لطالما مثل ظهور الشعر الأبيض هاجساً كبيراً للنساء يشعرهن بالقلق ويعرضهن للإحراج، لكن هناك من قررن التمرد والاستمتاع بهذا الشيب أو ما أصبح يطلق عليه الخصلات الفضية. ومع استمرار الضغط الاجتماعي على النساء ليظهرن على نحو أكثر شبابا، أصبح ترك الشعر باللون الرمادي دون صبغة رائجا. لندن - أثارت مجموعة “خصلة فضة” التي دشنتها نساء مصريات ليُعلن بكل فخر اعتزازهن بالشعر الأبيض والكف عن استخدام الصبغات لإخفائه والتوقف عن الامتعاض عند السؤال “لماذا لا تخفين شعرك الأبيض، إنه يزيد عمرك؟” اهتمام النساء في العالم العربي. وأكدت القائمات على المجموعة وهن منى الشناوي، ميار مكي، رشا عاصم، ومنة طارق، في تصريحات إعلامية رغبتهن في دعم السيدات صاحبات الشعر الأبيض ودعمهن في تقبل الآخرين لهن. وأكدن أن السبب وراء اتخاذهن هذا القرار هو التصالح مع النفس بشكل كبير وحب الحياة. وقالت خبيرة التجميل نرمين رفلة، إن هناك الكثير من السيدات يرغبن في تغيير شعرهن بسبب مرورهن بظروف وأوقات صعبة، وإنها تؤيد وتدعم كل السيدات في تقبل شكلهن مهما كان. سوسن بدر رفضت وصف إطلالتها بالشعر الأبيض بالجريئة، مؤكدة أنها تراها "واقعية" ومناسبة لمرحلتها العمرية الراهنة سوسن بدر رفضت وصف إطلالتها بالشعر الأبيض بالجريئة، مؤكدة أنها تراها "واقعية" ومناسبة لمرحلتها العمرية الراهنة من جانبها، قالت المدربة داليا كمال إن كل سيدة عليها أن تقوم بما تحب لأجل نفسها وأن تعمل على رفض أي طاقة سلبية تؤثر عليها وعلى صحتها النفسية. أما الفنانة منال محيي الدين، عازفة الهارب الشهيرة، فقالت إنها اتخذت قرار تركها للشعر الأبيض منذ فترة كورونا، موضحة أن الفنانة سوسن بدر هي السبب الرئيسي الأول، متابعةً “كانت بدر هي مصدر إلهام كبير لي، وزوجي كان داعمًا لي في هذه الخطوة”. ورفضت الفنانة سوسن بدر وصف إطلالتها بالشعر الأبيض بالجريئة، مؤكدة أنها تراها “واقعية” ومناسبة لمرحلتها العمرية الراهنة، لافتة إلى أنها لا تحب خداع نفسها، ولا تخشى آثار الزمن وتجاعيده على وجهها، لأن كل علامة تمثل ذكرى لمرحلة مهمة في حياتها. ويبدو أن اتجاه الشعر الرمادي #greyhair أصبح عالميا بين نجمات السينما مثل هيلين ميرين وجين فوندا وإيل ماكفرسون وكايلي مينوغ وشارون أوبسبورج. ونقل موقع “إنسايدر” الأميركي عن جاك مارتن خبير العناية بالشعر الشهير فى هوليوود قوله إن أغلب السيدات أصبحن أكثر تقبلا وإدراكا لقيمة وجمال الشعر الأبيض وخاصة بعد قضاء أشهر في الحجر المنزلي دون استخدام الصبغات خلال جائحة كورونا. وبعد إجراءات التخفيف أصبحت أكثر النساء يتركن الشعر الأبيض كما هو إلا أنه ينصح السيدات كبداية بقص الشعر لأقل درجة ممكنة ليسمحن للأبيض منه باتخاذ أفضل شكل. اتجاه عالمي ☚ تلوين الشعر الرمادي أو الأبيض طقس مهم للملايين ☚ تلوين الشعر الرمادي أو الأبيض طقس مهم للملايين حقق هاشتاغ #greyhair ملايين المشاركات من نساء حول العالم يدعمن فكرة الشعر الأبيض الذي أصبح نوعا من التعبير عن الاستقلالية أو كأن المرأة توجه رسالة إلى العالم مفادها “هذه هي أنا ولن أكون أحدا غيري”. وتلعب مواقع التواصل دورا كبيرا لتغيير النظرة النمطية عن النساء والشعر الأبيض بل أصبح الإبقاء عليه يزيد من جاذبية المرأة وهي الموضة الجديدة التي باتت تعبر عن شخصية المرأة العصرية. المنشورات الصريحة جعلت من وسائل التواصل الاجتماعي الأداة المثالية لهذه الحركة النسائية الجديدة. ويقول أخصائيون إنها يمكن أن تصبح مفيدة في التخلص من معتقداتنا الذاتية الضارة حول الشيخوخة، وإعادة ضبط التصورات عن جمال الأنثى. ورصدت مجلة “فوغ” النسائية زيادة كبيرة في أعداد السيدات اللاتي لا يستخدمن صبغة الشعر وفي استطلاع للرأي أجري مع عدد من السيدات فوق الخمسين تبين أن نصف السيدات يتقبلن الشعر الأبيض ولا يخفين الشيب وهي نسبة كبيرة، كما وصفتها المجلة مقارنة مع النسب السابقة. وقالت إن ذلك دليل على تغير النظرة للشعر الأبيض فقد كانت أغلب النساء من قبل تهرعن إلى إخفاء الجذور البيضاء فور ظهورها لما تسببه من شعور بالحرج أو بالتقدم في العمر. وقالت سارة هاريس محررة مجلة “فوغ” البالغة من العمر 61 عاما إنها سعيدة بشعرها الأبيض ولا تفكر في تغيير لونه فقد كانت ترى معاناة والدتها مع الصبغات وزياراتها المتكررة لمصففي الشعر لتخفي ما لا يمكن إخفاؤه وأضافت “من الجيد حقا أن نرى المزيد من النساء يتخلصن من هوس الشعر المصبوغ ولكنني أتفهم الضغط الذي يتعرضن له اجتماعيا وهواجس التقدم في العمر ومحاولة الظهور بمظهر أصغر”. وأشارت إلى أن الشعر الأبيض أصبح علامة نضج وجاذبية تماما مثلما هو عند الرجال وليس علامة ضعف أو شيء يدعو للخجل ولذلك فإن عدد النساء اللاتي يتحولن للشعر الأبيض أو يطلبن من مصففي الشعر الصبغات الرمادية أو تبييض الشعر زاد بنحو 800 في المئة عن سنوات سابقة وبعضهن ما زلن في الأربعين لكنهن حريصات على إظهار خطوط الشيب وعدم إخفائها. خبراء التجميل الذين استعانت بهم المجلة أكدوا أن الشعر الأبيض أو الرمادي يعطى المرأة سنا أقل من عمرها بنحو عشر سنوات على عكس الشائع كما أنه يجعل بشرتها أكثر نضارة وصحة. وللشعر الأبيض فوائد عديدة أخرى فهو أقل تكلفة كما أن صحة الشعر تتحسن لعدم استخدام الكيماويات الموجودة في الصبغات وبفضل عدم اللجوء إلى تفتيح الشعر لما فيه من أضرار على الشعر وإضعاف لخصلاته والأفضل تركه بلونه الطبيعي. وقالت نرمين عبدالقدوس، خبيرة تجميل، إن المرأة يجب أن تكون متصالحة مع شعرها، وتختار اللون الذي تحبه، وليس الذي يعجب الأشخاص، مشيرة إلى أن لون الشعر له علاقة، بالحالة النفسية لكل سيدة أو فتاة. كيف وصلنا إلى هنا؟ ☚ يجب تقبل الشكل مهما كان ☚ يجب تقبل الشكل مهما كان على الرغم من الإنجازات التي حققتها النساء في السنوات الأخيرة، إلا أن النجاح والثقة بالنسبة إلى الكثيرات لا يزالان متشابكين بشكل وثيق مع المظهر الشاب. لا يزال تلوين الشعر الرمادي أو الأبيض طقسًا مهمًا لملايين النساء منذ القرن الماضي. منذ الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، روجت شركات لمنتجات تلوين الشعر للنساء من خلال مخاطبة مخاوفهن من الشيخوخة. أعلنت الإعلانات أن الشعر الرمادي “قد يكون تدميرًا لحياة“، ويترك المرأة “مدفونة تحت لون باهت“. وبدا أن في حياة كل امرأة هناك لحظة مميزة عندما يكون الشعر الرمادي المرتبط عادة بالتقدم في العمر أول ظهور له غير مرحب به. وتقول صحافية “عندما كان عمري 29 عامًا، ذهبت إلى المكتب ذات يوم وشعري على شكل ذيل حصان. ابتسم زميل في العمل وقال “انظري، يمكنني رؤية شعر رمادي!” فيما حذرني زميل آخر “نتف شعرة واحدة بيضاء، يعني أن ثلاثة آخرين سيحضرون جنازتها!”. وتضيف “عندما سألت ابنتي البالغة من العمر ثماني سنوات لماذا تعتقد أن النساء يصبغن شعرهن، أجابت، “لأنهن لا يرغبن في أن يُطلق عليهن نساء كبيرات في السن”. وتتابع “بعد البحث على الإنترنت عن ألقاب لوصف النساء الأكبر سنا، لاحظت مصطلح ‘مشاكسة فضية’ في بعض الأحيان. لكننا لا نسمع هذا المصطلح المثير للإعجاب بقدر ما نسمع التعبير الأكثر شيوعًا، ‘كوغار’، والذي غالبًا ما تكون له دلالات سلبية عن النساء المسنات اليائسات المتسكعات في محاولة لجذب الرجال الأصغر سنًا”. وتقول “في حين أن الشعر الرمادي قد اكتسب شعبية أكبر مؤخرًا، حيث تعمدت بعض النساء صبغ خصلاتهن للحصول على مظهر فضي، إلا أن قبوله يقتصر حتى الآن على الأوساط الاجتماعية الحصرية نسبيًا – أي النساء المشهورات أو الشابات أو كلتيهما. لكنني لست مقتنعة بأن بقيتنا سيحصلن على نفس الاستقبال الإيجابي. ما لم تكوني مشهورة أو ما زلت تحصلين على بطاقات في متجر البقالة، فإن شعرك الرمادي أو الأبيض قد يبدو وكأنك خسرت الحرب”. وتؤكد “إذا قررنا صبغ شعرنا، فنحن متواطئات في الانغماس في تفضيل مجتمعي غير واقعي لإخفاء أي علامات تقدم في العمر. إذا سمحنا لشعرنا الرمادي بالنمو بحرية، فقد يتم وصفنا بالجرأة والشجاعة في أحسن الأحوال، ولكننا نخاطر أيضًا بأن يُنظر إلينا على أننا غير مهذبات، وغير مهتمات، وباهتات”. إن أنماط التفكير وردود الأفعال المتعلقة بالعمر متأصلة في الثقافة لدرجة أن الأغلبية يفتحون أفواههم ويصدرون أحكامًا مؤذية وبغيضة ضد النساء. أنماط التفكير المتعلقة بالعمر متأصلة في الثقافة لدرجة أن الأغلبية يصدرون أحكامًا مؤذية وبغيضة ضد النساء وفي ثقافتنا المهووسة بالشباب، أصبحت المسنات غير مرئيات. إذا تجرأن على وضع أنفسهن في مرمى البصر، فقد يصبحن أهدافًا لهذا النوع من التمييز ضد الشيخوخة المهين. يعاني الرجال والنساء على حد سواء من المحو الاجتماعي للمسنين، لكنه أسوأ بالنسبة إلى النساء. علاوة على الجمال الأنثوي، فإن النساء الأكبر سنًا يجدن أنفسهن في الكثير من الأحيان في حلقة الوصل الرهيب بين التحيز الجنسي والتفرقة العمرية. هذا السؤال عن كيف تكون النساء، وهن ينتقلن من منتصف العمر إلى الشيخوخة، يشبه إلى حد كبير معضلة الذات المراهقة. في ذلك الوقت، كان الجسد الطفولي يتحول إلى مرحلة البلوغ، وعلى الرغم من أن هذه الوجهة كانت هي المكان الذي يرغب فيه معظم البشر، إلا أن عدم الإلمام بالذات المتغيرة، وضغوط الموضة والثقافة الشعبية غالبًا ما جعلت الانتقال محرجًا ومؤلما. في كتابها The Fountain of Age (1993)، اعترفت الكاتبة النسائية الرائدة بيتي فريدان بأنها في الخمسينيات من عمرها “لم ترغب حتى في التفكير في العمر”؛ لقد كانت حبيسة الإنكار. في كتابها السابق The Feminine Mystique (1963)، رفضت فريدان، البالغة من العمر 35 عامًا حينها، السماح بتعريف النساء على أنهن أشياء جنسية، وفي كتابها عن العمر، رفضت السماح بتعريف النساء أو الرجال فوق 65 عامًا على أنهم أشياء يلزمها “رعاية”، أو تعريف الشيخوخة على أنها “مرض” يجب “الشفاء منه”. ناضلت الحركة النسوية بشدة من أجل حقوق المرأة، ولكن على الرغم من قيام بعض قادة الحركة مثل فريدان بالبحث الشامل والكتابة عن النساء والشيخوخة، إلا أن التمييز ضد الشيخوخة لا يزال قائماً، وهو آخر “المذاهب” غير المرغوب فيها التي لم يتم ذكرها على الإطلاق. النساء المسنات يبقين في الخلفية؛ في الحياة الواقعية، تعتبر النساء المسنات من أكثر الأشخاص تهميشًا في المجتمع. تميل النسويات عادة إلى معالجة الأمور التي تؤثر على الشابات. وهذا انعكاس لسن النساء المشاركات في المعارك من أجل المساواة في الأجور، وإجازة الأمومة مدفوعة الأجر واستدعاء التحرش الجنسي. للأسف، عندما يتعلق الأمر بالنساء المسنات، فإن النساء الأصغر منهن لا يرينهن. والنتيجة تكون الحرمان المتبادل: النساء المسنات ليست لديهن فرصة للمساهمة بخبرتهن وحكمتهن، والشابات ليس لديهن نماذج يحتذى بها لتظهر لهن كيفية إدارة الشيخوخة التي لا مفر منها.
مشاركة :