يراقب المهندس المعماري اليمني زيد الكحلاني عماله على عوارض السقالات المعلقة يستخدمون الطلاء الأبيض في الرسم حول النوافذ ضمن جهود ترميم على نطاق واسع لمدينة صنعاء التاريخية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» لمواقع التراث العالمي والتي عانت من القصف سنوات خلال الحرب. واستخدم آخرون البكرات والحبال لرفع الطين البني المميز في المدينة إلى أسطح المنازل ذات الأبراج الفريدة حيث حل ضجيج السيارات وأصوات أبواقها محل هدير الطائرات الحربية بفضل هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة. وقال الكحلاني: «نحن نتعامل مع مبان تاريخية يتراوح عمرها ما بين 300 الى 350 سنة. وكل منزل من المنازل منفرد بنمطه التاريخي والمعماري... نحن نقوم بالتعامل مع المبنى من ناحية توفير المواد التقليدية. ثاني حاجة الاستدامة في المواد. ثالث حاجة تأمين المنزل وتدعيمه. ويعود تاريخ صنعاء القديمة إلى القرن الثامن الميلادي في أقل التقديرات». وأضاف الكحلاني أن عمله مع الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية يتراوح بين العثور على المواد التقليدية وتأمين المباني وتدعيمها وأخيرا تجديدها. وقال عقيل نصاري نائب رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن أن حوالي 5000 مبنى لحقت بها أضرار بما في ذلك 380 مبنى لحقت بها أضرار جسيمة وأصبحت على وشك الانهيار في الأحياء التاريخية بصنعاء. وخلال الحرب استخدم الطوب لإغلاق النوافذ في بعض المباني ليحل محل زجاج النوافذ الملون الفريد في صنعاء في وقت كان يسعى فيه السكان إلى حماية أنفسهم وأفراد أسرهم من الشظايا المتطايرة في الحرب. وداخل المنازل استخدم العمال الذين يرتدون سترات خضراء زاهية ويضعون الخوذات الطين البني لتغطية الأسقف الخشبية. قال نصاري: «نحن نقدم مدنا حية مأهولة بالسكان بتاريخها بمبانيها بشوارعها بتخطيطها الفريد بنسيجها العمراني العادات والتقاليد بالموسيقى بالمخطوطات».
مشاركة :