توصف جزيرة القيامة، الواقعة في المحيط الهادي، بأنها أغرب جزر العالم، بسبب شكلها الغريب والتماثيل المجهولة المنتشرة على أراضيها منذ مئات السنين، وما زالت حتى الآن تُثير حيرة العلماء والباحثين. 163 كيلومتراً مربعاً تقع جزيرة القيامة، والمعروفة بـ «الفصح»، في المحيط الهادي، وبالتحديد أمام سواحل دولة تشيلي، الواقعة غربي قارة أميركا الجنوبية، التي تُعد أقرب دولة للجزيرة، حيث تبعد عن غرب تشيلي بنحو 3600 كيلومتر. كما تبعد عن شرق جزر بيتكيرن بنحو 2075 كيلومتراً، وتأخذ أرض الجزيرة هيئة المثلث في التكوين والشكل، وتصل مساحتها إلى 163.6 كيلومتر مربع، وحكمت تشيلي الجزيرة منذ عام 1888، وفي عام 1996، انضمت الجزيرة إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو. 300 عام اكتُشفت جزيرة القيامة في الخامس من أبريل عام 1722 عن طريق المستكشف الهولندي، ياكوب روجينفين، الذي يُعد أول زائر أوروبي للجزيرة، وصادفت زيارته واكتشافه للجزيرة يوم عيد القيامة أو الفصح، ومن هنا جاءت تسمية الجزيرة بهذا الاسم. 887 تمثالاً يتمثل أهم ما يميز جزيرة القيامة في وجود 887 تمثالاً ضخماً منتشرة في أنحاء متفرقة على أراضيها، وصُنعت من رماد بركاني بعد كبسه وضغطه وصقله وتسويته. بحسب أراء بعض علماء الآثار. ويبلغ وزن كل تمثال 50 طناً، وطوله 32 متراً، ويوجد لبعض هذه التماثيل غطاء مستدير حول الرأس وزنه 10 أطنان. وتظهر هذه التماثيل بملامح نصف بشرية بلا أطراف، بعضها برأس كبير بلا جذع، وبعضها الآخر نصفه فوق الأرض ونصفه الثاني تحت الأرض، وتوجد تماثيل برأس فقط، وتوجد تماثيل أخرى بذراع وأرجل، فهي تختلف في أشكالها، ولكن الغالب فيها هو كونها تماثيل برأس فقط. 111 نسمة تشير دراسات وأبحاث بعض العلماء إلى أن شعباً يُعرف بـ «البولينيزيون» سكن جزيرة القيامة في الألف الأول الميلادي، وقد تناقص عدد سكان الجزيرة حتى بلغ 3 آلاف شخص في عام 1722، وهو العام الذي اكتُشفت فيه الجزيرة على أيدي المستكشف الهولندي، ياكوب روجينفين. وبعدها، توالت زيارات البحارة الأوروبيين للجزيرة، وقد نقلوا إلى سكانها العديد من الأمراض، وبسبب ذلك انخفض عدد سكان الجزيرة حتى بلغ 111 فرداً فقط في عام 1877. كارثة وهجرة جماعية في القرن العشرين، توجهت العديد من فرق الأبحاث الأوروبية إلى جزيرة القيامة لفك ألغاز التماثيل المنتشرة على أراضيها، ففي عام 1914 زارها فريق بحث بريطاني، وفي عام 1934 زارها فريق بحث فرنسي. وأشارت دراسات بعض الفرق البحثية إلى أن الجزيرة كانت مليئة بالسكان من شعب غير محدد، ومعروف من العصر الحجري الأخير، أي قبل الميلاد، وصنعوا التماثيل في القرن الأول، وفي عام 1680 حدثت كارثة في الجزيرة، وبسببها هاجر السكان الجزيرة بشكل جماعي، وبعد فترة جاءت شعوب أخرى إلى الجزيرة، وهم من جزر ماركيز الفرنسية التي تبعد عن الجزيرة بنحو 5 آلاف كيلومتر، واستقروا فيها، وأطلقوا على التماثيل اسم «مواي». وسبق لفريق دولي من الباحثين أن حلل التركيب الكيميائي للأدوات المستخدمة في صنع التماثيل الرمزية المتشابهة في الجزيرة، وتوصل إلى أدلة تشير إلى حضارة راقية كان أفرادها يتعاونون ويتشاركون المعلومات، حيث أظهرت نتائج التحليل الكيميائي لهذه الأدوات مستوى عالياً من التعاون في تصنيع التماثيل. هل صنعت التماثيل كائنات فضائية؟ من بين عشرات النظريات التي دارت حول جزيرة القيامة وتماثيلها المجهولة، هناك نظرية تنسب صنع التماثيل إلى كائنات فضائية قدمت من الفضاء الخارجي، ولم تستطع العودة إلى كوكبها الأصلي، فصنعت هذه التماثيل حتى تستطيع ملء فراغها. ويستند أصحاب هذه النظرية للتدليل على صحة نظريتهم إلى أن الدقة في أماكن تواجد هذه التماثيل تمثل رموزاً فلكية معقدة، ويظهر بذلك تعامدها لأشعة الشمس، وأيضاً الرسومات والمنحوتات الصخرية والخشبية تغطيها رموز معقدة ومبهمة، الأمر الذي يشير إلى تواجد حضارة ذكية اختفت بشكل غامض. تغيرات مناخية حادة في يونيو من عام 2020، نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية على موقعها الإلكتروني، تقريراً عن دراسة تفك جزءاً من ألغاز جزيرة القيامة، حيث قال علماء، إنهم توصلوا إلى تفسير الانهيارات الديمغرافية والجغرافية التي وقعت في الجزيرة، وأشاروا إلى أن الانهيار بدأ قبل نحو 500 عام نتيجة تغيرات مناخية، مثل الجفاف وانخفاض قدرة أراضي الجزيرة على إمداد السكان بالغذاء اللازم، الأمر الذي أدى إلى الانخفاض الحاد في عدد السكان. لغة مجهولة عُثر في جزيرة القيامة على 24 لوحاً خشبياً تُعرف باسم «رونغو رونغو»، وهي من أغرب الأشياء التي عُثر عليها في الجزيرة، وقد أثارت حيرة العلماء والباحثين، حيث كُتب عليها بخط ولغة غير معروفة، حتى في اللغات القديمة المندثرة، وحتى الآن لم يستطع أحد أن يفك شفرتها.
مشاركة :