«البشت الحساوي».. ثقافة أصيلة تتجاوز الحياكة

  • 6/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لحظة تمتد على مدى أسبوع وتتأنق بالرسمية والفخامة عندما تحضر تفاصيل "البشت الحساوي" في مساحة تتجاوز المناسبات والصور إلى الحياكة والحكاية كاملة، وذلك من خلال فعالية وزارة الثقافة المخصصة للاحتفاء بعنصر ثقافي أصيل وثمين يتمثل في "البشت الحساوي"، والتي تأتي خلال الفترة من 15 إلى 21 يونيو 2022م، بسوق الأربعاء في محافظة الأحساء والذي يتضمن العديد من الأنشطة التي تعكس الإرث الثقافي التاريخي لفنون الحياكة اليدوية في الأحساء وفي مقدمتها صناعة البشوت، لتكون بذلك التفاتة مبتكرة إلى رداء طالما أرتبط بالأوقات الفريدة والشخصيات الاعتبارية وما يثبت في محطات العمر ويغوص عميقاً في الذاكرة. توثق فعالية "البشت الحساوي" كواليس وأسرار صناعة البشت إذ تسجل مراحل انتاجه ونقوشه وتاريخه ومواطن سحره وجماله، مسلطة الضوء على الأدوات والعاملين والقماش والطريقة لتكون ألبوماً خالداً لعوالم ومعالم البشت، زاوية جديدة تتخطى ما يظهر في الصورة إلى كل ما يصبغ الألوان ويرسم الفرادة، تعريف من جانب وتشريف من جانب آخر لمكانة "البشت الحساوي" ولمن سخروا أصابعهم وأوقاتهم لسرد عبقريته وتطريز أناقته، إضافة إلى أنها تمثل فرصة وبوابة عبور إلى الحياة اليومية في الأحساء بما تمتلكه من مزايا خاصة وملامح تعبر عنها وحدها من مأكولات "الخبز الحساوي، والأرز الحساوي، والتمر الحساوي" وكذلك الحرف اليدوية، وطبيعة المكان والإنسان. وبينما تبرهن وزارة الثقافة بواسطة فعالية "البشت الحساوي" على براعة اختيار أيقونة تخص كل مدينة في جغرافية الثراء والوفرة المملكة العربية السعودية، فإنها تكشف عن مفهوم جديد في تقديم الموروث والكشف عن هوية وبصمة مختلف المناطق، وتمنح في الوقت نفسه منفذ عبور جاذب وملهم للجيل الحالي من أجل الوصول إلى الأجيال السابقة، كذلك تقترح رمزية للمكان تحقق مبررات الزهو والتمسك بكل ما يثري التجربة الإنسانية والحياتية من خلال توظيف الفن والابتكار في مواصلة الإبداع والعطاء. فعالية "البشت الحساوي" علاوة على أنها منصة ترويج ثقافي للمكان والعناصر الثقافية، إلا أنها حفظت بشكل صلب العلاقة ووثقت للارتباط بين البشت وبين الأحساء، وأثبتت أن البشت أو ما يطلق عليه المشلح والذي هو عباءة رجالية قديمة الحضور وعديدة الوظائف، إلا أن الأحساء وضعت لمستها وتوقيعها على هذه القطعة بمهارة وتميز لتبقى هذه الصناعة وتتطور وتكون مستدامة، تجربة تأتي في سياق جهود وزارة الثقافة للاحتفاء بالعناصر الثقافية المميزة للمملكة العربية السعودية، ومنها صناعة البشوت التي تشتهر بها الأحساء وتعد حِرفة تاريخية تتميز بها وتتوارثها أسرها منذ القدم، عبر محتوى ثقافي متنوع يترجم القيمة الثقافية لهذه الصناعة ويُجسد أهميتها الحضارية والتاريخية.

مشاركة :