صدر عن دار فراديس للنشر الجزء الرابع من سلسلة نكهة الماضي للقاص والمترجم مهدي، إذ تضمن هذا الجزء على مواد تاريخية مترجمة، وأخرى معدة حول مملكة البحرين، خلال القرن العشرين، وبالتحديد العقود السبعة الأولى منها. ويأتي هذا الكتاب استكمالا للأجزاء الثلاثة السابقة حيث صدر الجزء الأول باللغتين العربية والإنجليزية في عام 1994، تلاه الجزء الثاني باللغة العربية في عام 1996، ثم الجزء الثالث باللغة العربية أيضا في عام 2007. ويقول مهدي عن مصادر كتابه بأنها متنوعة بعضها جاء باللغة العربية والأخرى باللغة، ومنها وثائق الإرسالية الأمريكية في الخليج العربي، والتقارير السنوية لحكومة البحرين، الصادرة باللغة الإنجليزية من الأربعينيات حتى الستينيات وكتاب (البحرين ترحب بكم) لجيمس بلجريف وكتاب (من بدايتنا حتى يومنا الحاضر) لنانسي خضوري، و(مشاهد الحياة المتغيرة) للباحثة أنجيلا كلارك وكتاب (ساحل القراصنة) لتشارلز بلجريف. علاوة على المصادر العربية الكثيرة، وتتضمن كتبا ومجلات بحرينية مختلفة وجرائد قديمة وندوات ومحاضرات حول تاريخ البحرين وتراثها. كما يشمل الجزء الرابع من نكهة الماضي على العديد من الصور القديمة التي ينشر بعضها لأول مرة، إلى جانب المواضيع التي تتطريق لكتاب البحرين ترحب بكم، ومدن وقرى البحرين في الخمسينيات، وحكايات بنكهة برتغالية، وذكريات أجنبيين عن البحرين، واليهود في البحرين، وكذلك عن خليل عقاب الذي أبهر البحرنيين بفنونه. إضافة إلى مواضيع بعنوان ربع سكان البحرين يصابون بالأنفلونزا، ومستشفى نواياه غير حسنة، والحباري والغزلان في أم النعسان، ويتطرق الكتاب إلى جرائم الخمسينيات، إلى جانب الحياة الثقافية في البحرين في العشرينيات، وتاريخ الزراعة البحرين، ورمضان في منتصف الستينيات، وقرى البحرين المندثرة، والصحافة والإذاعة في بداية السبعينيات، وتحريم التصوير، والتسلسل إلى البلاد قديما، وتقرير فالانس عن التعليم. وقد جاء تحت موضوع مدن وقرى البحرين في منتصف الخمسينيات، حديث حول المنامة يقول فيه المؤلف تقع مدينة المنامة، عاصمة البحرين، التي كان يبلغ عدد سكانها 648، 390 نسمة في عام 1950 على الساحل المنخفض في الطرف الشمالي لجزيرة البحرين. ومعظم أجزاء المدينة لا يزيد ارتفاعها عن قدمين أو ثلاثة أقدام عن مستوى سطح البحر وعلى عمق صغير تحت الأرض يوجد ماء مالح قليلا وهو السبب في الرطوبة الزائدة خلال فصل الصيف. وتمتد المدينة لمسافة ميل ونصف الميل على الساحل الشمالي وحوالي نفس المسافة بإتجاه الساحل الشرقي وبالرغم من أن المنامة ومعناها مكان النوم بدأ انشاؤها حسبما هو معروف في القرن الخامس عشر الميلادي وقد ذكرها البرتغاليون في وثائقهم، إلا أنها لا تحتوي على أية مبان قديمة، وربما كان أقدم أثر تذكاري فيها هو قبر الشيخ أحمد آل خليفة الذي فتح البحرين في عام 1783 >>. ويتابع إن المنظر الأكثر جاذبية للمنامة هو من جهة البحر. فلدى الوصول إلى الميناء من السعودية يشاهد المرء صفا طويلا من المنازل العالية البيضاء المزينة بشرفات مظللة (فرندات) ترتفع فوق الماء ذي اللون الساحر. وحول رصيف الجمارك الذي يمتد داخل البحر لمسافة ربع ميل هناك عادة ما بين 70 إلى 80 مركبا صغيرا و(لنشا) التي تملأ أطقمها سلع الشحن الرصيف عن آخره. وتخترق سماء المدينة منارتان أو ثلاث أعلاها ارتفاعها منارة مسجد الجمعة (جامع الفاضل) بينما يمكننا أن نرى على الساحل، في الجهة الشرقية من المدينة، أبراجا هوائية جميلة كانت تستخدم لاجتذاب النسيم اللطيف قبل مجيئ أيام المراوح الكهربائية ومكيفات الهواء. ويضيف في حديثه عن المنامة بالقول أن معظم البيوت مبنية من الأحجار المرجانية التي تستخرج من باطن البحر على عمق منخفض حيث يتم جعلها مستوية وملساء ثم صباغتها باللون الأبيض. ومن المميزات الملحوظة للعمارة البحرينية استخدام قطع مسطحة كبيرة من الحجارة المرجانية بين أعمدة البناء في جدران البيوت.
مشاركة :