كلية أميركية توقف أستاذة عن العمل لتضامنها مع المسلمين على «فيسبوك»

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أحالت كلية ويتون، وهي إحدى الكليات الإنجيلية البارزة، أستاذة إلى «إجازة إدارية»، عقب نشرها على صفحتها في «فيسبوك» أن المسلمين والمسيحيين «يعبدون نفس الإله». وأفاد البيان الرسمي الصادر عن الكلية بشأن تعليق عمل لاريشيا هوكينز، أستاذة العلوم السياسية المساعدة بالكلية، أنه «ينبغي على أساتذة كلية ويتون المشاركة في الحديث عن القضايا العامة بطرق تعبر وبأمانة عن معتقدات وإيمان الكلية الإنجيلية». وفي أعقاب احتجاج واعتصام نحو 100 شخص بعد ظهيرة يوم الأربعاء داخل الحرم الجامعي، صرح رئيس الكلية، فيليب رايكن، ورئيس المجلس، ستانتون جونز، أنهما لن يرفعا قرار الإيقاف. ولم يوضّحا مدة إيقاف السيدة هوكينز عن العمل، ولكن بعض قادة الطلاب الذين شاركوا في المحادثات مع الإدارة أكّدوا أن القرار كان نافذا منذ مدّة. ولقد امتنع مكتب الاتصال في الكلية عن التعليق على الأمر. وردد المحتجون هتافات تقول: «أعيدوا الدكتورة هوكينز للعمل»، و«نحن نحب ويتون!»، ولقد ارتدى بعض من النساء الإنجيليات الحجاب تعبيرا عن التضامن. وكانت الدكتورة هوكينز ترتدي الحجاب أيضا في صورة نشرتها على «فيسبوك» بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مصحوبة بتعليق يفيد بأنها تعتزم مواصلة ارتدائه خلال الموسم المسيحي لمجيء المسيح، تعبيرا عن تضامنها الإنساني مع المسلمين. ولم تذكر في تعليقها السبب وراء ذلك، كما لم تستجب لطلبات التعليق المتكررة من طرف صحيفة «واشنطن بوست»، ولكن شهد هذا الخريف ارتفاعا حادا في الخطاب المعادي للإسلام في المجال العام، بما في ذلك مرشحو الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية. ولقد أعجب المئات من الناس بمقالها المنشور على «فيسبوك»، كما أشاد الكثيرون بها عبر التعليقات. وكانت الدكتورة هوكينز كتبت: «إنني أقف في صف التضامن الإنساني مع جيراني من المسلمين لأننا خلقنا من نفس الطينة البدائية، وأننا أحفاد نفس المهد للجنس البشري. وإنني أقف في صف التضامن الديني مع المسلمين لأنهم، مثلي تماما، أنا المسيحية، من أهل الكتاب.. ولكنني كما أقول لتلامذتي، إن التضامن النظري ليس تضامنا على الإطلاق. وبالتالي، وبدءا من هذه الليلة، فإن تضامني هو تضامن مجسد وفعلي». وأشارت إلى مقابلة مجلة «كريستيانتي توداي» مع البروفسور اللاهوتي ميروسلاف فولف، من جامعة «ييل»، حول ذات الموضوع. وقال فولف في تلك المقالة: «لا يعبد كافة المسيحيين نفس الإله، كما لا يعبد كافة المسلمين نفس الإله. ولكنني أعتقد أن المسلمين والمسيحيين الذين يعتنقون التقاليد المعيارية من الإيمان يتبعون نفس الإله، نفس الكينونة، حينما يصلون، وحينما يتعبدون، وحينما يتكلمون عن الرب. إن المرجع هنا واحد لا يختلف. ولكن توصيف الإله يختلف لدى كل طائفة». ولقد كتب نحو 40 طالبا من طلاب الكلية رسالة مساء الثلاثاء يطالبون السيد رايكن بالنظر في قرار الإيقاف. وتنقل الرسالة آراء ائتلاف الطلاب المعنيين والخريجين. حيث تقول الرسالة: «لا نعتقد أن هناك شيئا في تصريحات الدكتورة لاريشيا هوكينز مما يعارض الإيمان بقوة الرب، المسيح، أو روح القدس وأن مسألة الإيمان تعتبر من المكونات الضرورية للانتماء إلى كلية ويتون». كما طالبت الرسالة بإعادة الدكتورة هوكينز إلى العمل. والدكتورة هوكينز، وفقا للطلاب من الاجتماع، هي الدكتورة الوحيدة المعينة في الكلية من أصول أفريقية. ولقد بدا الطلاب منقسمين بشأنها يوم الأربعاء. من جهته، قال لوك نيلسون، وهو طالب في السنة الثانية إن «العقيدة المسيحية تختلف تماما عن العقيدة الإسلامية، ورغم إعجابي بما قالته الدكتورة هوكينز، فإنني لست في وضع يسمح لي بالدفاع عنها». وقال ليفي سودسما، وهو طالب في السنة النهائية، «أثق في الدكتور رايكن وفيما يتخذه من قرارات. كما أن قادة الطلاب لا يمثلون كافة الطلاب في الكلية». حتى أولئك الذين يعارضون إيقاف الدكتورة هوكينز عن العمل، يقولون إنهم يشعرون بأنها قد أسيء فهمها. ولقد ارتدت الطالبة ترامين كاليبو، وتدرس العلاقات الدولية بالسنة الثانية، الحجاب تعبيرا عن تضامنها مع المسلمين، وقالت عن الدكتورة هوكينز: «إنها كانت دائما محل العزاء والتضامن بيننا»، وخصوصا بالنسبة للمهمشين منا، كما أنها كانت دائما ما تساند الطلاب الأفارقة. وأضافت الطالبة كاليبو (19 عاما)، التي نشأت في أوغندا وتعيش حاليا في واشنطن، «أعتقد أنها تعني أن الإسلام والمسيحية واليهودية مستمدة جميعها من التاريخ، وأنها كلها ديانات توحيدية، وأننا جميعنا ننحدر من تاريخ إبراهيمي واحد. لماذا نشعر بالارتياح نحو الكاثوليك واليهود بينما نظل صامتين عندما يتعرض المسلمون للاضطهاد؟» وفي اجتماع مساء الثلاثاء، كان التركيز منصبا على مسألة حرية التعبير والفكر. وقال الطالب كونور جينكينز من السنة الثانية بالكلية: «افتتحت الدكتورة هوكينز ذلك الحوار ثم أوقفت بعد ذلك». كما أعرب الآخرون عن قلقهم حيال ما يشير إليه قرار الإيقاف بشأن تعبير بقية أعضاء هيئة التدريس عن آرائهم في المستقبل على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أحد موظفي كلية ويتون، الذي طالب بعدم ذكر اسمه، إن قرار الوقف عن العمل «يشكل سابقة لما هو مسموح بنشره من قبل الأساتذة على صفحاتهم بموقع فيسبوك. وإذا كانت الدكتورة هوكينز قد استخدمت كبش للفداء، فإن ذلك سوف يرسل برسالة إلى أولئك العاملين بالكلية بالدوام الكامل». وصدر قرار الإيقاف عن العمل بحق الدكتورة هوكينز بعد أقل من أسبوع عقب نشر قادة الطلاب بكلية ويتون خطابا مفتوحا في صحيفة الكلية، يستنكرون فيه التعليقات الأخيرة المثيرة للجدل من قبل جيري فالويل، رئيس جامعة ليبرتي. وأثناء حديثه حول الإرهاب أمام الآلاف من الطلاب، قال الدكتور فالويل محفزا إياهم على تسليح أنفسهم، ومشيرا إلى ذلك سوف «يوقف أولئك المسلمين». ولكنه قال في وقت لاحق إنه كان يقصد المتطرفين منهم فقط. هذا وقد أصدرت إدارة كلية ويتون في وقت لاحق بيانا تشيد فيه بذلك الخطاب المفتوح، وتقول إن قادة رؤساء الكلية يتفقون مع جهود الطلاب في «التصدي للتحديات التي تحدق بأمتنا من خلال احترام كرامة الناس كافة، ونبذ التمييز الديني، ونشر السلام الذي ينتصر على الكراهية». * خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

مشاركة :