استدعى الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الخميس) رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد انتهاء الاستشارات البرلمانية، لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية بعد تسميته من قبل 54 نائبا من أعضاء البرلمان. وأعلنت المديرية العامة للرئاسة اللبنانية في بيان رسمي أن حصيلة الاستشارات البرلمانية الملزمة التي أجراها الرئيس عون انتهت إلى تسمية نجيب ميقاتي، وأن عون استدعاه لتكليفه بتشكيل الحكومة. وتمت تسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة بأكثرية برلمانية متواضعة بتأييد 54 نائبا من مجموع 127 نائبا شاركوا في الاستشارات، وهي أكثرية تمكنه من التكليف في حين لم يسم 46 نائبا أي شخص لتشكيل الحكومة فيما سمى 25 نائبا نواف سلام مندوب لبنان السابق في الأمم المتحدة في حين سمى نائبان كل من رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري والسيدة روعة حلاب. ويعود التشتت في أصوات أعضاء البرلمان إلى غياب اية أكثرية وازنة في البرلمان المنتخب في 15 مايو الماضي. وكان ميقاتي كلف بتشكيل الحكومة في العام الماضي بأصوات 72 نائبا، وهي الحكومة المستقيلة دستوريا والتي تقوم بتصريف الأعمال تزامنا مع بدء ولاية البرلمان المنتخب في 22 مايو الماضي تمهيدا لتشكيل الحكومة المنبثقة عن البرلمان الجديد. ويأتي تكليف ميقاتي وسط غياب القطب السني اللبناني الأبرز رئيس الوزراء الأسبق وزعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري (52 عاما) وكتلته عن البرلمان حيث كان أعلن في 24 يناير الماضي عزوفه وتياره عن خوض الانتخابات البرلمانية مما أحدث صدمة في الطائفة السنية. وأعاد الحريري حينها عزوفه عن خوض الانتخابات في 15 مايو إلى أنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل التخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة. ومن بين الكتل التي أيدت تكليف ميقاتي كتلتي "الثنائي الشيعي" في "حزب الله" (15 نائبا) و"حركة امل" بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري (15 نائبا) وكتلة "تيار المردة" المسيحي بزعامة سليمان فرنجية (4 نواب) و"تكتل الاعتدال الوطني" (6 نواب) وكتلة "نواب الأرمن" (3 نواب) وكتلة "جمعية المشاريع" (نائبان) ونائب الجماعة الاسلامية ونواب من المستقلين. ومن بين الكتل التي سمت نواف سلام مندوب لبنان السابق في الأمم المتحدة كتلة "اللقاء الديمقراطي" التابعة لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" الدرزي بزعامة وليد جنبلاط (8 نواب) وكتلة نواب "حزب الكتائب" المسيحي (4 نواب) و (10) نواب من كتلة التغيير الجدد الموالين للحراك الشعبي ضد الطبقة السياسية الذي كان انطلق في 17 اكتوبر 2019 وكتلة شمال المواجهة (نائبان). ومن أبرز الممتنعين عن تسمية أي شخصية كتلة "الجمهورية القوية" التابعة لـ"حزب القوات اللبنانية" المسيحي بزعامة سمير جعجع (19 نائبا) وتكتل "التيار الوطني الحر" المسيحي الذي كان أسسه الرئيس اللبناني ميشال عون في العام 2006 (17 نائبا) ونواب من المستقلين. وينتظر أن يجري ميقاتي بدوره استشارات برلمانية غير ملزمة لتحديد شكل وطبيعة الحكومة ومطالب الكتل البرلمانية. وسبق أن شكل ميقاتي (67 عاما) 3 حكومات الأولى في العام 2005 في عهد الرئيس أميل لحود والثانية في العام 2011 في عهد الرئيس ميشال سليمان والثالثة في العام 2021 في عهد الرئيس الحالي ميشال عون. وينص الدستور اللبناني على تسمية أعضاء البرلمان شخصية من الطائفة السنية لتتولى رئاسة الوزراء وتأليف الحكومة في ظل نظام سياسي يقوم على محاصصة طائفية يتولى بموجبها رئاسة البلاد مسيحي ماروني ورئاسة البرلمان شخصية شيعية، إضافة إلى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في البرلمان والحكومة ووظائف الفئة الأولى. يذكر ان لبنان يواجه منذ أواخر العام 2019 أزمات غير مسبوقة كان اعتبرها البنك الدولي الأسوأ في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ويعاني اللبنانيون من انهيار العملة المحلية في وقت تضرب فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لارتفاع معدل الفقر إلى 82 % وتفاقم البطالة والتضخم وتآكل المداخيل والمدخرات وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مع شح في الوقود وفقدان الأدوية وحليب الأطفال.
مشاركة :