عندما يرى المشجع الاتحادي وضع فريقه المأساوي الذي وصل إليه الآن يقول بعبارة تلامس الواقع كثيراً (الاتحاد ذهب لنهائي آسيا 2009 ولم يعد من هناك) ويبدو أن هذا أجمل وصف لمشهد "العميد" في الأعوام الأخيرة فبعد خسارة الاتحاد لنهائي آسيا تعرض الرئيس خالد المرزوقي لهجوم مستمر، ومتواصل من بعض الاتحاديين سواء أعضاء شرف أو المنتسبين إليه إعلامياً فأصبحوا يصطادون عليه أخطاء العمل، ويبرزونها للمدرج الاتحادي بكل استطاعتهم حتى باتت أجواء الاتحاد تغلي، وازدادت الأصوات المعارضة لإدارة الطبيب المبتسم خالد المرزوقي على الرغم من العمل الذي قدمه فكان يحمل مشرط الجراحة لفتح شرايين القلب الاتحادي حتى يعود لينبض سليماً معافى فكان ان بدأ عمله نحو هذا الاتجاه فأسس نظام صرف رواتب اللاعبين عبر البنك بشكل منتظم وحتى على الصعيد الفني فلم يكن الاتحاد بذاك السوء الذي يخيل لجماهيره العاشقة فكان ترتيبه ضمن الأربعة الأوائل ونجح في ختام الموسم من تحقيق كأس الملك وعلى الرغم من ذلك رفض البقاء في ظل الأجواء التي شحنت ضده ب"فعل فاعل" كان هدف من قاد حملة إسقاطه إرضاء أشخاص وليس في ذلك مصلحة الفريق، وبعد أن حمل المرزوقي نفسه وترجل عن كرسي الرئاسة الاتحادية تعاقب من بعده إبراهيم علوان ثم محمد بن داخل وأخيراً محمد الفايز الذي قدم لرئاسة كرسي الاتحاد ومعه أعضاء مجلس إدارته تحت مسمى "مجموعة المستقبل" فتح معها الاتحاديون أفاق التفاؤل للمستقبل والنظرة لعودة ناديهم المفقود في طوكيو منذ النهائي الآسيوي وبدأت مجموعة المستقبل عملها نحو بناء "مستقبل الاتحاد" ولأن المال لغة النجاح الأساسية في عالم كرة القدم كانت بوادر "مجموعة المستقبل" ألا تنجح لاسيما في ظل افتقارها للمال وبدأت تتوكأ على عصا التفاؤل والطموح وخلفها يقف الواقع والمنطق وبعيداً عنها ظل المال فكان من الطبيعي أن تسوء نتائج الفريق تدريجياً وتظهر الأصوات من المدرجات غاضبة على حال الفريق العريق وما وصل له من نتائج غير مرضية حتى جاءت مباراة الهلال والتي خسرها الاتحاد 2-4 زادت وضع الفريق سوءاً وأصبح الضغط على إدارة الفايز كبيراً فقرروا تأكيداً على الاسم الذي يحمله مجلس الإدارة "مجموعة المستقبل" أن يتخذوا قراراً قاسياً مضمونه إبعاد قائد الاتحاد محمد نور ومعه نجوم الفريق حمد المنتشري ورضا تكر وبرروا هذه الخطوة بأنها حماية لتأريخ هؤلاء اللاعبين وللاتحاد ومعها قرر نور أن يرحل عن الفريق من دون عودة، وعلق المدافع الصلب رضا تكر حذائه الرياضي واعتزل كرة القدم فيما اختار حمد المنتشري أن يبقى إتحادياً ويواجه هذا القرار حتى عاد للفريق في الموسم الحالي ونجحت الإدارة الشابة من تحقيق كأس الملك بعد ذلك في ختام الموسم الرياضي المنصرم لترفع صوتها عالياً وتؤكد أنها جاءت للإصلاح وليس لغير ذلك. في الموسم الحالي استمر الأسباني الشاب بينات مدرباً للفريق بعد تحقيقه كأس الملك وتعاقد النادي مع لاعبيه الأجانب وجهزوا الاتحاد بالإمكانيات المتاحة والتي هي أقل بكثير من تجهيز فريقٍ بطل فحُرم من لاعبيه الأجانب بداية الموسم بسبب متأخرات مالية استطاعت الإدارة أن تتجاوزها ويشارك الأجانب مع الفريق من جديد إلا أن نتائج الفريق تراجعت تدريجياً وفي الجولة العاشرة التقى الاتحاد نظيره النصر وقائده السابق محمد نور فكان صعباً على المدرج الاتحادي أن يخسر فريقه بنتيجة صفر-3 وخصمهم القائد الأسطوري لفريقهم فكان نتاج ذلك أن هتفوا متحدين لاستقالة الرئيس محمد الفايز والذي لبى هذه الرغبة فخرج من الملعب من دون أن يكمل المباراة وقدم استقالته ليكلف نائبه عادل جمجوم بإكمال الطريق لحين عقد جمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد وخسر الاتحاد في الجولة التي عقبها لقاء الشعلة بنتيجة 1-2 فكان الضحية في ذلك المدرب الأسباني بينات والذي أقيل من منصبه بحجة تردي نتائج الفريق ويدرك كل متابع رياضي أن أسباب تراجع نتائج الفريق الاتحادي هي ظروف بعيدة كل البعد عن النواحي الفنية وأيد ذلك قائد الفريق أسامة المولد حينما ظهر عقب لقاء الشعلة وطالب إدارة النادي بالإسراع بحل الأزمات المالية وصرف مستحقات اللاعبين ولكن يبدو أن صناع القرار في الإدارة الإتحادية قد أعتادوا على رمي سوء النتائج بعيداً عن مجلس الإدارة فكان الضحية بعد خسارة الهلال الموسم الماضي إبعاد نور وزملائه والآن إبعاد بينات وهو الذي ساهم في تحقيق كأس الملك بمجموعة لاعبين شبان ولكنه لم يجد الدعم الكامل من إدارة النادي بعد ذلك فلم توفر له إمكانيات النجاح وحتى اللاعبين الأجانب كانوا على مستوى متواضع مقارنة بباقي الأندية إلا أن إصرار صناع القرار في الإتحاد على أن الخلل بعيد كل البعد عن الناحية الإدارية بناء على القرارات التي تصدر منذ الموسم الماضي باستثناء استقالة رئيس النادي والتي جاءت بعد مطالبات مستمرة وتأكيداً على أن الخلل ليس فنياً في الاتحاد فحال الفريق بعد رحيل بينات لم يتغير للأفضل بل زاد سوءاً بخروج الفريق من كأس ولي العهد على يد الخليج بركلات الترجيح وذلك إثباتاً أن الخلل في الاتحاد يحظى الجانب الإداري منه بنصيب الأسد لذا على رجال الاتحاد ورموزه الذين كانوا داعمين للنادي منذ اعوام أن يتدخلوا لينتشلوا الاتحاد من غياهب الظلام وليعودوا بالفريق للطريق الصحيح فالاتحاد اليوم لا يحتاج لوعود تذاع في القنوات الفضائية ولن ينفعه نقد الإدارة والتي لم تعد تملك أي جديد لتضيفه للفريق في ظل العجز المالي ومحاصرة الديون لها فالمشهد الاتحادي يحتاج اليوم لرجل عاقل يضع يده على الخلل ويؤسس خطوات تصحيح هذا الخلل فالجماهير الصابرة في المدرج نفذ فيها الصبر وهي ترى فريقها الذي كان يتسيد آسيا ويحمل لواء القارة في المحافل العالمية يعاني اليوم من سوء النتائج ومحاطاً بالشكاوى مهدداً بالإفلاس في أي لحظة إن ظل أعضاء شرف الاتحاد متفرجين على حال النادي.
مشاركة :