وقّع المدرّب العالمي في الـ «تايكواندو» والكاتب اللبناني المقيم في الولايات المتحدة دافيد شعنين، كتابه «لا تعني لا، تعلّمي أن تدافعي عن نفسك» خلال معرض بيروت الدولي للكتاب الذي أٌقيم مؤخراً، الكتاب يقدّم للمرأة بعض الإرشادات السهلة حول الفنون القتالية، وينصحها بتعلّمها حتى تدافع عن نفسها أينما كانت، «سيدتي» التقت المدرّب على هامش المعرض وأجرت معه هذا الحوار. لماذا تهميش دور المرأة؟ بداية، من هو دافيد شعنين؟ أنا أولاً صحافي، كان عندي زاوية مخصصة لي في إحدى المجلات اللبنانية، بعنوان «رسالة إلى امرأة» تعبر عنها وتحكي ألمها، وعام 1977 قررت أن أترك لبنان بسبب الحرب الأهلية وتوجهت نحو أمريكا، ولأنني أؤمن بأن الكون مبني على المتغيرات السلبية والإيجابية، وبأن المرأة نصف المجتمع، ولها دور مهم جداً فيه يجب ألا يتم تهميشه، قررت أن أصدر هذا الكتاب «لا تعني لا، تعلّمي أن تدافعي عن نفسك» لحمايتها من العنف من خلال تعلّمها وإتقانها رياضة الفنون القتالية، على أمل نشره أيضاً باللغة الإنجليزية وبعدة لغات أخرى. هل أنت متأُثر بقضية العنف الذي تتعرّض له المرأة في كل المجتمعات؟ هذا الموضوع يزعجني إلى أٌقصى الحدود، ولا أستطيع أن أستوعب كيف أن المرأة تُضرب وهي الأم والأخت والابنة والصديقة، وتقوم بواجباتها خارج وداخل المنزل دون أن تتذمّر أو تبدي أي انزعاج، ومن هنا أتساءل كيف يكون المجتمع سليماً ومثالياً دون أي احترام وتقدير لدور المرأة؟ ولذلك تلقى على الأمهات مسؤولية كبيرة تجاه بناتها، وتعليمهن كيفية التصرف والتعامل في حال تعرضن لأي عنف لفظي أو جسدي. فنون القتال ضرورية للمرأة هل الكتاب موجود في لبنان؟ الكتاب موجود في لبنان وفي كل الدول العربية، وقريباً سيتم ترجمته إلى عدة لغات منها الأمريكية حتى تستفيد منه أكبر شريحة ممكنة من السيدات والفتيات، هذا الكتاب هو كتاب وقائي ودليل واضح وصريح حول طرق الدفاع عن النفس؛ لأني أعتبر أن تعليم فنون القتال للمرأة مهمة ضرورية جداً، ولا أخفي سراً إذا قلت بأن عدداً كبيراً من تلاميذي في أمريكا هنّ من السيدات، كما أنني تمكنت من تخريج عدد لا بأس به، ويقمن حالياً بالتدريب في مختلف أنحاء العالم، من هنا يجب أن أٌقول بأنه يجب ألا يكون الرجل عدواً للمرأة، بل على العكس يجب أن يساندها ويدعمها ويقف إلى جانبها في جميع خياراتها. هل من عمر معين حتى تبدأ الفتاة بتعلّم رياضة الفنون القتالية؟ من المهم جداً أن تبدأ الفتاة بالتعلّم بسن صغير(6 سنوات)؛ حتى تتمكّن من التكيّف مع هذه الرياضة، وتصبح متمكّنة منها عندما تبلغ مراحل متقدّمة من العمر، كما أنها تكون بصحة جيدة وتتمتّع بليونة جسدية معينة. الهدف من تعلّم الفنون القتالية الثقة بالنفس والدفاع عنها دون أي خوف أو قلق من الشخص الذي يواجهها، ولذلك هناك 3 مبادئ للفنون القتالية وهي: اللباقة، النزاهة، المواظبة والسيطرة على الذات. هل ابنتاك سبق وتعلّمتا هذه الرياضة؟ - الابنة الكبرى تبلغ 30 عاماً، وشقيقتها تبلغ 26 عاماً، وكلتاهما محترفتان برياضة الفنون القتالية، حتى أن زوجتي رياضية تعلّم السباحة المتناغمة في أميركا. ما هي هواياتك إلى جانب الفنون القتالية؟ أحب كتابة الشعر السريالي، بالإضافة إلى أنني أحب السفر لاكتشاف حضارات ومعالم بلاد جديدة، وقد سبق وزرت عدداً كبيراً من الدول منها كوريا وألمانيا وكندا. ما هو تعريفك للرياضة؟ الرياضة تجمّع ولا تفرّق، وهي مهمة جداً في العلاقات البشرية، من أجل بناء أوطان صالحة وسليمة. دافيد شعنين في سطور هو مؤسّس «التايكوندو» في لبنان وأبرز المساهمين في جعل هذه الرياضة نظاماً تعليمياً وأسلوب حياة، تتجاوز خبرته في مجال الفنون القتالية والشفائية الأربعين سنة، نال جوائز عديدة تقديراً لإنجازاته.
مشاركة :