أرجع رجال أعمال قلة عدد المرشحين من فئة الصناع لانتخابات غرفة جدة، إلى تقاعس الكثير من الأسماء البارزة في القطاع عن خوض غمار المنافسة. وفيما يتنافس ثمانية صناع فقط على ستة مقاعد مخصصة للصناعيين، اعتبر مراقبون لسير العملية الانتخابية أن قلة الاهتمام بالصناعة والصناعيين وكثرة مشكلاتهم تدفع الكثيرين إلى العزوف عن الترشح، فيما أجل البعض ترشيحهم إلى المرحلة المقبلة، خصوصا أن المنافسة بين الصناع على مقاعد المجلس في انتخابات هذه الدورة لن تكون قوية بل محسومة. وأوضح عمر الراجح عضو اللجنة الصناعية أن نتائج الانتخابات محسومة لعدد من المرشحين، مرجعاً ذلك إلى ثقة الناخبين في هؤلاء المرشحين وإلى مكانتهم بين الصناع، مشيرا إلى أن الدورات الماضية خلال الـ 20 عاما كانت الوجوه متكررة والتصويت كان لأبناء البيوت والأسر الكبيرة، وفرصهم أكثر من غيرهم، وكانت الأصوات تمنح مجاملة لكبار رجال الأعمال. أما الدورة الحالية فشهدت وجود أشخاص جدد والعديد من الشباب والتصويت سيكون لمن لديه المقومات وسيتم اختيارهم من صفوة رجال الأعمال ومن يستطيع أن يمثل القطاع ولديهم الإمكانات الشخصية ولتأهيله الأكاديمي، وقال "لا أعتقد أن الحظوظ ستميل لأشخاص دون أشخاص ولن تظهر في الوقت نفسه أسماء غير متوقعة". وحول قلة عدد المرشحين للانتخابات أشار إلى أن بعض المرشحين أجل الترشيح لمرحلة مقبلة باعتبار أن الترشيح لا يتناسب معه لانشغاله وقلة فرص فوزه والبعض الآخر رأى أن الجزء الكبير من المرشحين من جيل معين لا يمثله. وشدد الراجح على ضرورة الاهتمام بالصناعة حيث إنها تحقق أهداف التنمية الرامية إلى تنويع القاعدة الإنتاجية وزيادة إسهام القطاع الخاص في عمليات التنمية وتوفير فرص وظيفية جديدة وتنمية القوى العاملة الوطنية، مبيناً أهمية رفع مستوى الكفاءة البشرية عن طريق تطوير البرامج التعليمية المهنية والدورات التدريبية لتوفير الأيدي العاملة السعودية وتوفير الكفاءات الإدارية لإدارة المشاريع الصناعية. وأكد سمير نيازي المستشار الصناعي والمالي أن المرشحين سيصوتون للمرشح الذين ينحازون إليه، وستكون الأفضلية في التصويت للشباب، مبررا ذلك بقابلية الشباب للتغير وامتلاكهم التفكير الجديد وحسن الأداء، وأبان أن الصناعة محور أساسي من محاور التنمية، فلا بد من تكوين قطاع صناعي قوي قادر على المنافسة على الصعيدين المحلي والعالمي، وتمهيد السبل وتهيئة الظروف وتجاوز الصعوبات والمعوقات أمام القطاع الصناعي ليواصل التقدم، وبين أن الصناعة تحتاج إلى الجهد والوقت بسبب كثرة مشكلاتها، وقال: "شهدت ذلك حين كنت رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة، وأبلينا بلاء طيبا كالأراضي الصناعية التي وفرناها"، مؤكدا أن الصناعة تلعب دورا مهما في تدوير عجلة الاقتصاد وتنويع قاعدة الاقتصاد". وأشار أحمد الشيخة عضو اللجنة الصناعية إلى أن المستوى المادي للمرشح لا يعتبر سببا لفوزه، فلا بد أن تكون لديه الخبرة ويعرف مشكلات التجار، مؤكدا أن المرشح سيختار على أساس خبرته واطلاعه على خفايا المهنة، ويعمل لاستمرار تطور الصناعة السعودية ونموها على وتيرة متصاعدة، ولا بد من تذليل الصعوبات التي يواجهها التصنيع لدفع القطاع الخاص لمزيد من التنمية الصناعية، مشددا على ضرورة الاستمرار في تطوير وصيانة البنية التحتية، وتوفير رؤوس الأموال لمزيد من الاستثمار الصناعي، وتأمين استمرار الدعم والمساندة الحكومية لحركة التصنيع.
مشاركة :