المملكة والأردن.. مبدأ راسخ ومواقف ثابتة

  • 6/22/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على مر التاريخ والعلاقات السعودية - الأردنية متجذرة وعميقة وذات مواقف أخوية صادقة ومشرفة، لتواصل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- للمملكة الأردنية الهاشمية العلاقات المتطورة والمتميزة بين البلدين، فالمملكة العربية السعودية تمثل الثقل العربي والإسلامي أمام المجتمع الدولي، فلم تتهاون في الوقوف مع كافة الدول خاصة الأردن الشقيقة، والتي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى عقد اجتماع رباعي في مكة المكرمة في شهر رمضان من عام 1439هـ بمشاركة الكويت والامارات والأردن، لمناقشة سبل دعم الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية، وحينها أعرب الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية عن تقديره لدعوة خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تربط البلدين والدول العربية الأخرى المشاركة في الاجتماع، لينتج عن القمة مساعدات لعمان بقيمة 2,5 مليار دولار، تمثلت المساعدات في وديعة بالبنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، ودعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية، فالمملكة والأردن علاقات يحتذى فيها للتعاون العربي في شتى المجالات، تاريخ طويل من المواقف المشرفة، لتؤكد المملكة بأنها بجانب الأردن لمواجهة جائحة كورونا، وذلك عندما وجه خادم الحرمين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالمساهمة بسد النقص الحاد من الأكسجين الطبي ومستلزماته في وزارة الصحة الأردنية، وذلك بسبب جائحة كورونا "كوفيد - 19"، بالإضافة إلى المضخات الوريدية الرقمية والأجهزة والمستلزمات ذات العلاقة، ليأتي التوجيه الكريم لتخفيف الأزمة الحادة في إمدادات الأكسجين التي تواجه الأشقاء في الأردن، فالعلاقات السعودية - الأردنية صورة مشرقة يمكن البناء عليها لتعزيز العمل العربي المشترك وتفعيل الاتفاقيات والقرارات العربية، علاقات متجذرة، تاريخية، أصيلة منذ عهد مؤسسي البلدين -رحمهما الله- حتى الآن. وحول هذه الزيارة ذكر سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن نايف بن بندر السديري بأن المملكة من أكبر ثلاث دول مستثمرة في الأردن في قطاعات "النقل، البنية التحتية، الطاقة، القطاع المالي والتجاري، قطاع الإنشاءات السياحية"، كما قامت بتأسيس مرحلة جديدة في استقطاب الاستثمار السعودي إلى الأردن، من خلال إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني عام 2017 خلال زيارة خادم الحرمين للأردن ولقائه أخاه الملك عبدالله الثاني. وأضاف "بلغ رأس مال الصندوق ثلاثة مليارات دولار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة، وبين أن الصندوق يتبنى مشاريع طموحة، كمشروع الرعاية الصحية، الذي يبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 400 مليون دولار، ويتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير و60 عيادة خارجية، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي، كما وقعت نفس الشركة مذكرة تفاهم بشأن مشروع السكك الحديدية الذي يربط العقبة بعمان، الذي يعد من أكبر الاستثمارات المقامة في الأردن على الإطلاق، في حال تم الاتفاق على تنفيذه، تزامنًا مع هذا المشروع النوعي أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة كابيتال بنك، إحدى أكبر البنوك العاملة في الأردن والعراق والمنطقة عن توقيع اتفاقية اكتتاب، يصبح الصندوق بموجبها مستثمراً استراتيجياً في المجموعة، حيث سيتم إصدار نحو 63 مليون سهم لمصلحة الصندوق عند إتمام الصفقة، وذلك بنسبة 23.97% من رأس مال المجموعة بقيمة نحو 695 مليون ريال سعودي، ولا نغفل المشاريع الحيوية التي نفذها الصندوق السعودي للتنمية على مدى نصف قرن في الأردن وبلغت تكلفتها حوالي ثمانية مليارات ريال، خصصت لبناء المدارس، الجامعات، المستشفيات والطرق. يذكر أن هناك تعاونا ثنائيا بين الأردن والمملكة في كافة المجالات من خلال مجلس تنسيق أردني - سعودي أسس عام 2016 يتولى الإشراف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس، ومجلس الأعمال الأردني - السعودي هيئة خاصة مستقلة مقرها عمان، تسعى لتكريس الخبرات من أجل دعم القطاع الخاص ونشاطاته، لتنمية العلاقات الاقتصادية الأردنية - السعودية، إضافة إلى لجنة الصداقة البرلمانية التي تهدف الى تعزيز العمل البرلماني المشترك بين البلدين عبر التواصل المستمر بين الجهتين، ويضم تسعة أعضاء، ولجنة الأخوة من الأعيان وتقوم بنفس عمل لجنة الأخوة البرلمانية من خلال التواصل المستمر بين الجهتين، وتضم 15 عضواً. وتصدرت أمس الثلاثاء زيارة ولي العهد -حفظه الله- إلى الأردن الصحف الأردنية التي وصفت الزيارة تتويجاً لعمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، والتي من خلالها يجري ولي العهد فيها مباحثات مع الملك عبدالله الثاني حول عدد من الملفات السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك. وأكدت الصحف الأردنية على أن الزيارة تأتي في إطار تنسيق المواقف قبل وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، وقبيل انعقاد القمة الخليجية التي ستعقد في الرياض والتي من المقرر أن تجمع الرئيس الاميركي مع قادة دول الخليج العربي والأردن ومصر والعراق. بدوره قال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة في حديث لصحيفة الرأي الأردنية: "زيارة ولي العهد مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي"، لافتاً إلى أن الزيارة تحمل الطابع السياسي في الدرجة الأولى، وتمثل إضافة نوعية على صعيد العلاقات المتطورة بين البلدين، لافتاً إلى استمرار التنسيق والتعاون في كل المجالات، إضافة إلى أن الزيارة جاءت عقب نشاط اقتصادي أردني - سعودي ملحوظ، توج أخيراً بتوقيع مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمار الأردني وشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، لتمكين الأخير من بحث فرصة الاستثمار في مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية، وسبق ذلك توجيه من قبل مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين، لبدء التباحث مع الأردن في شأن مشروع اتفاقية تعاون بين الحكومتين في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن زيارة ولي العهد مهمة وإضافة نوعية للعلاقات الأردنية السعودية، ومحل تقدير وترحيب من قبل القيادة والشعب الأردني". فيما اعتبر الباحث والخبير الاقتصادي م. موسى الساكت أن توقيت الزيارة مناسب للغاية لتنسيق مواقف البلدين. كما أكد الكاتب في صحيفة الدستور الأردنية د. مهند مبيضين أن العلاقة التاريخية بين الأردن والمملكة عُراها وطيدة، وحضورها دائم في المحافل الدولية والعربية، والتنسيق في القضايا الكبرى للأمة العربية لم ينقطع بين الدولتين، وأضاف تتوجه المملكة اليوم للمنطقة وللعالم بخطاب ورؤية جديدة، يحملها ويمثلها الأمير محمد بن سلمان رؤية منفتحة على مشاريع تنموية عابرة للمنطقة ومنها الأردن الذي يحتفظ بخصوصية في علاقاته التاريخية مع المملكة، نظراً لاعتبارات عدّة منها: المكون الاجتماعي والثقافي والمصالح المشتركة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ودعمت المملكة جارتها الأردن على مر الزمن، وعلى خطى الجد طلال، والأب الحسين خاصة في حقبة المدّ القومي، وأخذت الرؤى تتوافق في الملفات الإقليمية بشكل أكبر، وأشار إلى أن المملكة أطلقت المبادرة العربية في قمة بيروت في نفس العام والتي أيدها الأردن، وانسجم الموقفان في رفض احتلال العراق واستخدام أراضي أي من الدولتين فيغزوه عام 2003، وأيد الأردن الدور السعودي في المصالحة الفلسطينية في مكة في فبراير 2007م، كل ذلك كان يجري في ظل التفاهم المشترك بين الدولتين إبان عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (2005 – 2014م) -رحمه الله- الذي فوض الملك عبدالله الثاني بمخاطبة العرب بشأن القضية الفلسطينية في الغرب، واستمر التوافق والدعم السعودي للأردن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عبر دعم مشروع المنحة الخليجية للأردن عام 2011، ولاحقاً جاءت قمة مكة لدعم الاردن عام 2018 وهو دعم مستمر تاريخياً ويتجدد اليوم ويؤكد رسوخ المبادئ العامة التي تحكم العلاقات بين البلدين. زيارة ولي العهد للأردن تأتي في إطار تنسيق المواقف وتعزيز التعاون بين البلدين

مشاركة :