أشار مستوردون في ألمانيا وإيطاليا وسلوفاكيا والنمسا إلى تخفيضات في كميات الغاز الواردة من "غازبروم"، حيث أصبحت أسواق الطاقة نقطة صراع بين روسيا وغرب القارة. وذكرت وزارة الطاقة النمساوية أن البلاد تتلقى نحو نصف إمداداتها المعتادة من الغاز من شركة غازبروم بي جيه إس سي لليوم الثالث على التوالي، لكنها مازالت قادرة على زيادة مخزونها، استعدادا للشتاء. ووفقا لـ"الألمانية"، أضافت الوزارة في بيان إلى وكالة الأنباء النمساوية (إيه.بي.إيه)، في أول تعليق عام بشأن حجم التقليص "تراجعت إمدادات الغاز من روسيا بنحو 49 في المائة"، حسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس. وقالت الوزارة إن مستويات التخزين استمرت في الارتفاع، الجمعة، وإن ذلك بوتيرة أبطأ، ووصلت إلى نحو 41 في المائة من القدرة الاستيعابية. ولا يزال العرض يتجاوز الطلب الموسمي، وستدرس الحكومة تنفيذ قيود على المستخدمين الصناعيين فقط إذا كان هدف الوصول إلى مستويات تخزين 80 في المائة بحلول بداية الشتاء في خطر. من جانبها، ذكرت شركة إيني إس بي أيه الإيطالية في موقعها الإلكتروني أن عملاق الغاز الروسي غازبروم سترسل كميات الغاز بنفس معدلات الأيام السابقة. وكانت "إيني" قد ذكرت الجمعة أن "غازبروم" خفضت صادراتها من الغاز إلى إيطاليا بـ50 في المائة، وأشارت شركة جيستور ميركاتي إنيرجيتسي الإيطالية، الجمعة، في مذكرة إلى أن إمدادات "إيني" من الغاز إلى إيطاليا من روسيا أمس تم فقط " تأكيدها جزئيا" ويشكل خفض تدفقات الغاز تحديا خطيرا لإيطاليا، التي تعتمد على روسيا في سد 40 في المائة من وارداتها من الغاز، والتي تستخدم مشتريات الغاز خلال شهور الصيف لملء الخزانات لفصل الشتاء. وربما تطبق إيطاليا خطة طوارئ بشأن الغاز في أقرب وقت ممكن الأسبوع الجاري إذا واصلت روسيا فرض قيود على إمداداتها، حسبما ذكرت "بلومبيرج". وربما يمهد ذلك الطريق لإنتاج أكبر من محطات الفحم الست العاملة بالفعل في إيطاليا، ولكن من المقرر إغلاقها مع حلول 2025. ويرى رئيس الوكالة الألمانية الاتحادية للشبكات، كلاوس مولر، أن روسيا تتبع استراتيجية واضحة في خفض إمدادات الغاز. وقال مولر في تصريحات أمس: "روسيا تورد كميات أقل بكثير من الغاز لألمانيا وأوروبا منذ أيام. هذا من شأنه أن يزعجنا ويرفع الأسعار. لهذا السبب تنظم الحكومة الألمانية (استيراد) مزيد من الغاز المسال، كما دخل قانون تخزين الغاز حيز التنفيذ. توفير الغاز وتخزينه لفصل الشتاء أمر ملح". وخفضت شركة غازبروم الروسية، المملوكة للدولة، تدفق الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" عبر بحر البلطيق خلال الأيام الماضية. وقد تم تبرير ذلك بالتأخير في إصلاح توربينات الضاغط، وصنف روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني، هذا الخفض على أنه ذو دوافع سياسية. ووصفت الوكالة الألمانية للشبكات مجددا وضع الإمدادات بأنه "متوتر". وبحسب تقريرها اليومي، فإن إمدادات الغاز مستقرة في الوقت الحالي، حيث إن أمن التوريد في ألمانيا مضمون حاليا. وكانت "غازبروم" خفضت في السابق تدفقات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم إلى 40 في المائة من الحد الأقصى للإنتاج. وبحسب الوكالة الألمانية للشبكات، فإن الشركات المتضررة من عدم التسليم يمكنها حاليا شراء هذه الكميات من أماكن أخرى في الأسواق. وذكرت الوكالة أن أسعار الجملة ارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة انخفاض العرض واستقرت أخيرا عند مستوى أعلى، مضيفة أنه لا يزال من الممكن تخزين الغاز. وتبلغ مستويات التخزين الحالية في ألمانيا نحو 56.7 في المائة.
مشاركة :