تحليل إخباري: انهيار الائتلاف الحكومي ينذر بعودة الشلل السياسي في إسرائيل

  • 6/22/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مراقبون إسرائيليون أن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير خارجيته رئيس الوزراء بالتناوب يائير لابيد للانتخابات المبكرة وحل الكنيست ينذر بعودة الشلل السياسي، بعد عام واحد فقط من تشكيل الائتلاف. ودعا بينيت يوم أمس في بيان متلفز إلى انتخابات مبكرة وتقديم مشروع لحل الكنيست بعد الفشل في الحفاظ على استقرار الحكومة التي تحولت إلى أقلية في البرلمان. وفي حال تمت الموافقة على مشروع قانون حل الكنيست المتوقع التصويت عليه في البرلمان يوم (الاثنين) المقبل، سيتولى لابيد رئاسة الوزراء لحين إجراء انتخابات في 25 أكتوبر المقبل، بحسب اتفاق التناوب مع بينيت. وكانت الحكومة الحالية قد أدت اليمين الدستورية في 13 يونيو 2021 لتنهي حقبة من الجمود السياسي استمرت لمدة عامين شهدت إسرائيل خلالها أربع جولات انتخابية. وقال مراقبون إسرائيليون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشهور المقبلة ستكون "صعبة" للغاية، وستشهد إسرائيل "صراعات قوية على السلطة". وقال المحلل السياسي ماتي توخفيلد أنه من المتوقع أن تدخل المنظومة السياسية في دوامة الأشهر المقبلة، فعدد كبير من الأحزاب سيتغير شكلها وتخضع لعمليات داخلية وخارجية استعدادا لتشكيل قوائم جديدة للكنيست المقبل. وأضاف في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "سيعطي حل الكنيست إشارة إلى بدء معارك داخلية في الأحزاب وصراعات قوية على السلطة". في بيانه المتلفز يوم أمس قال بينيت إنه دعا لحل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة هي الخامسة في غضون أربع أعوام بعد إدراكه بأن إسرائيل "على وشك الدخول في أزمة"، مضيفا أنه "لن يسمح بذلك". ومن جانبه، قال لابيد يوم أمس (الاثنين) في بيان "حتى لو ذهبنا إلى صناديق الاقتراع في غضون بضعة أشهر، فإن تحدياتنا كدولة لا يمكن أن تنتظر". وبدوره، قال المحلل السياسي ناحوم برنيع إن الحكومة التي يبلغ عمرها عام واحد بدأت حياتها "بعرض أنيق وشامل، وأنهت حياتها بعرض أنيق لا يمكن وصفه إلا بأنه مضحك". وأضاف برنيع في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "لا يمكن الفوز بطيبة القلب في الانتخابات، فالأشهر المقبلة ستكون قاسية وخبيثة واستفزازية، خاصة أن الأحزاب في كتلة المعارضة متعطشة للسلطة وستقاتل الأحزاب في الائتلاف المنتهية ولايته من أجل نصيبها في السلطة وبقائها". حتى إبريل الماضي، عاشت الحكومة الأكثر تنوعا في تاريخ إسرائيل حالة من الاستقرار، نجحت خلالها في تمرير موازنة الدولة التي تجمدت لمدة عامين كاملين بسبب الأزمة السياسية التي ضربت إسرائيل نتيجة جولات الانتخابات المتتالية. وبدأت الأزمات تضرب استقرار الحكومة بعد إعلان عيديت سيلمان عضو الكنيست عن حزب يمينا الذي يقوده بينيت انسحابها من الائتلاف، ليلحق بها زميلها في الحزب نير أورباخ ليتحول التحالف إلى أقلية تمتلك 59 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وترى المحللة السياسية الإسرائيلية سونيا جوروديسكي أن تكلفة الانتخابات على المواطن الإسرائيلي لن تكون سياسية فقط بل أيضا اقتصادية. وقالت جوروديسكي إن الانتخابات ستتحول إلى "ضربة قاسية لتكلفة المعيشة المرتفعة بالفعل في إسرائيل يضاف إليه تكلفة الانتخابات نفسها والتي تقدر بمليارين إلى ثلاثة مليارات شيكل، ومنها خسارة يوم عمل للاقتصاد، وكذلك ميزانية لجنة الانتخابات". وتشكلت الحكومة التي عرفت باسم "حكومة التغيير أو حكومة الإنقاذ" في إشارة إلى إنهاء حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي استمر لمدة 12 عاما متواصلة، من أحزاب سياسية متباينة أيديولوجيا ضمت أطيافا من اليسار واليمين والوسط وحزب عربي إسلامي للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل. وقال نتنياهو يوم أمس في أعقاب إعلان بينيت ولابيد المشترك "من الواضح للجميع أن الحكومة الفاشلة في تاريخ الدولة قد انتهت". وقال برنيع " قدم لابيد وبينت إنجازاتهما الحكومية، فالإنجازات كبيرة، لا سيما بالمقارنة مع حكومة الشلل السابقة، وهذا لا يمنع نتنياهو من تحديد أن هذه هي الحكومة الأكثر فشلاً في تاريخ إسرائيل وهي جملة أخذها برمتها من الدعاية ضده في الماضي". ووفقا لاستطلاع رأي أجرته الإذاعة "103 أف أم" الإسرائيلية فأنه في حال جرت انتخابات لن يستطيع أي كتلة تشكيل حكومة، مما يعني عودة حالة الفوضى من جديد إلى الساحة السياسية الإسرائيلية. وبحسب الاستطلاع، فإن المعارضة الإسرائيلية بقيادة حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو ستحصل على 59 مقعدا من بينهم 36 مقعدا لليكود، في حين سيحصل الائتلاف الحاكم الحالي على 55 مقعدا. وفي محاولة لتشكيل حكومة بديلة، كشف مسؤولون في حزب الليكود لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية الإسرائيلية أن نتنياهو بدأ بالفعل في إجراء محادثات لتشكيل حكومة بديلة وسيحاول ضم وزير الدفاع بيني غانتس إليه ومنحه وزارة الدفاع إلى جانب احتمالية أن يكون غانتس هو الأول في حكومة تناوب. وكان غانتس قد شغل في الحكومة السابقة التي ترأسها نتنياهو منصب رئيس الوزراء بالتناوب، إلا أنه تمت الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل أن يصبح رئيس وزراء. وقال غانتس في بيان صحفي اليوم (الثلاثاء) أن نتنياهو "استنفد الثقة السياسية التي كان يمكن أن تُمنح له"، ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة واسعة من اليمين واليسار.

مشاركة :