'أو مالو لو' يسافر بعشاق السينما الى حقبة كفاح المغرب ضد الاستعمار

  • 6/21/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فاس (المغرب) -  ينكب المخرج عبدالحي العراقي على استكمال تصوير فيلمه السينمائي الجديد "أو مالو لو"، ليأخذ جمهور الفن السابع في رحلة الى خمسينات القرن الماضي زمن عودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى. والفيلم التاريخي، الذي صورت أغلب مشاهده في مدينة فاس، يعود إلى الظروف القاسية التي عاشها المغاربة في فترة الاستعمار بعد نفي الملك الراحل وبعد رجوعه، من خلال تسليط الضوء على أحاسيس المغاربة وتشبثهم بملك البلاد وبالوحدة الترابية. ويسترجع الفيلم ذكرى الملك محمد الخامس الذي قاد المغرب في فترة حساسة من تاريخه، وترك بصمات خالدة، إذ قاد المقاومة الوطنية لانتزاع استقلال البلاد وحرية شعبها فنال لقب "أب الأمة" و"بطل التحرير". ويحافظ الفيلم على الأزياء المنتشرة في تلك الفترة الزمنية ومن بينها اللباس التقليدي الأنيق، الذي كان يرتديه الملك أيضا، وهو عبارة عن جلباب مغربي طويل، وطربوش يستمد تصميمه من التُراث المغربي العريق. ويسلط المخرج عبدالحي العراقي الضوء على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي عاشه المغاربة خلال تلك الحقبة الزمنية، وكذلك عاداتهم وتقاليدهم، والعلاقات الاجتماعية التي يطبعها التلاحم الأسري، كما يرصد ملامح من الحضارة المغربية خاصة على مستوى المعمار والزي وفن الطبخ وغيرها. يشارك في شريط "أو مالو لو" طاقم من الممثلين، من أبرزهم طارق البخاري ومجيدة بنكيران ومحمد نعيمان ومونية المكيمل، والفنانة الشعبية العدراوي التي تسجل حضورا شرفيا وعودة فنية من خلال هذا العمل السينمائي. قالت الممثلة مجيدة بنكيران، إنها "تجسد شخصية لالة فاطمة وهي الأم الحقيقية لمخرج هذا العمل"، مشيرة إلى أنه "يحكي جزء من حياته خلال فترة الاستعمار الفرنسي إبان عودة ملك البلاد إلى أرض وطنه". وأضافت مجيدة بنكيران أن "لالة فاطمة هي سيدة مغربية تمثل فترة الخمسينيات، حيث تحاول نقل من خلال هذا الفيلم التاريخي حياة النساء المغربيات اللواتي بصمن تلك الفترة المهمة من التاريخ، من بينها تربية الأبناء وعلاقتها بزوجها مولاي جعفر". وتُجسد الممثلة لمكيمل في الفيلم دور ربة بيت تدعى زهرة، تسهر على رعاية أطفالها وزوجها، وتعيل أسرتها من خلال حرفة "طرز الصم"، وتنقل من خلال هذا الدور نموذجا عن حياة المرأة المغربية في فترة الخمسينات والدور الذي لعبته النساء آنذاك في الدفاع عن القضية الوطنية. وعن دورها قالت لمكيمل، إنها "أم لطفلين ومتزوجة من شخص يمتهن إحدى الحرف التقليدية بفاس". وأضافت أن "احتكاكها بجارتها لالة فاطمة عبر السطوح، سيساهم في إحداث نقلة نوعية في حياتها، حيث ستتحول من امرأة عادية إلى أخرى ثورية تشارك في مظاهرات شعبية للمطالبة بعودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى". وتحدث حميد الطالبي، مدرب السكريبت في "أو مالو لو"، عن تفاصيل هذا العمل، قائلا إنه "يدور حول عائلتين واحدة بسيطة وأخرى من أعيان المدينة يعيشان وسط نضال المواطنين بفاس من أجل رجوع السلطان محمد بن يوسف إلى العرش". من جهته، ووصف الممثل نبيل عاطف تجربته الفنية الجديدة "أو مالو لو" التي يخوضها حاليا، تحت قيادة المخرج عبد الحي العراقي، بالممتعة والخاصة في مساره الفني ويقول عاطف "إن الفيلم تجربة متميزة، لأنه يطرح.. بعدا وطنيا من خلال طبيعة موضوعه الذي يصور عودة الملك محمد الخامس طيب له ثراه، من المنفى واستقراره مجددا بين أبناء شعبه". ويجسد نبيل عاطف في هذا الشريط شخصية "مولاي جعفر"، وهو أب لطفلة تلعب دورا محوريا في سيروة أحداث الفيلم. وحظي فيلم "أو مالو لو" بمنحة دعم المركز السينمائي المغربي، وهو تجربة فنية جديدة تنضاف إلى مسار عبد الحي العراقي الذي قدم فيه العديد من الأعمال، من بينها "جناح الهوى" و"ريح البحر" و"منى صابر". ويذكر أن عبدالحي العراقي مخرج مغربي من مواليد سنة 1949 بمدينة فاس، تخرّج في كلية لويس لوميير في باريس، ودرس ثالث دورة للسينما في السوربون مع جان روش، بعد أن عمل في مجال الإعلانات والراديو والتلفزيون المغربي.

مشاركة :