الماضي، وافق رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي على استقالات نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب، وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع). وقالت الوكالة، إن الحلبوسي، وافق على استقالة 73 نائبا من أصل 329 في البرلمان، ينتمون للكتلة الصدرية. وأضافت أن الصدر، وجه أعضاء كتلته في وقت سابق بتقديم الاستقالات إلى رئاسة البرلمان، على خلفية الانسداد السياسي بتشكيل الحكومة. ويعيش العراق أزمة سياسية منذ أكثر من 7 أشهر نتيجة خلافات حادة على تشكيل الحكومة الجديدة بين الكتلة الصدرية التي فازت بالمرتبة الأولى بـ 73 نائبا، وأحزاب سياسية ممثلة في ما يعرف باسم الإطار التنسيقي المنافس لهذه الكتلة. وتسعى قوى الإطار التنسيقي إلى تشكيل حكومة توافقية وفق مبدأ المحاصصة السياسية، فيما سعى الصدر، إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية" مع حليفيه "إنقاذ وطن" والحزب الديمقراطي الكردستاني والعرب السنة ممثلين في "تحالف السيادة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :