- تنظم جمعية “باباروني لفنون السيرك” في تونس الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لفن سيرك الشارع من الثالث والعشرين إلى غاية الثامن والعشرين من يونيو الجاري. وتسجّل هذه الدورة مشاركة 11 بلدا هي تونس وغينيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والشيلي والسويد واسبانيا وألمانيا وبلجيكا والمكسيك. وكشفت جمعية “باباروني لفنون السيرك” خلال ندوة صحفية بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي مؤخرا، عن برنامج هذه الدورة التي ستزور هذا العام محافظات تونس وبن عروس وصفاقس ومنوبة والكاف وزغوان. وهو تقليد دأب المهرجان على إرسائه عبر دوراته المتعاقبة، لكسر المركزية والانفتاح على الجهات. المهرجان فيه جزء نظري وآخر تطبيقي، الأول مخصص للقاءات فكرية للحديث عن فن السيرك والثاني عروض حية نظري وتطبيقي تحدّث المدير الإداري للمهرجان هيثم قصداوي، في مداخلته، عن محتوى البرنامج الذي تمّ إعداده لهذه الدورة، قائلا “عملنا مع شركاء المهرجان على تنويع البرمجة لتتراوح بين ما هو نظري وما هو تطبيقي”. ويتمثّل الجزء النظري من البرنامج في تخصيص لقاءات فكرية للحديث عن فن السيرك بين الموجود والمنشود، من ضمنها اللقاء الذي سيقدمه معز العاشوري مدير مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس صباح يوم الثالث والعشرين من يونيو بمدينة الثقافة. وبين قصداوي أن السيرك المعاصر يجدُ صدى طيّبا لدى الجمهور من مختلف الفئات وهو اليوم في أمسّ الحاجة إلى الترفيه والترويح عن النفس بعد حالة الانغلاق والعزلة التي فرضتها جائحة كورونا. وأكد قصداوي على حاجة فن السيرك للاستمرار في تونس، لافتا إلى أن “فن السيرك غير مصنّف اليوم ضمن إدارة الموسيقى والرقص وأيضا غير مصنّف ضمن إدارة الفنون الركحية”. وجدّد دعوته لإدراج هذا الفن ضمن مشروع القانون المتعلّق بالفنان والمهن الفنية. العروض التي سيتم تقديمها في مهرجان هذا العام، وبحسب المسؤولين عن البرمجة، لن تركن إلى التكرار والنمطية بل ستبهر جمهورها في محافظات كثيرة من البلاد، بكل ما هو جديد ومبتكر في عالم السيرك، إلى جانب ألعاب الخفة، وأخرى بهلوانية خطيرة ومثيرة كعروض الحلقات النارية وغيرها. وستجوب عروض المهرجان الذي تمّ إحداثه سنة 2018 ساحات خصّصت لفنون الشارع في محافظات مختلفة، لتكسر نمطية الصورة التقليدية المعروفة عن فن السيرك. من جانبه قال المدير الفني لهذه الدورة منتصر بن قاجي إن هذه الدورة ستعرف إلى جانب عرض السيرك، تنظيم لقاءات فكرية في الجهات التي سيزورها المهرجان هذا العام، مضيفا أن المولعين بفن السيرك من الشباب والأطفال سيحظون أيضا بمتابعة عرض فيلم وثائقي عن فن السيرك بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية يؤمنها فنانو السيرك المشاركون القادمون من الخارج. وأكّد أن الهيئة المديرة للمهرجان تعمل من سنة إلى أخرى على توسيع قاعدة المشاركات بالنسبة إلى الأجانب وكذلك توسيع دائرة العروض لتشمل جهات أخرى من البلاد. الأول من نوعه Thumbnail وأكد بن قاجي أن للمهرجان، إلى جانب طابعه الفني، طابعا سياحيا يهدف إلى الترويج للوجهة التونسية من خلال تنظيم زيارات لفناني السيرك من تونس والبلدان المشاركة في هذه الدورة، ستشمل عددا من المناطق السياحية والمعالم التراثية على غرار المدينة العتيقة بتونس وسيدي بوسعيد والحمامات، وزيارة عدد من المعالم الكائنة في الجهات التي ستستضيف المهرجان منها معلم القصبة بالكاف. وفي ما يتعلّق بعرض السيرك الرسمي للمهرجان، فتفتتح فعاليات الدورة يوم الثالث والعشرين من يونيو في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة (قبالة وزارة السياحة) لتقدّم عرضا مجانيا في فن سيرك الشارع لمدة 80 دقيقة أمام المارّة. التظاهرة تهدف إلى نشر فنون السيرك بتونس والتعريف بها، خلافا للمفهوم العام السائد عن السيرك المختزل في خيمة وعروض للحيوانات المدرّبة وتجوب عروض المهرجان أيضا محافظات بن عروس “منتزه الزهراء” (24 يونيو) وصفاقس (25 يونيو) ودوار هيشر من محافظة منوبة (26 يونيو) والكاف (27 يونيو)، لتختتم فعالياتها بمدينة زغوان يوم 29 يونيو في معلم معبد المياه الأثري. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان تمّ إحداثه سنة 2018. وهو يهدف إلى نشر فنون السيرك بتونس والتعريف بها، خلافا للمفهوم العام السائد عن السيرك المختزل في خيمة وعروض للحيوانات المدرّبة. وقد لفت سيرك “بابا روني”، الذي ينظم المهرجان، النظر إليه في السنوات الأخيرة من خلال مشاركته في تظاهرات فنية عديدة، وذلك لما يميز عناصره الشابة من خفة ومرونة، وقدرة على مواكبة أحدث ابتكارات فنون السيرك في العالم. ورغم بساطة الإمكانيات المتاحة، إلا أن اللبنات والأبجديات الأولى لنشوء هذا الفن كانت متوفرة لدى أعضاء هذا الفريق المتحمس للنسج على منوال المدارس المعروفة في العالم، كالمشي والتأرجح على الحبال، واستعمال الدراجات ذات العجلة الواحدة، والألعاب النارية المختلفة، والاعتماد على العضلات لبناء هرم بشري، وغير ذلك من البهلوانيات التي تعتمد المهارات وحدها وتستثني الحيوانات المروضة من عروضها، خصوصا بعد تزايد نسبة احتجاجات جمعيات الرفق بالحيوان. ويعتبر المهرجان الدولي لفن سيرك الشّارع بتونس الأول من نوعه الذي ينتظم في العالم العربي والقارة الأفريقية. ويقدّم هذا السيرك عرضا لحركات بهلوانية خطيرة كالمشي والتأرجح على الحبال، واستعمال الدراجات ذات العجلة الواحدة، والألعاب النارية المختلفة، والاعتماد على العضلات لبناء هرم بشري، وغير ذلك من البهلوانيات التي تعتمد على المهارات وحدها.
مشاركة :