برلين - ستتخذ ألمانيا إجراءات طارئة لتأمين إمداداتها من الغاز في مواجهة انخفاض الكميات الروسية المسلّمة، بما في ذلك زيادة استخدام الفحم، كما أعلنت الحكومة الأحد. وتسعى دول الاتحاد الأوروبي للتخلي بنفسها عن موارد الطاقة الروسية، لكنها لا تزال منقسمة بشأن فرض حظر على الغاز الروسي لأن العديد من الدول الأعضاء تعتمد بشكل كبير على إمدادات موسكو. وقالت وزارة الاقتصاد في بيان "بهدف تقليل استهلاك الغاز، يجب استخدام كميات أقل من الغاز لتوليد الكهرباء. وبالتالي، سيتعين استخدام محطات الطاقة العاملة بالفحم بشكل أكبر". وتأتي هذه الخطوة ردا من الحكومة الألمانية على إعلانات شركة "غازبروم" الروسية خفضا في شحنات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم، على خلفية المواجهة بين الدول الغربية وروسيا في سياق الحرب في أوكرانيا. ويعد هذا القرار بمثابة تحول في مسار هذه الحكومة الائتلافية التي تضم عددا كبيرا من المدافعين عن البيئة، والتي تعهدت التخلص التدريجي من الفحم بحلول العام 2030. وعلّق وزير الاقتصاد روبرت هابيك في بيان "إنه أمر مرير لكن من الضروري تقليل استهلاك الغاز". وتشمل حزمة الإجراءات التي أعلنت الأحد، نظام "مزاد" لبيع الغاز للصناعيين، ما سيسمح، وفقا لبرلين، بخفض الاستهلاك في قطاع التصنيع الألماني. كذلك، يفترض تخصيص اعتمادات جديدة من المصرف العام "ك.ف.دبليو" لضمان ملء خزانات الغاز في البلاد التي فيها حاليا 56% من سعتها القصوى. ولخص هابيك الوضع قائلا "أمن الإمدادات مضمون" لكن "الوضع حساس". وتضغط موسكو التي دخلت حربها في أوكرانيا شهرها الرابع في المكان الأكثر ايلاما بالنسبة الى اوروبا التي تحصل على نحو 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وذلك بهدف زعزعة اقتصادات دولها. وتعتمد دول أوروبية عدة بما فيها ايطاليا والمانيا بشكل كبير على الغاز الروسي، وقد اتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي شركة غازبروم العملاقة للطاقة بالكذب بشأن أسباب تقليص امداداتها. وسيكون خفض إمدادات الغاز مكلفا أيضا للدول المصنعة مثل المانيا، حيث تحتاج الصناعات الكيميائية والفولاذ والأسمنت والأسمدة إلى كميات هائلة من الغاز. وتستخدم أوروبا كميات أقل من الغاز صيفا لانتفاء الحاجة للتدفئة، لكن دولها تتسابق لتجديد احتياطاتها من أجل الشتاء المقبل. وتريد دول الاتحاد الأوروبي تعبئة خزاناتها بما لا يقل عن 80 بالمئة من طاقتها بحلول تشرين الأول/نوفمبر. وأوقفت بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا شحنات الغاز الروسي بسبب رفضها تسديد الثمن بالروبل لروسيا. وطالت الضربات الأخيرة فرنسا بعدما أعلنت شركة "جي آر تي" الجمعة أنها لم تتلق أي غاز روسي عبر خط الأنابيب منذ 15 حزيران/يونيو، وإيطاليا التي تواجه خفضا في الإمدادات.
مشاركة :