كشف تقرير نشرته وكالة «أسوشيتد برس» عن مواصلة ميليشيا الحوثي في اليمن تجنيد الأطفال بعمر عشر سنوات في صفوف المقاتلين، رغم الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، في أبريل الماضي، لوقف مثل تلك الممارسات. ونقل التقرير، اليوم الخميس، عن اثنين من مسؤولي الحوثي أن الميليشيا تواصل تجنيد مئات الأطفال، بعضهم بعمر أقل من العشر سنوات، على مدار الشهرين الماضيين. وكشفوا أنه تم نشر المجندين من الأطفال على خطوط المواجهة. ورغم الدعوات الدولية لوقف تلك الممارسات، التي تعد انتهاكا للقوانين الدولية، إلا أن ميليشيا الحوثي تواصل تجنيد الأطفال، بل وتنادي الأطفال بين أعوام العاشرة واثني عشر بالانضمام إلى صفوف القتال، باعتبارهم من «المقاتلين الرجال». وتدير الميليشيا الحوثية ما تطلق عليه «المخيمات الصيفية» لتجنيد الأطفال ونشر الأيدولوجية المتشددة. وتقام تلك المعسكرات في المدارس والمساجد في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. وتسببت الحرب الجارية في اليمن منذ العام 2014 في مقتل أكثر من 150 ألف شخص، بما فيهم 15 ألف مدني، ودفعت البلد إلى حافة المجاعة، وخلقت الأزمة الإنسانية الأسوأ، بسبب تعنت مليشيات الحوثي. وتقدر بيانات الأمم المتحدة بأن أكثر من ألفي مجند من الأطفال في صفوف ميليشيا الحوثي قُتلوا في جبهات القتال بين يناير العام 2020 ومايو العام 2021. وإجمالا، تقدر الأمم المتحدة بأن أكثر من 10 آلاف طفل على الأقل قُتلوا في اليمن منذ اندلاع الحرب بالعام 2014. وكانت ميليشيا الحوثي قد وقعت مع الأمم المتحدة، في أبريل الماضي، ما أطلقت عليه «خطة عمل» لمنع ممارسات تجنيد الأطفال في صفوف القتال. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الميليشيا التزمت بتحديد هوية الأطفال في صفوفهم والإفراج عنهم في غضون ستة أشهر. ولفت أربعة عمال إغاثة من ثلاث منظمات دولية، تعمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، إلى أنهم لاحظوا تكثيف جهود الحوثيين لتجنيد الأطفال في الأسابيع الأخيرة. ووصف أحدهم أنه شاهد أطفالا صغارا بعمر العشر سنوات وأقل يقفون في نقاط التفتيش على طول الطرق الوعرة، حاملين بنادق وأسلحة آلية. وتم إرسال آخرين إلى صفوف القتال الأمامية. وفي بعض المحافظات، مثل عمران، يجبر مقاتلو الحوثي الأهالي على ضم أبنائهم في معسكرات التدريب الصيفية، وتهديدهم بالاستهداف وحرمانهم من حصص المساعدات الغذائية إذا رفضوا الانصياع إلى تلك الأوامر.
مشاركة :