اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، مساء أمس، النسخة السابعة من برنامج إثراء القراءة «أقرأ»، وذلك ضمن فعاليات ختامية أقامها المركز احتفاء بالمسارات المتنوعة للبرنامج، وأعلنت أسماء الفائزين، وتوج «قارئ العام» من قبل الجمهور، وتنافس 7 قراء من مختلف مناطق المملكة على الجائزة بعد سلسلة من المراحل مر بها البرنامج، أسفرت عن تأهلهم إلى التصفيات النهائية، قدموا خلالها نصوصهم أمام الجمهور، وفازت بالجائزة القارئة شهد القيصوم، كما أعلنت اللجنة أسماء الفائزين بمسار سفراء القراءة وهم: خزينة الشمري، خلود العنزي، مها العمري، أما الفائزون في مسار سفراء الترجمة فهم: منيرة الهويدي، وجدان الودياني، مروان الرشيد.وأعلنت اللجنة أيضا مسار القراء الصغار، وحصدت زينب الناصر اللقب، في حين فاز القارئ محمد الخليفة باختيار لجنة التحكيم. مسارات المسابقةكما شمل الحفل الختامي الإعلان عن أسماء الفائزين في المسارات الأخرى لمسابقة «أقرأ»، وهي مسار الترجمة ومسار سفراء القراءة، وجاءت الفعاليات الختامية لهذا العام مختلفة في عدد أيام الاحتفاء بالقراءة والشغوفين بالمعرفة من ناحية، وفي مشاركة أسماء لامعة في القطاع الثقافي على مستوى الوطن العربي لأول مرة من ناحية أخرى، يتقدمهم سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة تركي الدخيل، الذي شارك في جلسة حوارية تناولت التبحر في الشأن الثقافي والمعرفي بشكل عام ومدى تأثيره على الحراك الإبداعي الذي تعيشه المملكة، كما شارك كل من الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل للآداب أورهان باموق، والكاتب عبدالفتاح كيليطو في الفعاليات الختامية للبرنامج، كما شهد الحفل عرضا مسرحيا لفرقة سعودية بعنوان «السقوط عن نص دافئ»، تناول فيه حكاية «كلمة» هاربة من نص أضيفت فيه، وتريد العودة إلى نصها الأصلي، فتبحث عن حل وطريقة للعودة عن طريق المؤلف، كما تضمنت الفعاليات عرضا أدائيا يقدم لأول مرة بقالب مسرحي تفاعلي متنقل مع الزوار، أقيم في ساحة البلازا في المركز لشخصيات وقصص شهيرة من عالم الأدب تم تحويلها إلى أفلام ومسلسلات، مثل هاري بوتر وسيلفر وسندباد وكوزيت وجان فالجان، إضافة إلى معرض لمقايضة الكتب، يهدف إلى إعادة تدوير الكتب بين القراء من خلال منحهم فرصة الاستفادة من كتبهم المقروءة والمستعملة باستبدالها، وتكون من 10 أركان مختلفة بحسب موضوعات الكتب.الثروة البشريةوهنأ رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين م. أمين الناصر الفائزين والمشاركين قائلا: نحن في أرامكو لدينا قناعة بأن أعظم ثرواتنا ليست النفط والغاز بل الثروة البشرية، ونسعى أن نسهم بشكل فعال في بناء المستقبل ضمن إستراتيجية الشركة لتحقيق النمو والازدهار والاستدامة، لذلك فإن مسابقة «أقرأ» هي تحفيز للمعرفة وروح الاستكشاف الفكري ووقود محرك للعقل البشري، وسيتوسع إثراء ليشمل مشاركة القراء والقارئات من كافة الدول العربية في الدورة المقبلة للبرنامج، الذي سيتخذ بإذن الله موقعا مميزا على خارطة الثقافة العربية.تطور سنويوأعرب مدير مركز «إثراء» حسين حنبظاظة عن فخره بمخرجات مسابقة «أقرأ» التي شهدت تطورا متسارعا منذ انطلاق برنامج إثراء القراءة عام 2013م، فضلا عن تزايد عدد المشاركين به الذين تجاوز عددهم 75 ألف قارئ وقارئة، مشيرا إلى سعي إثراء إلى تطوير البرنامج بشكل سنوي، لاسيما بعد أن أصبح دوليا، كي يتسنى لمحبي القراءة الانضمام إليه، لاتساع رقعة القراءة والقراء، وأكد أن القراءة هي أحد الأذرع الحامية للغة العربية، كما تعد انحيازا للإنسان باعتبارها تنمية بشرية بحتة، تسهم في صناعة فكر من شتى فنون الأدب العربي، ولفت إلى الدور الذي حققته المسابقة في اكتساب المشاركين العديد من المعارف ورفع مستوى الوعي عبر بث روح المنافسة بين الشباب، مشيدا بالدور الذي يسعى إليه إثراء في تعزيز أوجه الثقافة وترسيخ أعمدة القراءة، عبر مكتبته التي استقبلت أكثر من مليون زائر منذ نشأة المركز.حديث شائقوألقى السفير تركي الدخيل كلمة ضيف شرف الحفل، التي حملت عنوان «حتى لا تصاب بأقسى أنواع الحرمان»، فربط بين الغوص في عالم الكتب والحديث عن الكتاب الذي يعد شاقا وشائقا ونتاجا معظما وصديقا مكرما، تصدر مكانا واسعا من مساحة تفكير علماء العرب وفلاسفتهم وشعرائهم وأدبائهم، مستشهدا بما قاله الأديب الإسكتلندي «آرثر كونان دويل» «إن حب الكتب والقراءة من بين أعظم النعم والعطايا الإلهية لنا، لا يدركها إلا من عاشها، وحرم منها من شغل بغيرها».الإيمان بالفنوألقى أورهان باموق كلمة، أشار خلالها إلى أهمية الكتابة وبدايات رواياته التي جعلت منه شخصية عالمية، من منطلق إيمانه بفن الرواية وعلوم الأدب، مشيرا إلى أهم الأسرار التي تلهم الكتاب وتصبح مفاتيح لكنوز الرواية مع مضي الوقت منها «العزلة والإيمان بالإنسانية والقواسم المشتركة بين السمات البشرية والكاتب».
مشاركة :