انخفض سعر عملة «بيتكوين» المشفرة بشكل حاد، نتيجة الاضطرابات الكبيرة في أسواق العملات المشفرة، إلى أقل من 23 ألف دولار، وذلك من نحو 28 ألف دولار صباح يوم الأحد الماضي 12 يونيو الجاري. وقد بدأت الموجة الحالية من التقلبات في سوق العملات المشفرة، مع صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي المثير للقلق لشهر مايو (CPI)، والذي أدى إلى صدمة تضخمية أخرى في الأسواق العالمية، إذ رفع معدل التضخم، التوقعات بزيادة أسعار الفائدة من «مجلس الاحتياطي الفيدرالي»، في ما أدى التقلب المتزايد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، إلى إيقاف منصة دولية لتدول العملات المشفرة تسمى «سلسيوس»، عمليات السحب مؤقتاً، ما أثار المخاوف من انتشار «عدوى وقف السحب» في الأسواق. أصول خطرة واعتبر محللون عملة «بيتكوين» أحد الأصول الخطرة، وهي استثمارات تواجه قدراً كبيراً من التقلبات في المسار المعتاد للسوق، كما الأسهم، والسلع، والسندات ذات العائد المرتفع، والعملات، التي تعد أصولاً محفوفة بالمخاطر يمكن توقع ارتفاع أسعارها وهبوطها بشكل متكرر في ظل أي ظروف سوقية تقريباً. وحتى وقت قريب، اعتبرت «بيتكوين» مخزناً بقيمة محصنة إلى حد ما من التقلبات في قيمة الأصول الخطرة. إلا أنه لم يعد هذا هو الحال، فهي تتأثر مع سوق التشفير الأوسع، بالظواهر الاقتصادية التي تحرك قيمة الأصول المحفوفة بالمخاطر، مثل معدلات التضخم، وأسواق الأسهم، والسياسة النقدية الفيدرالية. انخفاض العملة منذ بداية العام 2022، انخفضت أسعار «بيتكوين» بنسبة 50% حتى الآن، ويتم تداولها بعيداً عن أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 69 ألف دولار في نوفمبر 2021. كما انخفض إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى أقل من تريليون دولار للمرة الأولى منذ فبراير 2021، وفقًا لبيانات من موقع «كوين ماركت كاب دوت كوم» CoinMarketCap.com. وقال موقع «فوربس أدفيسور»، إن عملة «بيتكوين» أنهت عام 2021 بارتفاع نسبته 70% تقريباً. وهو عائد رائع لأي فئة أصول، بدون أي قيمة ملموسة. ومع ذلك، فإن العائد السنوي 70% يمثل شيئاً من التراجع عن عملات «بيتكوين»، بعد أن اكتسبت أكثر من 300% في عام 2020، الذي دمره الإغلاق، بسبب جائحة فيروكس كورونا. بر الأمان من جهته، قال المؤسس المشارك لـ«شركة إيست بيسيز جروب» لإدارة الثروات، أليكس ريفيت، إن المستثمرين في حالة من عدم المخاطرة خلال عام 2022، ويتبنون مبدأ «الوصول إلى بر الأمان» في جميع فئات الأصول. وأضاف: «أظهروا بشكل جماعي، اهتماماً أكبر بالاستثمارات القائمة على القيمة، وأقل اهتماماً بأسهم المضاربة». لافتاً إلى أن أحد الأسباب وراء ذلك هو رفع «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة مرتين العام الجاري، ويستعد لرفعها مرة أخرى. وأوضح أن «الاحتياطي الفيدرالي» يواجه ارتفاعاً تاريخياً في التضخم. ويتوقع محللون أن يتواصل رفع أسعار الفائدة حتى نهاية العام الجاري، وحتى عام 2023. مشيرين إلى أنه عندما يرفع «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة، فإنه يقلل من الطلب على المزيد من الشركات النامية، مثل أسهم التكنولوجيا، وأصول المخاطرة المضاربة، مثل العملات المشفرة، و«بيتكوين». وتابع ريفيت: «المخاوف الجيوسياسية تدفع تقلبات السوق في العديد من فئات الأصول القابلة للتداول، وقد أثبتت (بيتكوين) أنها مرتبطة إلى حد ما بحركات السوق الواسعة». وأضاف: «تكمن المشكلة في أن (بيتكوين) لم تثبت أنها وسيلة تحوط كبيرة ضد أي شيء». واستطرد: «مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في أربعة عقود، فإنه يتوقع أن تحافظ العملة على قوتها الشرائية، وتكون مستقلة عن أي بنك مركزي لكسب مزيد من المتابعين». خطرة ومتقلبة في السياق نفسه، قال كبير المحللين الاستراتيجيين في «شركة انتر أكتيف بروكرز»، ستيف سوسنيك: «ليس لدينا سابقة تاريخية لكيفية عمل (بيتكوين) والعملات المشفرة الأخرى»، مؤكداً أن هذه الأوقات عصيبة للمستثمرين. واختتم قائلاً: «في الوقت الحالي، أصبح من الواضح أن (بيتكوين) ليست فقط أحد الأصول الخطرة، ولكنها أيضاً متقلبة بشكل خاص». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :