هددت روسيا، اليوم الثلاثاء، بمعاقبة ليتوانيا بإجراءات سيكون لها “تأثير سلبي للغاية” بسبب منعها مرور بعض الشحنات عبر السكك الحديدية إلى منطقة كالينينجراد الروسية المطلة على بحر البلطيق، وذلك في أحدث نزاع بشأن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا. وعلى الأرض في شرق أوكرانيا، قال وكلاء روسيا الانفصاليون إنهم يتقدمون صوب ساحة المعركة الرئيسية. ووصف مسؤول أوكراني الهدوء في المعارك هناك بأنه “هدوء ما قبل العاصفة”. وكان من المتوقع أن يصبح وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند اليوم الثلاثاء أحدث شخصية دولية رفيعة المستوى تزور أوكرانيا، حيث قال مسؤول بوزارة العدل إن جارلاند سيناقش جهود ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب. وتبحث الدول الأوروبية، التي تواجه احتمال أن تدفع الحرب والعقوبات روسيا إلى قطع إمدادات الغاز الشتاء المقبل، عن سبل لحماية اقتصاداتها والحفاظ على مصادر التدفئة والكهرباء. وكشفت ألمانيا، أكبر مستخدم للطاقة الروسية، عن تفاصيل نظام مزايدات جديد يهدف إلى تحفيز قطاع الصناعة على تقليل استخدام الغاز. وتحول الانتباه إلى منطقة كالينينجراد الروسية، وهي ميناء مطل على بحر البلطيق تحيط به منطقة ريفية تؤوي نحو مليون روسي، وتتصل ببقية أنحاء روسيا عن طريق خط للسكة الحديدية يمر عبر ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وأغلقت ليتوانيا الطريق أمام نقل الصلب ومعادن أخرى فيما تقول إنه أمر لازم بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت. وقال مسؤولون روس إنه تم منع بضائع أساسية أخرى أيضا. وأظهرت لقطات مصورة من كالينينجراد إقبالا كبيرا على الشراء من متاجر تبيع مواد بناء خلال عطلة نهاية الأسبوع. وزار نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، المنطقة اليوم الثلاثاء ليرأس اجتماعا أمنيا هناك. وقال إن أعمال ليتوانيا “العدائية” كشفت أن روسيا لا يمكنها أن تثق في الغرب الذي قال إنه انتهك اتفاقيات مكتوبة بشأن كالينينجراد. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن باتروشيف قوله “سترد روسيا بالتأكيد على مثل هذه الأعمال العدائية”. وقال دون الإدلاء بتفاصيل إنه يتم العمل على اتخاذ “إجراءات مناسبة ستشكل عواقبها تأثيرا سلبيا للغاية على شعب ليتوانيا”. وقالت رئيسة وزراء ليتوانيا إنجريدا سيمونيتي “من المثير للسخرية سماع حديث (روسيا) عن انتهاكات مزعومة لمعاهدات دولية”، واتهمت موسكو بانتهاك “ربما كل المعاهدات الدولية”. ونفت رئيسة الوزراء أن تكون تصرفات ليتوانيا ترقى إلى مستوى الحصار، وأكدت مجددا موقف بلادها بأنها تنفذ فقط عقوبات الاتحاد الأوروبي. واستدعت موسكو مبعوث الاتحاد الأوروبي ماركوس إديرير إلى وزاة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء. وقال بيتر سانتو المتحدث باسم الاتحاد إن إديرير طلب من الروس خلال الاجتماع “الامتناع عن الخطوات والخطابات التصعيدية”. وسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبعاد المسؤولية عن ليتوانيا قائلا إن هذه السياسة عمل جماعي من جانب التكتل. وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، إن فيلنيوس “لم تفعل أكثر من تنفيذ توجيهات المفوضية (الأوروبية)”.
مشاركة :