تحليل إخباري: الانتخابات الإسرائيلية الرابعة خلال عامين قد لا تشكل حلا للشلل السياسي

  • 3/18/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أقل من أسبوع من توجه إسرائيل إلى رابع انتخابات برلمانية عامة (الكنيست) في أقل من عامين يبدو المستقبل السياسي غير واضح، حيث تظهر استطلاعات الرأي أنه لا يوجد مرشح يمكنه تشكيل حكومة ائتلافية مما يزيد من فرص إجراء انتخابات خامسة. وأجريت الانتخابات الأخيرة قبل عام مع بدء تفشي مرض فيروس كورونا، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو إلى تشكيل ائتلاف مع منافسه السياسي زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس، لكنه كان تحالف قصير العمر. كما هو الحال مع الانتخابات السابقة، هذه الانتخابات تتعلق بشكل كبير بنتنياهو، بصفته رئيس وزراء إسرائيل الأطول خدمة، الذي وجد نفسه عالقا في محكمة فساد أدت إلى تعالي الأصوات المعارضة له. وقالت جايل طال شير من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية "هناك أصوات واضحة للغاية في أوساط اليمين الإسرائيلي التي تنادي باستبدال نتنياهو". لكن هذه الانتخابات تختلف عن الانتخابات الثلاثة الأخيرة في حين أن الناخبين اليمينيين لديهم الآن بدائل لنتنياهو داخل كتلة اليمين، "خصمان رئيسيان" هما جدعون ساعر الليكودي السابق زعيم حزب أمل جديد، ونفتالي بينيت رئيس حزب يمينا ووجودهما قد يخل بالتوازن ويسقط نتنياهو. وحسب القانون الإسرائيلي، يحصل الحزب الذي يجمع أكبر عدد من الأصوات على الفرصة الأولى لتشكيل ائتلاف يضم 61 مقعدا على الأقل في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فأن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو سيحصل على حوالي 30 مقعدا، ولكنه لن يحصل على أغلبية المقاعد في البرلمان التي تخوله لتشكيل ائتلاف، وكذلك الأمر بالنسبة لمنافسيه. وأظهرت استطلاعات الرأي أن ثاني أكبر حزب سيحصل على مقاعد هو حزب يوجد مستقبل الذي يقوده يائير لابيد، ويبدو هو المنافس الرئيسي لنتنياهو لكنه في الوقت ذاته لا يحظى بتأييد العديد من الأحزاب، وهذا يجعله مرشحا غير محتمل لرئاسة الوزراء على الرغم من شعبيته المتزايدة. وقالت طال شير لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن نواجه مفاوضات معقدة للغاية بين الشركاء الآخرين، لأنهم لا يتمتعون بأيديولوجية موحدة". يوجد حاليا في إسرائيل عدة أحزاب على عتبة تجاوز نسبة الحسم، وأي من هذه الأحزاب التي ستدخل أو لن تدخل الكنيست سيكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات. وقال جوناثان رينهولد، الأستاذ في قسم الدراسات السياسية في جامعة بار إيلان "إذا لم تتجاوز أي من الأحزاب الصغيرة نسبة الحسم فإن ذلك سيزيد بشكل كبير من فرص تشكيل حكومة بقيادة نتنياهو تعتمد على الأرثوذكس المتدينين. وحتى الآن اعتمد نتنياهو على الأحزاب اليهودية المتدينة كشركاء ثابتين في الائتلاف، وتظهر استطلاعات الرأي تقلص في حجم هذه الأحزاب بعد انخفاض دعم ناخبيهم بسبب عدم رضاهم عن تعاملهم مع أزمة "كوفيد 19" وهو ما اعتبروه سياسة تمييزية ضد اليهود المتدينين أثناء مكافحة الوباء. وشهدت الانتخابات الثلاثة الأخيرة في إسرائيل إقبالا كبيرا بشكل مفاجئ، ومع ذلك يعتقد العديد من الخبراء أن الناس هذه المرة لم يتعبوا فقط من تكرار الانتخابات ولكنهم مرهقون أيضا بعد عام من الأزمة الصحية التي ألمت بالبلاد بسبب فيروس كورونا. وإذا كانت استطلاعات الرأي موثوقة، فلا يزال هناك الكثير ممن لم يقرروا بعد بشأن التصويت، ومع اقتراب موعد الانتخابات فإن لكل صوت أهمية. وقال رينهولد لوكالة أنباء ((شينخوا)) " بالنسبة لأولئك الذين لم يحسموا أمرهم وبالنسبة لأولئك الذين سيقررون الانتخابات، أعتقد أن القضية التي ستلعب دورا في هذا الأمر هي أي نوع من القادة هو نتنياهو، وأي نوع من الائتلاف الذي سيتم تشكيله سواء كان متدينا أو لا". وقال مايكل بيليفيرت من سكان إحدى ضواحي القدس ولم يقرر بعد الحزب الذي سيصوت لصالحه، بل أنه يفكر في عدم التصويت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أفكر في عدم التصويت، ولكنني مع ذلك أعتقد أن تأثيري سيكون أكبر قليلا إذا قمت بالتصويت بدلا من البقاء في المنزل". وأضاف "بعد العديد من الانتخابات يبحث الكثير من الإسرائيليين عن الاستقرار فقط". ومن جانبها، قالت شولا كرمل بينما كانت تتسوق في مركز تسوق إسرائيلي مركزي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "آمل أن يتم تشكيل حكومة مستقرة، وأن تكون من الوسط، لكنني لست متأكدة من أن هذا سيحدث". بقدر ما قد يبدو الأمر غير معقول، هناك احتمال ألا يتمكن أي شخص من تشكيل حكومة بعد هذه الانتخابات وسيضطر الإسرائيليون إلى التوجه لصناديق الاقتراع مرة أخرى. وبالنسبة لإسرائيل وقد بدأت تخرج من أزمة كورونا فهذا الشيء ضربة قوية، وكان لغياب الميزانية الرسمية منذ عام 2020 نتيجة عدم الاستقرار السياسي تأثير كبير على كيفية التعامل مع تداعيات الوباء. ونظرا لعدد الأحزاب الموجودة حاليا على عتبة نسبة الحسم، فأن الأمر سيستغرق بضعة أيام بعد الاقتراع حتى تبدو الخريطة السياسية الجديدة لإسرائيل واضحة.

مشاركة :