رام الله / القدس 15 يونيو 2022 (شينخوا) اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية اليوم (الأربعاء) محاولات دمج إسرائيل في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية مصيرها الفشل. وجاء ذلك تعقيبا على ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل الشهر المقبل وهي الأولى منذ توليه منصبه ستعزز "اندماج" إسرائيل في الشرق الأوسط. وذكر بينيت في بيان صادر عن مكتبه أمس (الثلاثاء) أن زيارة بايدن "ستساهم في تعميق العلاقات الخاصة والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الدولتين، بالإضافة إلى تعميق الالتزام الأمريكي بأمن واستقرار إسرائيل والمنطقة". وأشار بينيت إلى أنه في إطار الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي سيتم الكشف عن خطوات تعنى "بتعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط وتعزيز ازدهار المنطقة برمتها". وقالت الخارجية الفلسطينية إن بينيت منذ تسلم مهامه في يونيو الماضي يطلق جملة مواقف رافضة لوجود عملية سياسية محاولا إطلاق رصاصة الرحمة على أية جهود دولية لإحياء عملية السلام بين الجانبين وفقا لمبدأي الأرض مقابل السلام وحل الدولتين. وأضافت الوزارة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه أن بينيت يتحجج بضعف الائتلاف الحكومي وعدم قدرته على الانخراط في عملية سياسية جادة، في أسطوانة مشروخة بهدف استبدال الحل السياسي التفاوضي للصراع بالحل الاقتصادي وتقليص الصراع بدلا من حله. وأشار البيان إلى أن التوجه الإسرائيلي الرسمي عشية زيارة الرئيس بايدن للمنطقة يكمن باعتبار "الأولوية لأمن إسرائيل وتعزيز اندماجها في الشرق الأوسط وتوقيع المزيد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني وتحقيق المزيد من ازدهار المنطقة"، بعيداً عن حل القضية الفلسطينية. واعتبر السياسة الإسرائيلية الهادفة للقفز على القضية الفلسطينية لتحقيق أوسع اندماج لها في الشرق الأوسط بعيدا عن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كشرط واجب لن يؤدي لتحقيق الاندماج ويهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها. وأكد أن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً ووفق قرارات الشرعية الدولية هو المفتاح لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ودون ذلك فان النتيجة إطالة أمد الصراع وخلق المزيد من التوترات والانفجارات. وحذر البيان الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي من التعاطي مع سياسة بينت واليمين الإسرائيلي الذي يعرقل ويمنع نجاح الجهود الأمريكية والدولية المبذولة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع. وأعلن البيت الأبيض أمس (الثلاثاء) أن بايدن سيصل إلى إسرائيل في 13 يوليو المقبل في زيارة تستغرق 40 ساعة، كما سيزور الأراضي الفلسطينية ويلتقي الرئيس محمود عباس. ووصل وفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية باربر ليف منذ عدة أيام إلى الضفة الغربية وأجرى عدة لقاءات مع عباس ورئيس وزرائه محمد اشتية ومسئولين آخرين تحضيرا لزيارة بايدن والتشاور حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية. ويتطلع الفلسطينيون لوفاء الإدارة الأمريكية الحالية بالتزاماتها المتمثلة بإعادة فتح القنصلية في القدس وفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ودعم موازنة السلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة مالية. وقاطعت السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية السابقة نهاية العام 2017 إثر إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفض خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. في المقابل، جمدت الإدارة الأمريكية السابقة المساعدات المادية للسلطة الفلسطينية وأونروا وأغلقت مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس.
مشاركة :