جاء المؤتمر التاريخي لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والذي أعلن فيه عن تبنِّي المملكة تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بمشاركة 34 دولة، والباب مفتوح أمام الدول التى ترغب للانضمام، ومقرّه الرياض، ليُؤكِّد لنا أن سياسة المملكة الخارجية سياسة بعيدة الرؤية وذكية ومدروسة بعناية، لأنها وضعت في اعتبارها كل الظروف والتحالفات في المناطق العربية والإسلامية والدولية، وما أحوجنا اليوم لهذا التحالف الإسلامي في ظل الأزمات الإرهابية المتلاحقة التى طالت العديد من الدول العربية والغربية، والمواقف أثبتت أن التكتلات هي السبيل الوحيد لنجاح المشروعات، خاصة إذا كانت تكتلات إسلامية تحت راية الإسلام، وللقضاء على الإرهاب، لأنها ستكون مُخيفة لأي دولة تُحاول أن تمارس اعتداء ما. إن الدين الإسلامي -وعبر التاريخ- أثبت أنَّه الدين الذي يتسَامَى بالسلام، فالإسلام هو السلام، وهو دين المحبة، وهو دين مكارم الأخلاق، ولم يكن في يومٍ من الأيام دين تخلف وعنف، والتحالف الإسلامي الذي أعلن عنه ولي ولي العهد يبعث رسالة واضحة المعاني للغرب، وللدول التى تتآمر من أجل خلق الفتنة الطائفية بسلاح الإرهاب، واستخدام المرتزقة والمجرمين، والقتلة وعناصر الاستخبارات، بمُسمِّياتٍ مختلفة، كداعش وغيرها من التسميات الإرهابية، والزج بها في العالم العربي والإسلامي، لتمزيق مجتمعاتنا، ولتشويه ديننا العظيم، بأنها لن تفلت أبداً من عقاب الدول الإسلامية المُتحَابة والمُتحَالِفَة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، والذي هو تحالف ضد كل مَن يستخدم مُنحرفي الفكر، أو تجنيد أبنائنا لإرهابنا باسم الدين الإسلامي، إنها بالفعل عاصمة حزمٍ جديدة، سترفع رأس العرب والمسلمين بهذا التحالف المطلوب والمُلح، عربياً وإسلامياً وإقليمياً. لقد اكتوت المملكة العربية السعودية بنار الإرهاب، واستطاعت التصدِّي له بقيادة جنرال الإرهاب محمد بن نايف بضربات استباقية، لفتت أنظار العالم نحونا، وها هي اليوم تنطلق في تبنِّيها للتحالف من أجل تكاتف الجهود الإسلامية، كما أوضح سمو ولي ولي العهد في مؤتمره الصحفي للتعاون مع كافة الدول كوحدة إسلامية تُدين بدين الإسلام، وهؤلاء المسلمون هم أول مَن يُكافح الإرهاب عملاً لا قولاً، وإنجازاً لا أحلاماً، وهذا التحالف يعطي الكثير من الأمل لجميع المسلمين في أنحاء العالم بتوحيد الصفوف من أجل صالح شعوبهم، وقوتهم، ومن أجل أن يكونوا قوة فعالة ومؤثرة في هذا الفضاء الواسع، وجميعنا ندعو الله لهذا التحالف بالتوفيق والنجاح في القضاء على هذا الإرهاب، الذي لم يترك بلداً ولا بيتاً، إلا طاله ويلاته وأوجاعه. في المملكة ننام ونصحو على أحلامٍ جميلة قابلة للتحقيق، ترسم لنا مستقبلاً خالياً من دسم المؤامرات الإرهابية، بقيادة رشيدة حكيمة، تضع مصلحة الوطن العربي والإسلامي نصب عينها، وتُخطِّط بهدوء، لتُفاجئ العالم بأنها ستظل البيت الواسع الذي يُرمِّم الأوجاع، مهما كانت عميقة. * (فاصلة): نبارك للوطن والعالم الإسلامي هذا القرار التاريخي الإستراتيجي الذي سيسحق الإرهاب بإذن الله. maghrabiaa@ngha.med.sa
مشاركة :