أحصى البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع»، 9240 حرفياً وحرفية، منذ انطلاقته عام 2012. ويعمل البرنامج التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على حماية 44 نوعاً من الصناعات الحرفية المحلية مع عدد من الفروع، التي يتفرع منها منتجات متنوعة بأحجام وتصاميم وألوان متعددة موزعة بين سبع مناطق رئيسة هي: مكة المكرمة، والرياض، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، وعسير، وتبوك، والجوف. ويعد «بارع» مشروعاً وطنياً اقتصادياً بالدرجة الأولى، ويهتم في المقام الأول بالصناعات الوطنية التقليدية، التي تعكس موروث الحياة الثقافية والاجتماعية التي كان عليها الآباء والأجداد في المملكة، إلى جانب العمل على إيجاد إطار مؤسسي لتنمية وإدارة قطاع الحرف والصناعات اليدوية، وإعداد مشروع نظام أو لائحة للحرف في المملكة والرفع عنها لاعتمادها، وتحسين صورة الممارسة الحرفية في المملكة. ويسعى البرنامج إلى الاستفادة من الحرفيين المهرة ونقل خبراتهم، وتطوير مهاراتهم لتدريب الأجيال الناشئة، إلى جانب تيسير التمويل للحرفيين وتشجيع الاستثمار في الحرف لزيادة مساهمتها في الناتج المحلي، ودعم وتشجيع برامج الحرف والصناعات اليدوية القائمة في الوقت الحاضر والبناء عليها، والاستفادة القصوى من الخامات المحلية وحمايتها وتنميتها مع المحافظة على البيئة الطبيعية، وتطوير الأساليب التسويقية للمنتجات الحرفية، ووسائل التسويق التعاوني، فضلاً عن إيجاد طاقات حرفية ماهرة لتوظيفها في المحافظة على التراث العمراني والمواقع الأثرية. كما يسعى إلى دعم وتشجيع الجمعيات الخيرية واللجان التطوعية النشطة في مجال الحرف والصناعات اليدوية، وإشراك القطاع الخاص وفئات المجتمع المختلفة في تنمية القطاع الحرفي، ونجح البرنامج في تنفيذ خطط سابقة من بين أهدافها أن يحتوي كل منزل سعودي خلال ثلاث سنوات على حرفة وطنية مسجلة. وتشمل الخطة العمل على تطوير قدرات نحو 100 حرفي، وتأسيس كيان اقتصادي وطني لتسويق المنتجات الحرفية المتوافرة والمنتجة من الحرفيين والجمعيات، وتحويل مواقع التراث العمراني إلى أوعية لاحتضان الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية. وعرض «بارع» خلال فعاليات المنتدى السعودي الثالث للمؤتمرات والمعارض، الذي احتضنته المنطقة الشرقية في الفترة من 8 إلى 10 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، منتجات تسعة حرفين وحرفيّات، يمثلون بعض الحرفيين وشركاء البرنامج من المنطقة الشرقية من مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير وجمعية ود النسائية الخيرية، قدموا خلال مشاركتهم أكثر من 22 منتجاً حرفياً عرف في المنطقة الشرقية، من مشغولات خشبية وخوص وهدايا ودروع تكريمية وحرفية. بدوره، قال المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمين العام لمجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان، في بيان صحافي: «إن الحرف والصناعات اليدوية تمثل أجمل مظاهر التراث وإبداعاتها عن حياة الشعوب ونمط عيشها وأسلوب تفكيرها»، مبيناً أن الحرف التقليدية من الصناعات اليدوية، «تعبر عن الإرث الثقافي للوطن وتسهم في تحسين الدخل ورفع مستوى معيشة الفرد، إلى جانب دورها في تنمية الحركة التجارية والسياحية». وأشار البنيان إلى أن الحرف والصناعات التقليدية التي تستهدفها استراتيجية الهيئة، «تضم 45 مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية، يتفرع منها قائمة طويلة من المنتجات اليدوية تشمل: صناعة السبح والأحجار الكريمة، والمنتجات الفخارية، والخوصيات، والجلديات، والفضيات، والأسلحة التقليدية، والمنتجات الحديدية لأغراض الزراعة والنحاسيات والفضيات، وغزل النسيج اليدوي، وصناعة البشوت، والقياطين بأنواعها والأزياء الشعبية، وصناعة الشباك، والأقفاص، والمزهريات، والدلال، والأحذية التقليدية، والقطران والحلويات الشعبية، والكراسي الشعبية، والصناعات المرتبطة بمواد البناء التقليدية. وأكد أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، «نجحت في ربط هذا القطاع مع مسارات تطوير التراث الوطني في المواقع والبرامج السياحية والفعاليات التي تعمل على تنظيمها أو الإشراف عليها، عبر التوعية والتعريف بأهمية تطوير الحرف اليدوية، بإصدار العديد من النشرات التعريفية عن أنواع الحرف والصناعات اليدوية في المملكة، وتوزيعها في الملتقيات والمهرجانات المحلية والدولية، وشاركت الهيئة بوصفها شريكاً استراتيجياً مع الشركاء بصفة عامة، ومع جمعية حرفة بصفة خاصة لتدشين حملة المبادرة الوطنية لدعم الأسر المنتجة في مجال الحرف والصناعات اليدوية». ولفت إلى أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الشرقية اعتادت على عقد لقاءات تعريفية بـ«بارع» للشركاء في القطاعين العام والخاص والمستثمرين والمستثمرات، موضحاً أن الهيئة «تسعى إلى تنمية الحرف والأسر المنتجة وتسويق منتجاتها من خلال إقامة مهرجانات وفعاليات وتنظيم معارض وبازارات، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ومراكز التسوق ودعم مشاركة الحرفيين، إلى جانب تنفيذ مجموعة من الدورات على بعض الحرف والمهن يقدمها متخصصون في مجال الحرف والتنمية البشرية، محققة بذلك المحافظة على الحرف والصناعات اليدوية من الاندثار والمحافظة على جودة المنتج. كما يقدم البرنامج الدعم المالي من خلال التعاون مع المؤسسات المانحة، مثل بنك التسليف وبعض الجمعيات الخيرية، في حين تهتم الهيئة بالدعم لأصحاب الأفكار والمشاريع الواضحة وفق الشروط والضوابط».
مشاركة :