على الرغم من أن كتاب استراتيجية المحيط الأزرق خرج إلى الوجود في سنة 2005 إلا أن أغلب أصحاب القرارات ومعظم المديريون التنفيذيون في معظم الشركات لم يسمعوا بهذه الاستراتيجية الرائعة والذكية. تقع أهمية استراتيجية المحيط الأزرق في قلب التفكير من المنافسة إلى التفرد. استراتيجية المحيط الأزرق تجعل قادة الشركات يفكرون في إعادة تصميم منهجية الشركة بالكامل. في هذا المقال سنتطرق إلى بعض الأفكار كمقدمة لهذه الاستراتيجية التي بدأت الشركات الكبرى بانتهاجها حيث غيرت الفكر القديم المترسخ في عقول كبار المدراء التنفيذيين بمحاولاتهم الدائمة والمستميته لهزيمة منافسيهم في الأسواق إلى ايجاد أسواق جديدة كلياً بعيدة عن المنافسة. تتلخص الفكرة الأساسية لاستراتيجية المحيط الأزرق في أن هناك نوعين من الأسواق؛ سوق الشركات التي تتنافس بشراسة للاستحواذ على أكبر قطعة من كيكة السوق من جانب، وسوق الابتكارات من الخدمات والمنتجات الجديدة كلياً والتي تسيطر على الأسواق بسبب عدم وجود منافسين أو وجود منافسين قليلين جداً لا يمثلون أي تهديد. سوق التنافس الشرس يسمى المحيط الأحمر، أما سوق التفرد والابتكارات يسمى المحيط الأزرق. من هنا تركز استراتيجية المحيط الأزرق على الابتعاد عن المنافسة الشرسة ( المحيط الأحمر ) إلى التحول إلى الابتكار والتفرد ( المحيط الأزرق )، أي تقديم منتج أو خدمة مبتكرة لها قيمة مضافة للعميل. ولتوضيح المقصود من ذلك، الشكل (1) يبين أن على الشركة أن توجد قيمة للعميل دون رفع التكلفة بشكل مبالغ فيه، في هذه الحالة توجد الشركة لنفسها سوق جديدة مبتكرة تمثل قيمة جديدة للعميل. ويأتي التساؤل المهم هنا: كيف نعمل على خلق محيط أزرق خاص بنا؟ هناك منهجية رباعية تساعدنا على التعامل مع الخدمات والمنتجات الحالية وتحويلها إلى خدمات ومنتجات ابتكارية مفردة، هذه المنهجية الرباعية تتكون من ” الرفع والإضافة – التقليل – التخلص من – الابداع “. يتطلب العمل بهذه المنهجية عقلية تتسم بالتجديد والمخاطرة المحسوبة وحب التجربة والتحدي وعدم القناعة بالوضع الحالي والتطلع إلى ما هو أفضل دائماً. لذلك هذه العقلية تنظر إلى أن الخدمات والمنتجات الحالية يمكن أن تتطور لتصل إلى التفرد باستخدام المنهجية الرباعية للابتكار. فهذه العقلية تنظر إلى أن هناك عوامل من الممكن أن نزيد منها أونعمل بعض الإضافات التي تحسن وتطور الخدمة أو المنتج، أو أن هناك عوامل من الممكن التقليل منها أو التخلص منها، كما أن هناك عوامل جديدة كليا يمكن أن تزيد من القيمة المقدمة للعملاء الشكل (2). استراتيجية المحيط الأزرق أثبتت على مر السنين جدواها الاقتصادي وخلقت أسواق جديدة في شتى المجالات، وما الهواتف الذكية عنا ببعيد وغيرها من المنتجات والخدمات التي غيرت النمط الإداري القديم من المنافسة الشديدة وهزيمة الخصم، إلى الابداع والابتكار والتفرد. لقد حاولنا في هذا المقال تقديم فكرة استراتيجية المحيط الأزرق حيث أن هذه الاستراتيجية تتضمن العديد من الأدوات والطرق والوسائل الغير تقليدية التي توصل الشركات إلى الريادة والابتعاد عن أهوال ومخاطر المحيط الأحمر. للتواصل مع الكاتب 0509890870
مشاركة :