دعا المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أمس القوى السياسية العراقية إلى التوافق على «خطة وطنية متكاملة» لتحرير المناطق التي يحتلها «داعش»، والابتعاد عن المخططات الساعية إلى «تقسيم البلد»، وعبّر عن أسفه لتأخير حسم معاملات ضحايا المقاتلين ضد التنظيم. وقال ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة أمس ان «مختلف القوى والأطراف العراقية التي تهتم بمستقبل البلد وتسعى إلى توفير العيش الكريم لمواطنه والحفاظ على وحدته مدعوة إلى تكثيف الجهود والمساعي للتوافق على خطة وطنية متكاملة تفضي إلى تحرير الأجزاء المتبقية تحت سيطرة داعش». ودعا كل القوى الى «الابتعاد عن بعض المخططات المحلية او الإقليمية أو الدولية التي تهدف إلى تقسيم البلد وتحويله إلى دويلات متناحرة»، وأضاف ان «خلاص العراق وتجاوزه أوضاعه الصعبة لا يكون إلا بأيدي العراقيين أنفسهم إذا اهتموا بالمصالح العليا للبلد وقدموها على المصالح الشخصية». وأكد أن «الأطراف الأخرى الإقليمية والدولية تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها وهي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية»، مطالباً الجميع «بوضع ذلك في الحسبان». ولفت الى ان «دماء الشهداء كانت وما زالت لها الدور الأساس في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته وحفظ وحدته وحماية أعراض مواطنيه ودرء شر العصابات الإرهابية التي خططت لمسخ هويته الوطنية وتمزيق نسيجه»، وأوضح أن «رعاية أيتام الشهيد وعائلته وأداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم هو أقل ما يقتضيه الوفاء لدمه وروحه». وحمّل الكربلائي «المؤسسات الحكومية المختلفة والمنظمات الإنسانية وكل شخص قادر على القيام بهذه المهمة مسؤولية رعاية عائلات الشهداء ولو من بعض جوانبها»، ودعا الى «الوفاء للشهيد حق الاستخلاف في أهله وأولاده وحفظ كرامتهم وتأدية حقوقهم المعنوية والمادية». وأعرب عن أسفه «لما يسمع من شكوى العائلات من تعقيد الإجراءات الرسمية لدى بعض المؤسسات الحكومية في انجاز المعاملات للحصول على حقوقهم وصرف رواتبهم، وتأثير الخلافات العائلية والعشائرية في انجاز المعاملات»، وأشار الى ان «بعض أقرباء الشهيد يصرون على حجب بعض الوثائق عن زوجته وأطفاله لأغراض خاصة»، معتبراً ذلك «غير لائق بمكانة الشهيد وتضحيته». وطالب «الجهات ذات العلاقة ببذل أقصى الجهود لتسهيل المعاملات وتبسيط الإجراءات». إلى ذلك، طالب امام جامع الرحمن في بغداد عادل الساعدي الحكومة بتوضيح موقفها من مشاركة القوات الإيطالية في حماية سد الموصل، وقال إن «القيادة السياسية ما زالت تعيش الفوضى والتخبط في اتخاذ مواقف موحدة إزاء القضايا المصيرية مثل سيادة البلد أو حربها على الإرهاب وهذا التقاطع والتشتت قد يهلك البلاد والعباد». ودعا المكونات السياسية وقياداتها الى «اقامة حوارٍ وطنيٍ جاد بين الفرقاء للوصول إلى مشروع سياسي وطني يبني مؤسسات الدولة ويحفظ سيادتها ويؤسس لاستقرار سياسي واجتماعي».
مشاركة :