مصدر الصورةGetty ImagesImage caption اليونسكو تقول إن العربية من أثكر اللغات انتشارا في العالم وحديث عن عدم اهتمام بها في البلدان العربية حدثان وقعا مؤخرا في بلدين عربيين، فتحا من جديد باب النقاش على مصراعيه، بشأن مستقبل اللغة العربية، في عالم باتت تهيمن عليه العولمة، وهل ستصمد لغة الضاد في هذا العالم الجديد، أم أنها ستنقرض كما انقرضت لغات أخرى، أو تتوقف عند الحيز التعبدي فقط، استنادا لمن يقولون بأن الله تعهد بحفظ هذه اللغة لأنها لغة القرآن. في الجزائر فرضت وزارة التجارة، تعليمات على أصحاب المحال التجارية، بضرورة تحويل كافة اللافتات على واجهات محالهم، إلى اللغة العربية بشكل أساسي، مع وجود خيار لإضافة لغة أجنبية أخرى، ممهلة هؤلاء مدة أسبوع واحد للتنفيذ، منذ تاريخ استلام الإخطار. أما في المغرب فقد أثار وزير مغربي جدلا واسعا، وصل لحد مطالبة البعض بإقالته، بعد أن قال إن اللغة العربية هي لغة "ميتة وليست لغة علم"، ورغم نفي الوزير المغربي، محمد عبد القادر ما نسب إليه، إلا أن العديد من وسائل الإعلام أكدت تصريحاته، والمكان الذي أدلى فيه بتلك التصريحات. ويعكس الحدثان حقيقة، يختلف بشأنها كثيرون في البلدان العربية، وهي أن اللغة العربية في تراجع، إذ أن كثيرين من الآباء يحرصون أشد الحرص، على تركيز اهتمام أبنائهم، على تعلم لغة أجنبية، وسط اهمال واضح لتعليمهم اللغة العربية، بنفس الجودة والاهتمام. وتبرر كثير من العائلات ذلك، بأن إجادة لغات أجنبية من قبيل اللغة الإنجليزية، يمثل مفتاحا للولوج إلى عالم أفضل، والحصول على فرص متقدمة في مجال التعليم والترقي الاجتماعي، وحتى الالتحاق بمؤسسات دولية على اعتبار أن هذه اللغات، هي لغات للمال والأعمال في عصر العولمة. وتطرح قرارات من قبل الذي اتخذته الجزائر، واتخذته أيضا عدة دول عربية أخرى، بفرض اللغة العربية فرضا، عدة تساؤلات حول جدوى مثل ذلك السلوك، وهل هو السبيل الأمثل لإعادة الهيبة للغة العربية، في وقت يبدو التراجع في تعليمها عائدا بشكل أساسي لحاجة معيشية، وحاجة للعمل والترقي. وتصنف منظمة اليونسكو اللغة العربية، على أنها أكثر اللغات انتشارا في العالم، وتشير إلى أن متحدثيها يصلون إلى 422 مليون نسمة، جلهم في المنطقة العربية بجانب مناطق أخرى مجاورة مثل تركيا وتشاد ومالي والسنغال، إلا أن الواضح هو أن هناك تراجع، في الاهتمام بتعليم اللغة العربية مؤخرا في المنطقة العربية، في ظل حرص العائلات على تعليم أبنائها وبناتها لغة أجنبية، وحتى إلحاقهم بمدارس وجامعات أجنبية في عصر العولمة. وفي ظل الحقيقة المعروفة بموت اللغات، فإن كثيرين يطالبون بمحاولة إنقاذ اللغة العربية في ظل العولمة، عبر دعم دورها في العلوم، والمساهمة في حركة النشر العالمي للبحوث، في وقت يختلف فيه علماء اللغة بشأن مستقبلها. ويعتبر جانب من اللغويين العرب، أن العربية ستبقى في المستقبل كما بقيت عبر قرون سابقة، رغم التحديات، لكن هؤلاء يستندون فقط في رؤيتهم إلى الجانب الديني، وهو التعهد الإلهي بحفظ اللغة التي تعد لغة القرآن. غير آن فريقا آخر يعتبر أن العربية مهددة بالفعل في عصر العولمة، وتجاهل الناطقين بها لأهمية الحفاظ عليها، وهم يرون أن ما قد يحدث للغة العربية من انقراض، ربما لا يختلف عما حدث للغات سابقة انقرضت بفعل انقراض قاعدتها الديمغرافية واستخدامها. ويعتبر هؤلاء قول الفريق الأول، بأن اللغة العربية ستبقى لأنها لغة القرآن حقيقي، وغير حقيقي في نفس الوقت، إذ أنه يعني من وجهة نظرهم، أن اللغة ستبقى كلغة تعبد، ضمن دائرة محدودة هي دائرة رجال الدين، في ظل تراجع في مناحي الحياة الأخرى، من العلوم إلى التقنية إلى المال والأعمال. كيف تقيمون حال اللغة العربية حاليا؟ هل تحرصون على تعليم أبنائكم العربية قدر حرصكم على تعليمهم لغة أجنبية؟ ولماذا؟ وما رأيكم في الخطوات التي تتخذها بعض الدول لفرض اللغة العربية في عدة مجالات عبر قانون؟ كيف يمكن انقاذ العربية من التراجع والانقراض في عصر العولمة؟ لماذا يعتبر كثيرون في العالم العربي أن إجادة لغة أجنبية والحديث بها هو نوع من الوجاهة الاجتماعي؟
مشاركة :