عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء، الرياض، جنيف) سيطرت القوات اليمنية الموالية للحكومة الشرعية أمس الجمعة على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف في شمال شرق البلاد في إنجاز عسكري مهم غداة تحرير مناطق استراتيجية في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء. وقال سكان ووجيه قبلي في الجوف لـ«الاتحاد»، إن قوات من الجيش الوطني مدعومة بمقاتلين من المقاومة الشعبية سيطرت صباح الجمعة على مدينة الحزم عاصمة المحافظة القبلية المحاذية للسعودية، وتقع على بعد 147 كيلومتراً شمال شرق صنعاء. وذكروا أن القوات الحكومية التي تضم لواءين من الجيش بقيادة العميد أمين العكيمي، وهو أحد شيوخ قبائل الجوف، انتشرت في مدينة الحزم دون مواجهات مع المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذين كانوا سيطروا على المدينة في مايو الماضي. وأكدوا أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على المجمع الحكومي ومقر اللواء 115 في المدينة الهامة جنوب المحافظة المجاورة لصعدة المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران واجتاحوا العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في البلاد أواخر العام الماضي. وقال أحد السكان:«دخلت قوات الشرعية دون أي مواجهات مع الحوثيين الذين انسحبوا بشكل مفاجئ وعاد معظمهم إلى منازلهم» في محافظة الجوف التي تعد منطقة نفوذ مذهبي للجماعة. وفي وقت لاحق مساء الجمعة، تقدمت القوات الشرعية شمالاً وسيطرت على بلدتي «الغيل» و«المتون» القريبتين من مدينة الحزم. وسجلت اشتباكات قصيرة متفرقة بين القوات الحكومية ومليشيا متمردة جنوب مدينة الحزم وفي طرقات مؤدية إلى بلدة «الغيل»، بحسب مصادر قبلية متعددة. وأكد مصدر قبلي مقتل مسؤول ميداني بارز في جماعة الحوثي، واسمه عبود حسن شبرين، و14 من مرافقيه في كمين للقوات الحكومية على مشارف مدينة الحزم. وكانت القوات الحكومية استعادت، ليل الخميس الجمعة، سيطرتها الكاملة على معسكر «اللبنات» جنوب الحزم بعد ساعات على تحرير «مفرق الجوف» التابع لمحافظة مأرب ويعد ممراً استراتيجياً كونه يربط بين محافظات الجوف، مأرب، وصنعاء. وقال مصدر في المقاومة الشعبية بمأرب لـ«الاتحاد»،:«تم تطهير مفرق الجوف من الحوثيين وقوات صالح بعد اشتباكات خلفت قتلى وجرحى في صفوف المتمردين وأسر أعداد كبيرة منهم»، مضيفاً:«إذا تقدمت قوات الجيش والمقاومة صوب منطقة «فرضة نهم» (المجاورة من جهة الغرب) فإنها تكون بذلك وضعت أول قدم في صنعاء» الخاضعة لهيمنة المتمردين الحوثيين منذ 21 سبتمبر 2014. من جانبه، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، الشيخ عبدالله ناجي الشندقي، لـ«الاتحاد»، إن المقاومة سيطرت الليلة قبل الماضية على أجزاء من منطقة «فرضة نهم» التابعة لبلدة «نهم» التي تعود إدارياً وجغرافياً لصنعاء وتقع شمال شرق العاصمة. وأضاف:«سيطر مقاتلو المقاومة على جبل الصلب ومواقع أخرى غرب منطقة فرضة نهم في تقدم ذاتي وقبل أن تنطلق رسمياً عملية تحرير صنعاء». وكانت المقاومة الشعبية في صنعاء أعلنت الخميس اقتراب «معركة الحسم» بعد «الانتصارات» المحققة في محافظتي مأرب والجوف، وتعهدت بتحرير العاصمة قريباً «في عملية خاطفة وحاسمة». ونفذ طيران التحالف العربي الذي يساند القوات الشرعية، أمس الجمعة، ثلاث غارات على معسكر اللواء السابع حرس جمهوري الموالي للمخلوع صالح في منطقة «العرقوب» ببلدة «خولان» شرق العاصمة. وقال مصدر في المقاومة في بيان للصحفيين إن القصف الجوي جاء «رداً على إطلاق صواريخ من المعسكر». كما قصفت مقاتلات التحالف العربي الجمعة تجمعات للمتمردين في محافظة صعدة ومدينتي حيران وحرض الحدوديتين مع السعودية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية. وسيطرت القوات الحكومية الشرعية التابعة مدعومة من التحالف العربي على مدينة حرض وهي منفذ حدودي بري مع السعودية وتتبع محافظة حجة شمال غرب اليمن. ونقلت فرانس برس عن مسؤول عسكري أن هذه القوات التي دربتها وجهزتها السعودية سيطرت على حرض الخميس بعد عبورها الحدود السعودية التي تبعد 15 كيلومتراً عن البلدة. وتبنى المتمردون الحوثيون رسمياً أمس الجمعة إطلاق صاروخين بالستيين روسيي الصنع، أحدهما من طراز توشكا والآخر سام أرض جو معدل محلي إلى أرض أرض، على منطقتين في مأرب (شرق اليمن) ونجران (جنوب السعودية). وأعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها أمس عن رصدها لصاروخين بالستيين تم إطلاقهما من الأراضي اليمنية باتجاه المملكة العربية السعودية، مؤكدة سقوط الصاروخ الأول «بعد اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي داخل الأراضي اليمنية قرب مأرب»، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وأوضح البيان أن الصاروخ الآخر سقط «في منطقة صحراوية شرق مدينة نجران». وأكدت قيادة التحالف أنها في الوقت الذي تحرص فيه على إنجاح مفاوضات جنيف ودعم مساعي الحكومة الشرعية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية لن تلتزم بالهدنة طويلاً في ظل هذا التهديد لأراضي المملكة، وسترد لوقف عبثية المليشيات الحوثية والعناصر الموالية لها من قوات المخلوع صالح. ودعت قيادة التحالف المجتمع الدولي إلى الحذر مما تقوم به المليشيا الحوثية وقوات المخلوع صالح من تهديد لأمن واستقرار المنطقة والعمل على فرض إرادة المجتمع الدولي عليهم لأن أفعالهم تدل على عدم جديتهم في التقيد بالهدنة الحالية وإنجاح المفاوضات. واستؤنفت محادثات السلام مساء الجمعة بعد امتناع وفد المتمردين الممثل من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، عن حضور الجلسة الصباحية، بحسب مصادر سياسية وإعلامية. ونفى رئيس وفد الحوثيين، محمد عبدالسلام، انسحابهم من المشاورات، وأكد تقديم احتجاج إلى الأمم المتحدة «على تجاهل وقف إطلاق النار». وعارض وفد المتمردين البيان الصادر الخميس عن المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن توصل المتحاورين إلى اتفاق على المبادرة الفورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز جنوب غرب اليمن. وقال مصدر مسؤول في الوفد «إن البيان الصادر عن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تحت ما يسمى بالمبادرة لإيصال المساعدات رغم تضمنه نقاطا تتعلق بالحالة الإنسانية إلا أنه خالف ما تم الاتفاق عليه في بقية القضايا»، بحسب الموقع الإلكتروني لحزب «المؤتمر». وكان مبعوث الأمم المتحدة الذي يقود المحادثات بعيداً عن وسائل الإعلام رحب بهذا الاتفاق واعتبره خطوة أساسية ستخفف من معاناة اليمنيين، وتؤكد الطابع الحيادي للمساعدات الإنسانية. وحث ولد الشيخ المشاركين في الجلسات، وشجعهم على العمل للتوصل إلى اتفاقيات تسمح بالتنقل الآمن وغير المشروط للعاملين في الحقل الإنساني من أجل مساعدة المواطنين المحتاجين في مختلف المحافظات اليمنية. وذكر موقع إذاعة الأمم المتحدة أن جلسات المشاورات في الأيام المقبلة ستركز على مجموعة محاور أساسية وأبرزها التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل، وإطلاق المعتقلين والسجناء، والاتفاق على آلية انسحاب المجموعات المسلحة، واتخاذ إجراءات أمنية مؤقتة لضمان الأمن والاستقرار، والتوافق على إجراءات عملية لتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واستعادة الدولة لسيطرتها على المؤسسات العامة، واستئناف مهامها الكاملة، بالإضافة إلى استئناف حوار سياسي شامل. قرقاش: موقف الحكومة قوي والوفد الحوثي متردد قال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية إن «موقف الحكومة في مفاوضات سويسرا حول اليمن الأقوى لأنه يستند إلى أساس أخلاقي ودستوري، ويتضح ذلك من تردد المتمردين في مسألة الإفراج عن الأسرى». وأضاف معاليه في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر):«المفاوضات فرصة لتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية، ويبدو أن الوفد التفاوضي الحوثي متردد ولا يملك الصلاحيات المطلوبة، من المهم الحسم والنجاح»، مشيراً معاليه إلى أن مستقبل اليمن يتأرجح بين تمرد طائفي وتسلق حزبي وتحٍد إرهابي وطموح «المخلوع»، ..المفاوضات فرصة للعودة إلى مسار سياسي تعرقل، لعله ينتج خيارا أفضل». وأضاف:«التباين في الموقف في سويسرا بين الحوثيين والمؤتمر متوقع، مساحة ستتسع خلال العملية السياسية، التباين مسؤول عن ضعف الأداء السياسي لفريق التمرد».
مشاركة :