اللغة العربية في عصر العولمة

  • 6/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الثقافة هي هوية المجتمع وكلما تمسك بها زادت صلابة المجتمع وهي لا تشمل العناصر المادية فحسب مثل المباني والأدوات المادية إنما أهم منها العناصر المعنوية أهمها اللغة والعقيدة والفكر واليوم تتعرض لغتنا العربية لحرب ناعمة قادمة مع التيار الجارف لعصر العولمة حيث يتم من خلالها فرض الحصار اللغوي عليها في التعليم فأصبحت المناهج الدراسية أجنبية حتى في المراحل الأولى من التعليم فأصبحت الأسرة وغيرها تتفاخر عندما يتحدث الطفل باللغة الإنجليزية أما علمنا بأن تعلم اللغة ليس هو تعلم مفردات أنما تعلم عقلي حركي بمعنى أن الطفل إذا تعلم منذ الطفولة نطق المفردات الإنجليزية يصبح عليه بعد ذلك صعب تعلم نطق مفردات اللغة العربية لأن نطق مفردات اللغة العربية تأتي من الداخل وليس من الخارج فكل حرف أو كلمة عربية لها مخارج معينة ولذلك نرى أن الشخص الكبير الأجنبي صعب عليه أن ينطق بالعربية الفصحى وأغرب مثال على ذلك نلاحظ أن الأجانب الهنود أو البنغال أو غيرهم لا ينطقون العربية بفصاحة إلا عند تلاوة القرآن الكريم لأنه معجزة من الله أما عندما يتكلمون كلاماً عادياً عربياً فلا يتكلمون بالفصحى أو قد لا يجيدون التحدث باللغة العربية تماماً مثل اللغات الأخرى. والخطورة التي تنتج عن عدم اهتمامنا باللغة العربية أنها لغة عقيدتنا الإسلامية التي مصدر تشريعاتنا يقول الحق سبحانه وتعالى «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وهذا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ»، «سورة النحل: الآية 30». لذا علينا أن نعلم أطفالنا منذ الطفولة المبكرة اللغة العربية الفصحى قبل أي لغة أخرى ومن هنا نلاحظ أن الأطفال الذين يدخلون المدارس الخاصة التي مناهجها باللغة الإنجليزية لا يصل الطالب إلى المرحلة الثانوية إلا ويجد صعوبة في التحدث والكتابة باللغة العربية وكأستاذ جامعي وجدت بعض الطلاب العرب لا يجيدون التحدث باللغة العربية الفصحى ولا حتى الكتابة بالعربية وهم ينحدرون من أسر عربية أصيلة لذا ماذا ننتظر أن يكون تعليم اللغة في المستقبل! وارتباط الثقافة العربية بالأيديولوجية، كمثل ارتباطها بالدين أو بالسياسة، يجعلها ثقافة غير خلاقة وفاشلة في خلق الإبداع الإنساني، فيصبح المثقف يدافع عن الأطروحات السياسية للدولة، بوعي أو دون وعي، عوض تحليلها أو معارضتها إن اقتضى الحال.

مشاركة :