داعش يزداد قوة ونفوذا في منطقة الساحل الافريقي

  • 6/18/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باماكو - وسع الجهاديون المرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية نطاق نفوذهم في منطقة في الوقت الذي كان يسود فيه اعتقاد بأن وجودهم تقلص إلى حدّ كبير، لكن تنامي هجمات الجماعة المتطرفة في الفترة القليلة الماضية أظهر أنها أعادت تريب صفوفها، لتؤكد بذلك حضورها لقوي عبر سلسلة غير مسبوقة من المجازر بحق المدنيين. وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى ضعيفا قبل ستة أشهر بعد خسارة عدد من قادته، بدءا من مؤسسه المغربي عدنان أبووليد الصحراوي الذي قُتل في أغسطس/اب 2021 في مالي بضربة نفذتها قوة برخان، القوة الفرنسية المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل. وفي مواجهة تنامي الهجمات الجهادية والاحتجاجات المتزايدة ضد الوجود الفرنسي، جعلت فرنسا الملتزمة عسكريا منذ 2013، تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى في يناير/كانون الثاني 2020 أولوية لها ولحلفائها في المنطقة النائية والقاحلة الشاسعة المعروفة باسم المثلث الحدودي، بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير/شباط 2021 أن التنظيم "فقد السيطرة ويتكبد خسائر كبيرة". ويُعتقد أن الجماعات التي تقاتل تحت راية القاعدة المنافسة تفوقت على تنظيم الدولة الإسلامية بقوة السلاح، على الأقل في مالي. وقال سولي أومارو المستشار السابق للرئيس النيجيري محمد يوسفو والذي يعمل حاليا في المنظمة غير الحكومية "منتدى المنظمات غير الحكومية للمواطنة المسؤولة" إنه "بينما كنا نعتقد أننا قضينا على الإرهابيين كانوا يعيدون تنظيم صفوفهم". وقال الباحث الفرنسي المتخصص في المنطقة ماتيو بيليران إنه "على الرغم من القضاء على القادة الرئيسيين للمنظمة أو اعتقالهم بقيت الكوادر المتوسطة في كثير من الأحيان في أماكنها ولم تتوقف ديناميكية التجنيد". وفي غياب تبن منهجي للعمليات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، تنسب أعمال إليه في الأماكن التي كان نشاطه فيها الأقل في الماضي، مثل شمال وشرق ميناكا أو منطقة تالاتاي في مالي. وقال عضو مجلس محلي مالي طالبا عدم كشف هويته لأسباب أمنية "من غورما المالية على الحدود بين مالي والنيجر إلى أودالان (شمال بوركينا فاسو) إنهم هنا ويتمددون". ورأى ماتيو بيليران أنه "بقدر ما تكون الأرض التي تنشط فيها الجماعة محدودة، بقدر ما تعرض نفسها للخطر لذلك يرتبط بقاؤها بتوسعها". و في يونيو/حزيران وحده، رُصد أثر تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى على بعد مئات الكيلومترات عن أندريامبوكاني (مالي، على الحدود مع النيجر) في معارك ضد الجنود الماليين ومجموعات مسلحة موالية للحكومة. وفي 11 و12 من الشهر ذاته في سيتانغا (شمال بوركينا فاسو) حيث قتل 86 مدنيا في مجزرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. كما رصد في منتصف الشهر الحالي في تيسيت (مالي) في اشتباكات مع القاعدة تحدثت عنها مصادر محلية. وقال بيليران "نعم المجموعة قادرة على العمل على هذه الجبهات الثلاث في وقت واحد". ومنذ 2021، تغير المشهد الاستراتيجي، فالفرنسيون وحلفاؤهم لم يعودوا في طليعة القتال في مالي إلى جانب الجيش الوطني. وقد طردهم المجلس العسكري الحاكم في باماكو واستدعى الروس. ويستعد الفرنسيون لمغادرة قاعدتهم الأخيرة في مالي و"إعادة تنظيم" قواتهم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير مؤخرا إنه من المرجح أن يؤدي الانسحاب الفرنسي إلى "فراغ في بعض المناطق يمكن أن تستغله الجماعات الإرهابية المسلحة". وحذر في رسالة وجهها إلى رئاسة مجلس الأمن من أن الانسحاب وتدهور الوضع الأمني على الحدود الثلاثة "سيكون لهما تداعيات على حماية المدنيين". ويشير مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم كشف هويته إلى أنه "لم يسبق أن وقعت في منطقة الساحل سلسلة من المجازر المتتالية بهذا الشكل". وقال تحالف لمنظمات غير حكومية في غرب إفريقيا في تقرير نُشر الخميس إن عدد المدنيين الذين قتلوا في هجمات نسبت إلى جماعات متطرفة تضاعف تقريبا منذ 2020 في وسط منطقة الساحل. و قبل سايتينغا وقعت مذابح معظمها لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها في تامالات (مالي حوالي مئة قتيل في مارس/اذار 2022) وواتاغونا (مالي، نحو خمسين قتيلا في أغسطس/اب 2021) وتيليا (النيجر، 141 قتيلا في مارس/اذار 2021). وتقع كل هذه البلدات على الحدود. وأكد رئيس النيجر محمد بازوم في منتصف مايو/ايار أن المنطقة "تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، بينما قال الأستاذ في جامعة نيامي أمادو باونتي إن تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى "انتعش"، مضيفا أن هذا التنظيم "برهن دائما على أن الوحشية والعنف في موروثاته". ويعاقب التنظيم المتطرف القرى التي يتهمها بالتعاون مع أعدائه. وقال إبراهيم يحيى إبراهيم من مجموعة الأزمات الدولية إن التنظيم "وسّع تعريفه للردة ليشمل تقريبا أي شخص يختلف معه".

مشاركة :